لماذا انتفض ذباب «الإخوان» الإلكتروني بعد الإطاحة بحاكم المطيري؟
ما إن أعلن الحساب الرسمي للإخواني الكويتي حاكم المطيري القبض عليه في تركيا، حتى انتفض الإخوان الإلكتروني، ليمارس ديدنه، مدافعًا عن «خائن بلاده»، ومطالبًا بالإفراج عنه.
ويوم الإثنين، أكد الحساب الرسمي للإخواني الكويتي حاكم المطيري القبض عليه في تركيا، على خلفية اتهامه في بلاده بتهم أمن دولة خطيرة أبرزها: «قلب نظام الحكم، والتخابر لصالح ليبيا ضد الكويت»، في القضية المعروفة إعلاميا باسم «تسريبات القذافي»، أو «تسريبات الخيمة».
ورغم أن تلك القضية قضت فيها محكمة كويتية، في أبريل/نيسان 2021، بالسجن المؤبد على المطيري، إلا أن ذباب الإخوان الإلكتروني، سار على نهج التنظيم الإرهابي، في عدم الاعتراف بالأحكام القضائية، فثار مشككًا في الأدلة التي لم يكذبها المطيري نفسه.
ذباب الإخوان الإلكتروني
ثورة إخوانية إلكترونية، جاءت متزامنة مع مطالب، أطلقتها حسابات محسوبة على التنظيم الإرهابي، تطالب بإطلاق سراح المطيري، وعدم تسليمه إلى الكويت، في قضية تسريبات القذافي.
وكعادة تنظيم الإخوان، لجأ إلى الدين محاولا دغدغة المشاعر، فاستخدمت الحسابات المنضوية تحت لوائه، ألفاظًا من قبيل «المظلمة»، و«المحنة التي يأتي بعدها محنة»، و«حتما سيُرفع الظلم»، في مسعى منه، لتحويل أزمة المطيري من قضية يحاكم فيها على جرائمه، إلى مظلمة وقعت عليه، ويجب مناصرته لرفعها عنه.
فحساب يدعى «أ. أ»، اعتبر المطيري «قامة علمية مجددة بالسياسة»، مطالبًا بأن يكون اسمه مع أول كشف عفو قادم من أمير الكويت الجديد، متناسيًا أن الذي يدافع عنه، تآمر ضد البلد الذي فيه ولد وعلى أرضه نشأ.
حساب محسوب على تنظيم الإخوان يدعى «د.ه»، حاول الدفاع عن المطيري، فاعتبره «أحد أكثر الشيوخ دفاعاً عن قضايا المسلمين»، محاولا خلع لقب المناضل عليه، متجاهلا، الأدلة والوثائق التي أثبتت وقوفه ضد الإسلام، ونصرته للإرهابيين الذين عاثوا في سوريا والعراق فسادًا، مطيحين بالدولة، ومتسببين بمعاناة وتشريد الملايين.
إلا أن ذلك النهج لطالما استخدمه تنظيم الإخوان وأذنابه، ليتحطم في كل مرة على صخرة الحقائق والوعي الشعبي العربي، والذي تزايد بعد سقوط قناع التنظيم الإرهابي، وانفضاض الشعوب من حوله، بل والإطاحة به في ثورات شعبية اقتلعته من جذوره.
ولم تكتف الحسابات الإخوانية بخلع لقب المناضل والمظلوم على «المطيري الخائن»، بل إن بعض تلك الحسابات المؤثرة والتي تذيل اسمها بـ«الإسلام»، طالبت بالضغط على السلطات التركية لإطلاق سراح المطيري، زاعمة أن «مثل هذه المواقف تدمر صورة تركيا في العالم الإسلامي».
وأعلنت حسابات أخرى تابعة لذباب الإخوان الإلكتروني، بالتضامن مع المطيري، وعدم ملاحقته، في رقصة أخيرة لـ«الديك المذبوح»، والتي تأمل من خلالها أن تثمر عن تراجع الأمن التركي على قرار القبض على المطيري.
لكن ماذا نعرف عن «تسريبات القذافي»؟
في عام 2020، انتشرت تسريبات سرية من خيمة الزعيم الليبي الراحل، عرفت فيما بعد بـ«تسريبات الخيمة»، بينها مقطع مسجل للإخواني المطيري، يطلب فيه الدعم المالي معمر القذافي، من أجل بث القلاقل والاضطرابات في بلاده.
أحد هذه التسريبات كشف عن عرض قدمه المطيري إلى القذافي؛ بهدف زعزعة الوضع في دول الخليج، زاعما قدرته على استخدام القبائل في ذلك.
وبحسب المقطع الصوتي، فإن المطيري الذي طلب الدعم من القذافي لإسقاط أنظمة الحكم في السعودية والكويت، تحدث عن مزاعم -يراها هو- بشأن رغبة المجتمعات في تغيير الواقع، وتغيير الأسر الحاكمة في السعودية والكويت.
تسريب جاء بعد أيام من آخر كشف عن «تآمر» المطيري مع الزعيم الليبي الراحل، بهدف نشر «الفوضى الخلاقة»، في عدد من دول الخليج؛ بينها الكويت والسعودية والبحرين، و«استغلال الأوضاع في العراق والاستعانة بالمتطرفين وتأسيس جناح سري».
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز