مع أن الحج فريضة إسلامية وركنٌ أساسي من أركان الإسلام، لمن استطاع إليه سبيلاً، فإن جماعات وجهات معروفة في زماننا، تستغل هذا الحدث الديني، لتسيء إلى الدولة المضيفة وهي المملكة العربية السعودية، التي تبذل قصارى جهدها لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
ومنذ بداية رحلتي للحج هذا العام، عبر مطار إمارة دبي بدولة الإمارات، لم أستغرب سلاسة الإجراءات الإيجابية، وآلية الخدمات المتبعة؛ لأن التشاركية المثلى بين المطارات السعودية ودول الجوار، وفي مقدمتها دولة الإمارات، أمرٌ يُضرب به المثل.
إن الكلمات اللطيفة والمجاملات الخفيفة التي تترامى إلى مسامعنا، من قبيل: «أهلاً بالحاج، ادع لنا، ولا تنسنا من دعائك قرب الكعبة»، هذا ديدن عيال زايد وراشد، فهم أهل كرم وطيبة.
ومع وصولنا إلى مطار الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في جدة بالسعودية، ضمن برنامج «ضيوف خادم الحرمين الشريفين» - وهو مبادرة ملكية سعودية نبيلة، تكاد تكمل عقدها الثالث، استفاد منها أكثر من 62 ألف حاج - كان الفريق السعودي المواكب لهذا الجهد في استقبالنا، فضلاً عن إشراف مباشر من وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على كل صغيرة وكبيرة لخدمة ضيوف الرحمن، بمثابة تعبير واضح عن جهود هذا الرجل العالمي والعالم الرباني المعروف.
ولعل الشق المتعلق بإجراءات الأمن، أخذ حيزاً لا يستهان به من إطلالات مختلفة في المؤتمرات الصحفية والزيارات الميدانية لكل قادة الأجهزة المختصة في السعودية، وهذا أمر غير مستغرب، فلدى المملكة تجربة متراكمة من النجاح في تنظيم الحج والعمرة بأبهى صورة وأفضل حلة، لتصبح عبارة «أمن الحج خطٌ أحمر» عنواناً لأفعال تسبق الأقوال.
ولا يوجد في الحج معتقلون، بل قل: يوجد أحياناً محتجزون خالفوا القوانين السعودية، وسيتم عرضهم على القضاء السعودي العادل.
إن المعزوفة الممجوجة والمتكررة للإخوان وأتباع المليشيات، باتت «مقرفة للغاية ولا تصدق»، فالسعودية وطنٌ مستهدف من قبل أولئك الحاقدين الجاحدين، إلا أن المملكة لا يمكن أن تتساهل مع العابثين المخربين، فمن يخالف سيتخلف عن الركب حتى يلقى جزاءه.
ولأن اليسر سمةٌ بارزة في ديننا الحنيف، تجتهد بعثة الحج الإماراتية هذا العام لتقديم الأفضل لأبناء وطنها، ومع تفعيل منصة «فازع» وهي تسريع الاستجابة بشكل حقيقي للحالات الطارئة من قبل حجاج الدولة، فإن إيجاد الحلول بالتنسيق مع اللجان الخدمية المعنية في المكتب والحملات، سيكون أسهل وأفضل بالمقارنة مع السابق.
واستمراراً لمسيرة الإبداع الإماراتي والتميز حتى في الحج، فإن مكتب شؤون الحجاج يعتمد هذا العام، التسكين الذكي لحجاج الإمارات في المشاعر المقدسة، وهذا التسكين الذكي يعزّز كفاءة الخدمات المقدمة لحجاج الدولة، بل ويسرّع عملية وصول الحجاج إلى خيامهم بطريقة سلسة، ويسهّل كذلك مهمة أصحاب الحملات في توزيع حجاجهم بالمخيمات.
باختصار غير مخلٍ، وإسهابٍ غير مملٍ، أكتبُ لكم من مكة عن الحج هذا العام، وقد نال المنكوبون الفلسطينيون نصيباً من كرم الضيافة السعودية، بإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن استضافة 1000 حاجّ من ذوي الشهداء والمصابين من أهالي قطاع غزة لأداء مناسك الحج لهذا العام بشكل استثنائي.
وبدأت طلائع قوافلهم تصل إلى العاصمة المقدسة مكة المكرمة، بكل يسرٍ وطمأنينة، مرددين جميعاً، نداء الحج الأشهر: لبيك اللهم لبيك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة