حفتر وصالح ونورلاند في القاهرة.. دلائل الزيارة وسر التوقيت
زيارة ثلاثية إلى القاهرة، حملت الكثير من المدلولات وبثت في مجملها رسائل عدة، باعتبار أطرافها بين أكثر المؤثرين بالمشهد الليبي.
رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر والمبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند، أجروا مساء الثلاثاء، زيارة إلى العاصمة المصرية، في محاولة من القاهرة لتقريب وجهات النظر الليبية واستمرار دعم عملية السلام، بحسب مصادر لـ"العين الإخبارية".
فبين تعثر قطار الانتخابات في محطة القاعدة الدستورية، مرورًا بتصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي آكار بشأن قواته المتمركزة في طرابلس، إلى إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وصول دفعة جديدة من المرتزقة إلى ليبيا، أحداث أكسبت الزيارة غير المعلنة سلفًا أهمية كبيرة، خاصة أنها تأتي في توقيت حرج تمر به الأزمة الليبية.
حلحلة الأزمة
زيارة الأطراف الثلاثة المؤثرين في الساحة الليبية، أكدت -بحسب مراقبين- على المؤكد، بأنه لن يمر حل في ليبيا إلا عبر البوابة المصرية، لما لها من تأثير كبير في حلحلة الأزمة، والتقريب بين الفرقاء الليبيين.
وحول أهمية الزيارة ودلالاتها وسر توقيتها، استطلعت "العين الإخبارية" آراء محليين سياسيين ليبيين، أكدوا أنها تهدف إلى الدفع بقطار الانتخابات قدمًا عبر إنجاز القاعدة الدستورية، فضلا عن إبعاد شبح الحرب الذي بات يخيم على البلاد، بسبب الخطوات التركية، بالإضافة إلى العمل عبر إخراج المرتزقة.
جهود دبلوماسية
وبشأن ذلك، قال الدكتور عبدالمنعم اليسير رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمؤتمر الليبي العام المنتهية ولايته (2012 – 2014)، إن أمريكا تقود مجهودات دبلوماسية عن طريق مصر للتوصل إلى بعض التفاهمات مع صالح وحفتر تجاه الالتزامات نحو الانتخابات والوصول بليبيا إلى حل توافقي سياسي للخروج من الأزمة الحالية.
وأوضح اليسير، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المجتمع الدولي ليست لديه إرادة للتعاون في حلحلة الأمور الأساسية المعرقلة للوصول إلى حل في ليبيا.
وأشار إلى أن التدخل الأجنبي التركي وتواجد المرتزقة والمليشيات المسلحة وانتشار السلاح، تعد أبرز المشكلات التي تسعى القاهرة وواشنطن لحلحلتها وتمكين الدولة الليبية، عبر بوابة الوصول إلى حل سياسي.
قرار ملزم
وحذر المحلل السياسي الليبي، من أنه في غياب قرار ملزم من مجلس الأمن لدول العالم، يقضي بجمع السلاح وتفكيك المليشيات المسلحة، لن يحدث أي حلحلة للأزمة الليبية.
المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، أكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الإدارة الأمريكية مدركة لأهمية المشير حفتر وجديته في توحيد المؤسسة العسكرية، إضافة إلى إمكانية أن يكون للمشير حفتر دور مهم في إنجاح العملية الانتخابية القادمة، خصوصا أن الجيش الليبي بقيادته أكثر مؤسسة منضبطة في ليبيا.
وقال المهدوي إن لقاء صالح بالمشير حفتر ونورلاند، يأتي ضمن إعطاء دور أكبر لمجلس النواب والضغظ عليه من أجل إنجاز القاعدة الدستورية، بعد ما لوحظ من وجود تباطؤ في إصدار القاعدة الدستورية.
سر التوقيت
وحول أهمية التوقيت، أكد المحلل السياسي الليبي، أن هناك من يحاول إفساد المشهد السياسي وفض الهدنة وإعادة البلاد إلى شبح الحرب.
ولفت إلى الدور التركي في تأجيج هذا الجانب، فضلا عن تصريحات وزير الدفاع التركي الأخيرة بشأن ليبيا والتي أكد فيها أن قواته ليست أجنبية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول أن يكون لها الدور الريادي لحل الأزمة الليبية، خصوصا فيما يخص ملف المرتزقة الأتراك، متوقعًا رؤية ثمار الضغط الأمريكي على جلسة النواب التي ستعقد الإثنين المقبل، حول قانون انتخاب الرئيس، وتمرير الميزانية.
لاعب مهم
المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان، أكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الدلالة الأولى والأساسية التي حملتها الزيارة، تتمثل في أن القاهرة هي اللاعب المهم لأي حل في ليبيا.
وقال الترجمان إن مواقف العاصمة المصرية من الإرهاب والقوات المسلحة الليبية ومجلس النواب، جعل لها مكانة خاصة في المسألة الليبية، باعتبار أن أمريكا تنظر إلى أن ليبيا عمق استراتيجي لمصر، وبالتالي لا بد أن تمر الحلول عبر القاهرة.
المسألة الأمنية
وأكد اجتماع المشير حفتر مع عقيلة صالح وريتشارد نورلاند بحضور رئيس المخابرات العامة في مصر اللواء عباس كامل، يدلل على أن المسألة الأمنية تعد هاجسا أساسيًا ومهما للولايات المتحدة التي تعي الدور الهام للمشير حفتر في دعم الاستقرار بليبيا، ومحاربة الإرهاب.
وأشار إلى أن هناك رسالة سياسية تم إيصالها إلى المشير حفتر وعقيلة صالح، وهي ضرورة دعم الانتخابات والوصول بليبيا إلى انتخابات ديسمبر/كانون الأول، حتى لا يظهر أن شرق ووسط وجنوب البلاد هما السبب في أي انتكاسة قد تحدث للعملية السياسية.
توحيد الجيش
أيوب الأوجلي المحلل السياسي الليبي قال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الزيارة جاءت بعد تصريحات نورلاند الأخيرة حول الدور الذي يمكن أن يلعبه القائد العام المشير خليفة حفتر في توحيد المؤسسة العسكرية.
وأوضح أن الولايات المتحدة تريد إجراء الانتخابات بأي طريقة ممكنة رغم كل العراقيل الموجودة حاليا، مشيرًا إلى أنها ستدفع في هذا الاتجاه بشتى الطرق.
وأكد المحلل السياسي الليبي، أن واشنطن اختارت الانطلاق من القاهرة التي أسس إعلانها الصادر العام الماضي، في وضع أساس للاتفاق السياسي الليبي، والذي مهد الطريق لمجلس رئاسي وحكومة انتقالية، تقود البلد الأفريقي، حتى الاستحقاق الدستوري القادم.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز