حفتر والسراج بالقاهرة.. جهود مصرية لتسوية الأزمة الليبية
بوادر حلحلة للوضع السياسي بين المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لإنهاء الأزمة الليبية.
استقبلت العاصمة المصرية، اليوم الاثنين، كلا من رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج والمشير خليفة حفتر قائد قوات الجيش في شرق ليبيا.
تأتي هذه الزيارة المتفق عليها في إطار الجهود المصرية لبحث سبل الخروج من الأزمة الليبية الراهنة، حيث أكدت مصادر قريبة من رئيس المجلس الرئاسي الليبي أنه قد يعقد جلسة تجمع بين السراج وخليفة حفتر لبحث سبل إيجاد حل يرسخ دعائم المؤسسات الوطنية الليبية دون أي تدخل خارجي".
وبمجرد الإعلان عن لقاء قد يتم بين هذه الأطراف لاحت في الأفق بعض السيناريوهات التي توقعها خبراء في الشأن الليبي ومصادر مقربة الطرفين بشأن الاتفاق على آلية جديدة تنهي الوضع الراهن في ليبيا.
وتردد بشكل كبير أن رئيس المجلس الرئاسي قد حمل اقتراحا مفاداه أن يتولى المشير خليفة حفتر قيادة مجلس عسكري يضم مجموعة من الضباط من مختلف المدن الليبية على أن يكون السراج رئيسا لحكومة مصغرة لإنهاء الوضع الراهن في البلاد.
وأضافت المصادر أن هذا الاقتراح تمت الموافقة عليه مبدئيا من إيطاليا وروسيا اللذان قررا التعاون سويا لإنهاء الأزمة الليبية بعد تأثر إيطاليا من سوءً الأوضاع الأمنية في ليبيا وتدفق آلاف المهاجرين إليها من سواحلها.
وأشارت المصادر إلى أنه بمجرد الوصول لاتفاق والإعلان عن جهة عسكرية رسمية في البلاد ستطلب إيطاليا وروسيا من مجلس الأمن بسرعة رفع حظر التسليح عن ليبيا وإمداد الجهات الشرعية فيها بالسلاح لمحاربة الجماعات الإرهابية والميليشيات الخارجة عن نطاق الشرعية والتي يستوطن أغلبها في غرب ليبيا.
وأكدت ذات المصادر، أن تحرير طرابلس من المليشيات سيكون على رأس أولويات الجيش الليبي حال التوصل إلى صيغة تفاهم بين السراج وحفتر، حيث أن أمريكا أيضا سترحب بالاتفاق الذي قد يجرى في القاهرة اليوم.
والأمر الذي استدلت به المصادر عن موافقة أمريكا لاتفاق يجعل من خليفة حفتر قائد شرعي للقوات المسلحة الليبية، هو تحذير الخارجية الأمريكية المليشيات الإخوانية التي تدعى "الحرس الوطني الليبي" من دخولها لطرابلس، والتي أكدت أن هذا الإجراء قد يزيد من الأمر صعوبة.
تجدر الإشارة إلى أن الوضع في طرابلس التي يتخذ السراج مقرا له فيها يزداد سوء، فقد أعلنت ميليشيا تسمى الحرس الوطني الليبي وهي تابعة لما يعرف بـ"حكومة الإنقاذ الوطني" غير المعترف بها دوليا عن سيطرتها على العاصمة طرابلس وقامت بعرض عسكري ضخم هناك.
وقال رئيس حكومة الإنقاذ، خليفة الغويل، حينها أن تشكيل ميلشيا الحرس الوطني الليبي جاء لطرد أي قوة عسكرية متواجدة داخل طرابلس، وإنه أعطى أوامره بمهاجمة الكيانات المسلحة الموجودة هناك، في إشارة منه لقوات المجلس الرئاسي.
وقامت سيارات تقل عناصر من الميليشيا بالتجول داخل ضواحي المدينة وقدمت استعراضا للقوة بالقرب من ميدان الشهداء الواقع وسط العاصمة الليبية.
واستضافت القاهرة السراج 12 يناير/كانون ثاني الماضي ثم حفتر في 20 من الشهر ذاته، تم خلال الزيارتين بحث تطورات الأوضاع في ليبيا وكيفية توافق الفرقاء والسعي نحو حل الأزمة.
وشهدت القاهرة كذلك على مدى الأسابيع الماضية لقاءات مكثفة وموسعة جمعت شخصيات ليبية نيابية وسياسية وبرلمانية وإعلامية واجتماعية، استهدفت حث الأطراف الليبية على الالتزام باتفاق الصخيرات الذي وقعته وفود ليبية.
ورحب السراج بالجهود لمناقشة النقاط الجوهرية بالاتفاق السياسي، مؤكدا على ضرورة التفاوض بشأنها بروح الوفاق وإعلاء المصلحة الوطنية على حساب المصالح الضيقة، دون إقصاء أو تهميش لأي طرف، وبما يضمن الحفاظ على وحدة التراب والدم الليبي وإعادة بناء هياكل الدولة.
كما رحب حفتر خلال مباحثاته بالقاهرة بكافة الجهود والتحركات السياسية الليبية الصادقة، وأبدى استعداده للمشاركة في أي لقاءات وطنية برعاية مصرية يمكن أن تسهم في الوصول إلى حلول توافقية للخروج من الأزمة الراهنة وحفظ أرواح الليبيين وحرمة الدم، تدعم الثقة بين كافة الأطراف وترفع المعانة عن الشعب الليبي للانطلاق نحو بناء الدولة التي يتطلع إليها الليبيون.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز