العصابات تجهز مجلسا لحكم البلاد.. «باربكيو» يتأهب لاختطاف هايتي
وكأنها عودة إلى العصور الوسطى، هذا هو حال هايتي الآن، فمفاصل الدولة وأجزاء واسعة من العاصمة بور أو برنس باتت بقبضة العصابات.
وضع ربما لا يكون جديدا على هايتي، الدولة الواقعة في البحر الكاريبي، فهي صاحبة تاريخ حافل بالاضطرابات، إلا أن العقد الأخير شهد واحدة من أسوأ فترات الفوضى، حين أغلقت العصابات المطار، ونهبت الموانئ البحرية والمباني العامة والمحال التجارية.
كما هاجمت قرابة 10 مراكز للشرطة، وأطلقت سراح 4600 سجين بعد اقتحام السجون، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
أين رئيس الوزراء؟
وتقطعت السبل برئيس الوزراء أرييل هنري في بورتوريكو، في حين يعيث أفراد العصابة في البلاد ويطالبون باستقالته، ويحتجزون عشرات الشاحنات المليئة بالمواد الغذائية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي.
وشهد العام الماضي مقتل ما يقرب من 5000 شخص واختطاف 2500 آخرين، وفقًا للأمم المتحدة، في مستوى من العنف تضاعف مقارنة بالعام السابق.
وكان يناير/كانون الثاني الشهر الأكثر عنفا منذ عامين، فقد شهد مقتل أكثر من 800 شخص.
العصابات.. من هي وماذا تريد؟
وفقا لتقديرات الخبراء، بحسب الصحيفة الأمريكية، تنشط نحو 200 عصابة في هايتي، 20 منها تقريبا في العاصمة بورت أو برنس.
وتتراوح بين مجموعات صغيرة مكونة من بضع عشرات من الشباب يحملون المسدسات، إلى جماعات تتألف من نحو 1500 رجل يتقاضون رواتب أسبوعية ويمتلكون أسلحة آلية وينتمون إلى منظمات هرمية مع رؤسائها.
ويسيطر اتحادان رئيسيان للعصابات، وهما اتحاد "جي-بيب" وعائلة "جي-9"، على عديد من أفقر الأحياء في العاصمة، فيما تتواطأ الجماعات الإجرامية وحلفاؤها في بعض الأحيان، وإن كانت تتصادم معا كثيرا.
وقد ارتبطت هذه المجموعات تاريخيا بالأحزاب السياسية، إذ تنتمي مجموعة "جي-9" إلى حزب "تيت كالي" الحاكم في هايتي، في حين تميل مجموعة "جي-بيب" إلى دعم أحزاب المعارضة.
وتسيطر مجموعة التسع وحلفاؤها إلى حد كبير على الموانئ والطرق المحيطة بالمطار الرئيسي في البلاد، ويكاد يكون من المستحيل تقريباً السفر من العاصمة إلى المدن الشمالية، بسبب سيطرة العصابات على الطريق السريع الذي يربط بين الشمال والجنوب.
وفي غياب رئيس الوزراء، أعلن زعماء العصابة عن تحالف فضفاض يسمى "العيش معًا"، وشنوا هجمات منسقة على مؤسسات الدولة بهدف إسقاط الحكومة الحالية ومنع القوة الدولية من الانتشار.
وقال روبرت موغا، الذي يجري أبحاثا في هايتي لصالح مختلف وكالات الأمم المتحدة، إن العصابات تأمل أيضا في تشكيل مجلس حكم لإدارة البلاد، كما يريدون المساعدة في اختيار أعضائه حتى يتمكنوا من بسط سيطرتهم.
من يقود العصابات؟
هناك قادة عدة للعصابات، لكن الأيام الأخيرة شهدت بروز زعيم لإحداها يدعى جيمي شيريزير، المعروف باسم "باربكيو"، كممثل عام لتحالف العيش معًا.
وباربكيو ضابط شرطة سابق معروف بقسوته، واتُهم من قبل بمسؤوليته عن مذابح، ويسيطر تحالف عصابته، مجموعة التسع، على وسط مدينة بورت أو برنس، وتطوله اتهامات بمهاجمة الأحياء المتحالفة مع أحزاب المعارضة السياسية، ونهب المنازل، واغتصاب النساء، وقتل الناس عشوائياً.
في المقابل، يصف هو ما يجري بأنه "ثورة مسلحة"، وسعى إلى استخدام لهجة أكثر تصالحا هذا الأسبوع، إذ اعتذر للأشخاص الذين تعرضت منازلهم للنهب من قبل العصابات، بما في ذلك تحالفه، خلال الاضطرابات الأخيرة.
كينيا وإرسال ضباط شرطة إلى هايتي
كانت كينيا واحدة من الدول القليلة التي استجابت لنداء هايتي الدولي للمساعدة.
ووافقت الولايات المتحدة على تمويل الجزء الأكبر من نشر 1000 ضابط شرطة كيني، بالإضافة إلى المزيد من الدول الأخرى، لكن تم تأجيل ذلك بسبب أحكام قضائية كينية.
من هم أعضاء العصابات؟
معظم أعضاء العصابات شباب في العشرينيات من العمر يعيشون في الأحياء الحضرية الفقيرة.
وغالبًا ما يتحالفون مع نخبة رجال الأعمال والسياسيين الذين يدفعون لهم مقابل كل شيء بدءًا من تأمين البضائع وحتى حشد المتظاهرين.
وينضم الأشخاص الذين سئموا عنف العصابات إلى حركة تعرف باسم "بوا كالي"، والتي تتبنى العدالة الأهلية، وارتكب هؤلاء جرائم قتل خارج نطاق القضاء واستهدفوا المجرمين عموما، بدعم من المجتمع المحلي في كثير من الأحيان.
هل تستطيع الشرطة إيقافهم؟
شهدت قوات الشرطة الوطنية الهايتية فرار نحو 3000 من موظفيها البالغ عددهم 15000 في العامين الماضيين.
ورغم إنفاق واشنطن قرابة 200 مليون دولار على أجهزة الأمن الهايتية، فإنها تعاني من نقص في العدد والعتاد.
وتمتلك الشرطة 47 سيارة مدرعة، ولكن في الزيارة الأخيرة التي قام بها محققو الأمم المتحدة، كان أقل من نصفها فقط في الخدمة.
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA=
جزيرة ام اند امز