شبح ترامب يؤرق حملتي ديسانتس وهايلي قبل ساعة الحسم الجمهوري
شهران فقط هو ما يفصل الجمهوريون عن أول انتخابات تمهيدية لاختيار مرشح الحزب لسباق البيت الأبيض 2024.
وفي ظل ضيق الوقت ما زال المتنافسان الأبرز رون ديسانتس ونيكي هايلي يواجهان معضلة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يتصدر السباق بفارق كبير رغم معاركه القضائية.
واعتبرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن ديسانتس وهايلي لم يجدا إجابة للسؤال الأساسي للانتخابات التمهيدية، الذي يتعلق بكيفية استغلال خروج ترامب عن القانون، والذي يعد أكبر نقاط ضعف الرئيس السابق.
وقالت الشبكة إن حاكم فلوريدا والسفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة ما زالا يستخدمان لهجة أقل حدة في انتقاد ترامب.
وبعد أيام فقط من اتهام ترامب بترديد الدعاية النازية، وجهت هايلي أشد هجماتها لترامب حتى الآن، لكن لغتها الملطفة سلطت الضوء على معضلتها السياسية، وأكدت هيمنة ترامب على الانتخابات التمهيدية.
وأكدت هيلي في ولاية أيوا أنها لا تتفق مع تعليقات ترامب الأخيرة التي وصف فيها معارضيه بـ"الحشرات"، وحاولت التلميح إلى الضجة المحتملة لولاية ثانية لترامب، لكن دون أن تشير إلى المحاكمات الجنائية المقبلة لترامب، أو رفضه نتائج انتخابات 2020.
وقالت هايلي "إنها الفوضى في كل شيء، أليس كذلك؟.. لكن الفوضى يجب أن تتوقف".
وأضافت أن ترامب "يقول أشياء لا ينبغي أن يقولها.. نحن نبدو في حال تشتت للغاية الآن، وعندما تشتت انتباه أمريكا، يصبح العالم أقل أمانا".
أما ديسانتيس، الذي يناضل لإنقاذ حملته بعدما احتل المركز الرابع في استطلاع جديد أجرته "سي إن إن" وجامعة نيو هامبشاير، فقد حاول شن هجوم مختلف على ترامب لكنه ابتعد مثل هيلي عن المشكلات الأكثر وضوحا في تاريخ الرئيس السابق.
وركز ديسانتس على العمر المتقدم لكل من ترامب والرئيس الحالي جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي، معتبرا أنهما أكبر من أن يتمكنا من القيام بمهام الرئاسة.
وقال إن "الرئاسة ليست وظيفة لشخص تجاوز الثمانين من عمره".. وأضاف "أنا في مقتبل حياتي.. سأخدم لفترتين، وسأحقق نتائج كبيرة".
لكن حملة ديسانتس تواجه تراجعاً في كل أنحاء البلاد، ويعلق حاكم فلوريدا آماله الآن على تحقيق نتيجة عالية في ولاية أيوا لإعادة الزخم لجهوده.
ورغم نضالهما المستميت يعرف كل من هيلي وديسانتيس أن الملايين من أنصار ترامب قد صدقوا ادعاءاته بالفوز في انتخابات 2020، وحتى الناخبين الذين يقولون إنهم منفتحون على مرشح مختلف، غالبا ما يرون أن لوائح الاتهام الجنائية لترامب هي أدلة على الاضطهاد السياسي من قبل إدارة بايدن.
وبالفعل عانى المرشحون الذين انتقدوا ترامب علانية بسبب مخالفاته مثل محاولاته إلغاء نتائج انتخابات 2020 أو تعامله مع الوثائق السرية مثل نائبه السابق مايك بنس، الذي انسحب من السباق، أو حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي الذي يكافح من أجل ترك بصمة.
لذا يسعى ديسانتيس وهايلي إلى الحفاظ على قدرتهما على البقاء من خلال المراوغة حول تجاوزات ترامب، وهو ما يقيد حملتهما الانتخابية في ظل فشلهما في محاسبته على النحو الذي يضعف قبضته على السباق.
ويأمل ترامب في تحقيق فوز ساحق في انتخابات أيوا مما يجبر المرشحين الأساسيين على الانسحاب، فيما ترفع حملة بايدن من حدة هجماتها على الرئيس السابق، وهو ما يشير إلى أن انتخابات 2024 قد تكون الأكثر إثارة للانقسام في الولايات المتحدة خلال العصر الحديث.
aXA6IDMuMTQ0LjYuMjkg
جزيرة ام اند امز