"السلام النفسي مثل الحرب.. معركة يخوضها الإنسان ضد كل مضاعفات الهزيمة"، وفي هذا الميدان الواسع تكافح وتعافر، الفنانة المصرية حلا شيحة بحثا عن شاطئ الأمان.
تريد حلا شيحة الشعور بالتوازن ولو كلفها الأمر أن تبني جدارا عازلا بينها والناس، وتتمنى أيضا أن يبارك كل من حولها اختياراتها دون الخوض في التفاصيل والتفتيش في الأسباب.
تنسى حلا شيحة دائما أن حبال الود التي تربطها بالجمهور متينة وقوية، لذا يراقب أفعالها ويطلق أحكامه على تصرفاتها، فالجمهور لا يتسامح مع من منحه الحب وتزاحم من أجله أمام شباك التذاكر.
البداية
في محافظة الإسكندرية، نشأت حلا شيحة، وسط أسرة مكونة من أم لبنانية شديدة الثقافة، وأب لديه شهرة واسعة بصفته المهنية، إذ احترف الفن التشكيلي، ومعها 3 شقيقات هم "رشا وهنا ومايا".
أحبت التمثيل منذ الصغر، وشجعتها أسرتها على المضي قدما في طريق الشهرة والأضواء، والحقيقة أن طريقها كان مفروشا بالورود، ربما بسبب جمالها وملامحها المختلفة، وربما بسبب موهبتها وحضورها.
بدأت شهرة "حلا" من خلال شاشة التلفزيون، إذ شاركت في مسلسل بعنوان "كلمات"، بطولة حسين فهمي، ثم انتقلت إلى شاشة السينما وقدمت خلالها سلسلة من الأفلام المهمة أبرزها: "السلم والثعبان، عريس من جهة أمنية، أريد خلعا، تايه في أمريكا".
التحول والحب
في عام 2006 بحثت حلا شيحة عن الحب مثل أي فتاة تحلم بالبيت والعائلة، وتلاقت مشاعرها مع الفنان المصري هاني عادل، وخلال وقت قصير تم عقد القران في حفل بسيط اقتصر على الأهل والأصدقاء المقربين.
لفتت حلا الأنظار يوم عقد القران لظهورها بالحجاب، وبدا عليها التغيير الذي طرأ على ملابسها شديدة الاحتشام، لكنها لم تعلن وقتها نيتها في الاعتزال، لم تستمر العلاقة كثيرا ووقع الانفصال دون أسباب معروفة.
بعد ذلك تعرفت "حلا "على رجل كندي الجنسية، أشهر إسلامه في العاصمة المصرية القاهرة، وظنت إنه مرفأ الاستقرار الذي تبحث عنه، اعتزلت الفن، وتركت مصر فترة طويلة، وأثمر هذا الزواج عن 4 أبناء.
العودة والارتباك
في عام 2018 انفصلت حلا شيحة عن زوجها الكندي، وعادت للتمثيل بعد غياب 12 عاما، دارت أسئلة كثيرة في عقول الجمهور، لماذا العودة بعد هذا الغياب الطويل، وما أسباب الانفصال، وهل انتهت حيرتها عند هذا الحد؟
لم تجب حلا على هذه الأسئلة، وفضلت العمل في صمت، وشاركت في عملين الأول مسلسل "خيانة عهد" أمام يسرا، والثاني مسلسل "زلزال" بجوار محمد رمضان.
وفي هذه المرحلة لاحظ الجمهور شغفها الشديد بالشهرة والأضواء، أصبحت موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة قوية، وحرصت على التقاط صور جريئة في المهرجانات وعلى شاطئ البحر.
راية التسلم
في عام 2020 التقت حلا شيحة بالباحث الإسلامي معز مسعود، وفتحت قلبها للحياة مرة أخرى، وفي فبراير/شباط 2021 حدث الزواج ورفعت راية التسلم للحب.
وبعد أشهر قليلة من الزواج، كشفت رغبتها في الاعتزال، والانسحاب من الحياة الفنية مجددا، ولم يهتم جمهورها العريض بالتفتيش حول الأسباب، فهو مستعد دائما أن يغفر لها.
وشاءت الأقدار أن يعرف فيلمها الأخير "مش أنا" طريقه لدور العرض السينمائي، بطولة تامر حسني، وحقق الفيلم إيردات كبيرة، واستثمارا لهذا النجاح طرح تامر حسني أغنية "مش تمثال" عبر موقع "يوتيوب"، وجمع الكليب بعض مشاهد الرومانسية بين تامر حسني وحلا، الأمر الذي أشعل غضبها، ودفعها للهجوم على تامر حسني، ووصفته بأنه "لم يحترم وعوده" معلنة أنها "نادمة على التجربة"، مشيرة إلى أن "الشهرة والأضواء مجرد نجاح مزيف".
في المقابل لم يلتزم تامر حسني الصمت، ودافع عن نفسه قائلا إنه لم يعد "حلا" بعدم طرح الفيديو وإنه حذف كل مشاهدها التي طلبت حذفها من الفيلم، وقال أيضا إنها لم تكن مجبرة على فعل أي شيء وإنها تقاضت أجرا كبيرا مقابل دورها في الفيلم.
اشتعال الموقف بين تامر حسني وحلا شيحة، وضع الأخيرة في ورطة كبيرة، فهل يغفر لها الجمهور اندفاعها، وترددها، أم يلتمس لها العذر لأنها في مهمة للبحث عن السلام النفسي؟