من دواعي الفخر والسرور والاعتزاز هو نجاح دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي يثبت كل يوم مدى إخلاصه لهذا الوطن الغالي، وحرصه على رفع اسم دولة الإمارات خفاقا عاليا بين الأمم والدول.
فاليوم تصدرت دولة الإمارات المراكز الأولى في مؤشرات الطيران المدني ضمن مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024 والصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي منذ أيام قليلة مضت.
وقد حل الوطن في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر "جودة البنية التحتية للنقل الجوي"، ضمن "مؤشر تنمية السياحة والسفر" لعام 2024، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وفي المرتبة الثالثة عالمياً في مؤشري "كفاءة خدمات النقل الجوي"، و"عدد المقاعد للرحلات الدولية المنطلقة أسبوعيا/بالكيلومتر".
بينما احتلت على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المرتبة الأولى في مؤشري "عدد شركات الطيران العاملة" و"اتفاقيات النقل الجوي"، كما احتلت المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر "جودة النقل الجوي" في تقرير "الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2023" الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
ومن خلال هذه المؤشرات يتضح جليا لنا حرص القيادة الرشيدة على دعم مكانة دولة الإمارات في قطاع الطيران المدني، متصدرةً المراكز الأولى عالمياً في مختلف المؤشرات التنافسية، ويُعزى هذا الإنجاز إلى العديد من العوامل التي ساهمت في ترسيخ مكانة الإمارات كمركزٍ عالميٍ رائدٍ للنقل الجوي، وجعلتها وجهةً مفضلةً للمسافرين والشركات على حدٍ سواء.
وهنا أرى أن هذه الصدارة والريادة لها 6 أسباب؛ أولها: الرؤية الاستراتيجية الثاقبة حيث أدركت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ وقت مبكر أهمية قطاع الطيران المدني كمحركٍ رئيسيٍ للنمو الاقتصادي والتجاري، ووضعت استراتيجيةً طموحةً لتنمية هذا القطاع، ارتكزت على الاستثمار في البنية التحتية الحديثة، وجذب كبار شركات الطيران العالمية، وتقديم خدماتٍ متميزةٍ للمسافرين.
بينما السبب الثاني هو البنية التحتية المتطورة حيث تُعدّ مطارات دولة الإمارات من أحدث وأكبر المطارات في العالم، مجهزةً بأحدث التقنيات، وتوفر رحلاتٍ مباشرةً إلى أكثر من 150 وجهةً عالمية.
كما تمتلك دولة الإمارات شبكةً واسعةً من الطرق السريعة تربط بين مختلف أنحاء الدولة، مما يُسهل على المسافرين التنقل بسهولةٍ ويسر.
بينما ثالثا هو وجود شركات طيران عالمية المستوى حيث يعد طيران الإمارات وطيران الاتحاد من أفضل شركات الطيران في العالم، ففازتا بالعديد من الجوائز العالمية المرموقة، كما تُشغل الإمارات العديد من شركات الطيران الأخرى التي تقدم خدماتٍ مُميزةً بأسعارٍ تنافسية.
أما السبب الرابع هو خدمات مُتميزة للمسافرين حيث تركز شركات الطيران في الإمارات على تقديم خدماتٍ مُتميزةٍ للمسافرين، بدءًا من عملية الحجز وصولًا إلى الوصول إلى وجهتهم، وتوفر العديد من الخدمات المُضافة،
مثل صالات كبار الشخصيات، والترفيه داخل الطائرة، والإنترنت المجاني.
وتتمتع دولة الإمارات بموقعٍ استراتيجيٍ هامٍ على مفترق طرق التجارة العالمية، مما يجعلها وجهةً مثاليةً لرحلات الترانزيت، كما تُعدّ مركزًا تجاريًا هامًا، مما يجذب العديد من المسافرين من رجال الأعمال.
وسادسا: الالتزام بالأمان والجودة، فدولة الإمارات تولي اهتمامًا كبيرًا بأمن وسلامة المسافرين، وتُطبق أعلى معايير الجودة في جميع مجالات قطاع الطيران المدني، كما تُشارك بنشاطٍ في المنظمات الدولية المعنية بالطيران المدني، وتساهم في تطوير وتطبيق أفضل الممارسات في هذا المجال.
وبعد أن استعرضت معكم الأسباب أقدم لكم تبعات ريادة الوطن في قطاع الطيران المدني والذي من وجهة نظري يؤدي إلى 4 نتائج رئيسية تتمثل أولا في: تعزيز النمو الاقتصادي، حيث يُساهم قطاع الطيران المدني بشكلٍ كبيرٍ في النمو الاقتصادي لدولة الإمارات، بتوفير ملايين الوظائف، والمساهمة في تنويع مصادر الدخل، وتعزيز التجارة والسياحة.
النتيجة الثانية تتمثل في: تحسين صورة دولة الإمارات العالمية، حيث تُساهم ريادة الإمارات في قطاع الطيران المدني في تحسين صورتها العالمية، وتعزيز مكانتها كمركزٍ تجاريٍ وسياحيٍ رائد.
أما النتيجة الثالثة فتتمثل في: جذب الاستثمارات الأجنبية حيث تُعدّ بيئة الاستثمار في قطاع الطيران المدني في الإمارات جاذبةً للشركات الأجنبية، مما يُساهم في تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى الدولة.
فيما النتيجة الرابعة والأخيرة، فتتمثل في: تعزيز الترابط الدولي حيث يُساهم قطاع الطيران المدني في دولة الإمارات، في تعزيز الترابط الدولي، وتسهيل التواصل بين الوطن ودول العالم المختلفة.
كما أن الاستراتيجية التسويقية الفعالة كانت سببا لترويج الوجهة السياحية والتجارية، مما ساهم في زيادة الحركة المرورية الجوية إلى الإمارات والتي تعتبر المحرك الرئيسي لقطاع الطيران.
بفضل هذه العوامل المتكاملة، تمكنت دولة الإمارات من الارتقاء إلى قمة التنافسية العالمية في قطاع الطيران المدني، مؤكدة مكانتها كوجهة رائدة للسفر والنقل الجوي على مستوى العالم وجعلها تحلق عاليا في سماء التميز.
لذلك يمكنني القول إن الوطن أصبح نموذجًا رائدًا في صناعة الطيران المدني بفضل استراتيجياته المتقدمة واستثماراته الكبيرة في هذا القطاع، فتصدره للمراكز الأولى عالميًا يعكس التزامه بتعزيز البنية التحتية، ودعم الشركات الوطنية، وتبني الابتكار والتكنولوجيا.
هذه الإنجازات تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وجذب السياحة، وتحسين مكانة الإمارات على الساحة الدولية، وختامًا، فإن مواجهة التحديات المستقبلية ستتطلب استمرار الجهود المبذولة لتعزيز تنافسية قطاع الطيران المدني وضمان استدامة النمو والنجاح في هذا المجال الحيوي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة