ليبيا تنتظر انعقاد قمة تجمع بين كل من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الوطني بالعاصمة المصرية اليوم
تنتظر ليبيا، انعقاد قمة مرتقبة، اليوم الثلاثاء، تجمع بين كل من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الوطني، فاير السراج، بالعاصمة المصرية القاهرة، وهو اللقاء الثاني من نوعه في حال إتمامه، بعد مرور نحو عام على لقائهما الأول، بحسب مصادر مصرية وليبية لبوابة "العين" الإخبارية.
وقالت المصادر المصرية إن حفتر الذي وصل القاهرة في ساعة متأخرة من مساء أمس، والسراج الذي سبقه بعدة ساعات، كان من المقرر أن يلتقيا مساء أمس، بحضور رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية، الفريق محمود حجازي، غير أن اللقاء تم إرجاؤه لوقت لاحق اليوم.
فيما قال مصدر ليبي مطلع لبوابة "العين" الإخبارية إن لقاء المرتقب بين السراج وحفتر تم الاتفاق عليه منذ زيارة الأخير للقاهرة في 20 يناير/كانون ثاني الماضي، حيث دار النقاش حول الوضع الراهن في ليبيا، والتي يباشر تطوراته مع الجانب الليبي الفريق محمود حجازي.
وأوضح المصدر الليبي على أن هناك ترتيب لجمع المشير خليفة حفتر و المستشار عقيلة صالح، برئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، للاتفاق على مجلس رئاسي جديد مكون من 3 شخصيات عبارة عن رئيس ونائبين، وتعديل الاتفاق السياسي بما يتفق مع طبيعة المرحلة المقبلة، على أن يسعى كل من عقيلة والسراج بإقناع مجلس النواب الرافضين لحكومة السراج به، ليتم اعتماده من قبل مجلس النواب الليبي.
وكان موقع "بوابة الوسط" الليبي، نقل عن مصدر قريب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، أن لقاءً كان محتملا الاثنين في القاهرة، يجمع كلا من السراج وحفتر قد تأجل إلى اليوم الثلاثاء.
وأوضح المصدر أن نشاط السراج اقتصر على اجتماع مع رئيس الأركان العامة للقوّات المسلحة المصرية، الفريق محمود حجازي، باعتباره رئيس اللجنة الحكومية المصرية المكلفة بملف الأزمة الليبية.
وقالت وسائل إعلام ليبية محلية إن رئيس المجلس الرئاسي حمل اقتراحا مفاداه أن يتولى المشير خليفة حفتر قيادة مجلس عسكري يضم مجموعة من الضباط من مختلف المدن الليبية على أن يكون السراج رئيسا لحكومة مصغرة لإنهاء الوضع الراهن في البلاد.
وأضافت المصادر أن هذا الاقتراح تمت الموافقة عليه مبدئيا من إيطاليا وروسيا اللذين قررا التعاون سويا لإنهاء الأزمة الليبية بعد تأثر إيطاليا من سوءً الأوضاع الأمنية في ليبيا وتدفق آلاف المهاجرين إليها من سواحلها.
وأشارت إلى أنه بمجرد الوصول لاتفاق والإعلان عن جهة عسكرية رسمية في البلاد ستطلب إيطاليا وروسيا من مجلس الأمن بسرعة رفع حظر التسليح عن ليبيا وإمداد الجهات الشرعية فيها بالسلاح لمحاربة الجماعات الإرهابية والميليشيات الخارجة عن نطاق الشرعية والتي يستوطن أغلبها في غرب ليبيا.
وأكدت ذات المصادر، أن تحرير طرابلس من الميليشيات سيكون على رأس أولويات الجيش الليبي حال التوصل إلى صيغة تفاهم بين السراج وحفتر، حيث أن أمريكا أيضا سترحب بالاتفاق الذي قد يجرى في القاهرة اليوم.
يذكر أن الوضع في طرابلس التي يتخذ السراج مقرا له فيها يزداد سوءا، حيث أعلنت ميليشيا تسمى الحرس الوطني الليبي وهي تابعة لما يعرف بـ"حكومة الإنقاذ الوطني" غير المعترف بها دوليا عن سيطرتها على العاصمة طرابلس.
استضافت القاهرة السراج 12 يناير/كانون ثاني الماضي ثم حفتر في 20 من الشهر ذاته، تم خلال الزيارتين بحث تطورات الأوضاع في ليبيا وكيفية توافق الفرقاء والسعي نحو حل الأزمة.
وعقب زيارة السراج للقاهرة، كشف في حوار له صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، أنه بصدد لقاء المشير حفتر قريباً في القاهرة، قائلًا: أؤكد أنه سيجري قريباً، أعتقد بعد شهر، ربما خلال الأيام المقبلة.. وسيكون ثنائياً، مباشراً ومن دون وسطاء.
وشهدت القاهرة كذلك على مدى الأسابيع الماضية لقاءات مكثفة وموسعة جمعت شخصيات ليبية نيابية وسياسية وبرلمانية وإعلامية واجتماعية، استهدفت حث الأطراف الليبية على الالتزام باتفاق الصخيرات الذي وقعته وفود ليبية.
ورحب السراج بالجهود لمناقشة النقاط الجوهرية بالاتفاق السياسي، مؤكدا على ضرورة التفاوض بشأنها بروح الوفاق وإعلاء المصلحة الوطنية على حساب المصالح الضيقة، دون إقصاء أو تهميش لأي طرف، وبما يضمن الحفاظ على وحدة التراب والدم الليبي وإعادة بناء هياكل الدولة.
كما رحب حفتر خلال مباحثاته بالقاهرة بكافة الجهود والتحركات السياسية الليبية الصادقة، وأبدى استعداده للمشاركة في أي لقاءات وطنية برعاية مصرية يمكن أن تسهم في الوصول إلى حلول توافقية للخروج من الأزمة الراهنة وحفظ أرواح الليبيين وحرمة الدم، تدعم الثقة بين كافة الأطراف وترفع المعاناة عن الشعب الليبي للانطلاق نحو بناء الدولة التي يتطلع إليها الليبيون.
وفي 31 يناير/كانون ثاني 2016، التقى حفتر مع السراح في مدينة المرج شرقي ليبيا، حيث ناقشا أو سبل إيجاد حل عملي للحرب الدائرة في بنغازي (شرقي ليبيا) لمدة سنة ونصف السنة، بالتزامن مع إعلان السراج عمله على إعداد مقترح وصفه بالواقعي ليقدمه إلى المجلس الرئاسي "لاستصدار ما يتم الاتفاق عليه من قرارات مستندة إلى الواقع المعيش، وهو ما تقتضيه ضرورات التوافق الذي بنيت على أساسه فكرة تشكيل هذه الحكومة".