مسجد آيا صوفيا.. قصة تحول «الجوهرة المعمارية» عبر العصور
في مثل هذا اليوم، 24 يوليو/ تموز شهد مسجد آيا صوفيا أول صلاة بعد إعادة افتتاحه كمسجد في عام 2020.
قصة آيا صوفيا
تعود قصة آيا صوفيا إلى عام 532 م عندما أمر الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول ببناء الكنيسة في القسطنطينية (إسطنبول حاليًا) على أنقاض أخرى تعرضت للهدم والبناء عدة مرات.
استغرق بناء كاتدرائية آيا صوفيا - والتي تعني "الحكمة الإلهية" باللغة اليونانية - خمس سنوات. أراد جستنيان الأول من خلالها أن يثبت تفوقه على أسلافه الرومان بتشييد صرح معماري غير مسبوق.
عند اكتمال البناء، ذكر المؤرخون أن الإمبراطور كان مذهولًا بالكاتدرائية، حيث قال عند دخوله إليها: "يا سليمان لقد تفوقت عليك"، في إشارة إلى النبي سليمان الذي يُعتقد أنه كان يسخر الجن لإقامة الأبنية العظيمة، بحسب المرويات الدينية.
تحول آيا صوفيا عبر العصور
ظل آيا صوفيا أضخم كاتدرائية مسيحية في العالم حتى بناء كاتدرائية إشبيلية عام 1520م.
ووصفت الكاتدرائية بجوهرة العمارة البيزنطية، وعُدت واحدة من أبرز المعالم التاريخية حول العالم.
استمرت آيا صوفيا مركزًا للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية لأكثر من 900 عام، تخللتها فترة ما بين عامي 1204 و1261، حين حولها الصليبيون أثناء حملتهم الرابعة إلى كاتدرائية للروم الكاثوليك، قبل أن تعود مجددًا للإمبراطورية البيزنطية.
التحول إلى مسجد
بعد سقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين في مايو/ أيار 1453، حُولت الكنيسة إلى مسجد، وأدى بها السلطان محمد الفاتح أول صلاة جمعة بعد دخوله المدينة، مُصدرًا أوامر بتغطية الرسوم والنقوش المسيحية.
وعلى مدى السنوات التالية، أضيفت سمات معمارية إسلامية للمبنى مثل المنبر والمحراب ومآذنه الأربع.
ظل آيا صوفيا المسجد الرئيسي في القسطنطينية حتى بناء مسجد السلطان أحمد المعروف باسم "المسجد الأزرق" عام 1616، والذي استلهم سمات معمارية من الكاتدرائية.
التحول إلى متحف
ظل آيا صوفيا مركزًا إسلاميًا يحظى برمزية كبيرة، مرتبطًا في الأذهان بفتح القسطنطينية، إلى أن منع مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، إقامة الشعائر الدينية في المسجد عام 1931، قبل صدور مرسوم حكومي عام 1934 بتحويله إلى متحف فني بهدف "إهدائه إلى الإنسانية".
في ثمانينيات القرن العشرين، أدرج المتحف على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وأصبح واحدًا من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول، حيث استقبل في العام الماضي وحده قرابة أربعة ملايين زائر.
العودة إلى مسجد
ألغت المحكمة الإدارية العليا في تركيا يوم 12 يوليو/ تموز مرسوم 1934 القاضي بتحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف، استنادًا إلى ما وصف بوثائق تاريخية تؤكد شراء السلطان محمد الفاتح مبنى الكنيسة من القساوسة قبل تحويله إلى مسجد.
على الفور، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مرسوم بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، مُعلنًا فتحه أمام المسلمين لأداء الصلاة في 24 يوليو 2022، مضيفًا أن بلاده مارست حقها السيادي في تحويله إلى مسجد وسوف تعتبر أي انتقاد لهذه الخطوة تجاوزًا على سيادتها.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز