سباق البيت الأبيض.. هل يحسم أنصار «هيلي» هوية الساكن الجديد؟
قد لا ينجح أنصار نيكي هيلي في تأمين فوزها بترشيح الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الأمريكية لكن تصويتهم قد يحسم هوية ساكن البيت الأبيض.
ومع اقتراب الانتخابات التمهيدية الجمهورية في ساوث كارولينا تبدو هيلي، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة والحاكمة السابقة للولاية، عاجزة عن تأمين الدعم الكافي لهزيمة خصمها الأوفر حظا الرئيس السابق دونالد ترامب.
- بعد تهديدات متزايدة.. هيلي تطلب حماية «الخدمة السرية»
- صورة ساخرة من ترامب وبايدن.. هيلي تضرب على «الوتر الحساس»
ومع ذلك يبدو أن هيلي لديها من الأنصار ما يكفي لحرمان ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل حتى لو فاز بترشيح الحزب للسباق الرئاسي وفقا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
ونجحت هيلي في جذب الجمهوريين المعتدلين الأكثر استياء من الرئيس السابق، وإذا ظل أنصارها على موقفهم حتى موعد الاقتراع، فقد يلعب هؤلاء دورا كبيرا في تحديد مصير الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي يحتاج إلى دعم نسبة كبيرة من هؤلاء الناخبين في مباراة العودة المرتقبة مع ترامب.
وتظهر استطلاعات الرأي للناخبين في ولايتي أيوا ونيو هامبشاير أن معظم مؤيدي هيلي لديهم آراء سلبية للغاية تجاه ترامب وهو الأمر الذي قد يوفر لبايدن فرصة لتحقيق مكاسب أكبر في الأشهر المقبلة إذا تمكن من التغلب على شكوك الناخبين حول أدائه وعمره.
أكبر تحذير
واعتبر آيس سميث، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، أن العدد الكبير من مؤيدي هيلي الذين يحملون نظرة سلبية لترامب هم أكبر إشارة تحذيرية للرئيس السابق.
وقال إن مقاومة ترامب التي ظهرت في استطلاعات الرأي ستكون "مشكلة كبيرة جدًا" بالنسبة للرئيس السابق في الانتخابات العامة.
ويعتقد سميث أن هناك عاملين لتفسير هذه النظرة السلبية لترامب، الأول هو العداء لدوره في إلغاء الحق القانوني في الإجهاض على مستوى البلاد، وهو الموقف الذي تبنته المحكمة العليا الأمريكية في عام 2022، والثاني هو "عدم رغبة الناس في الجنون والفوضى".
وقال مايكل مدريد، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري إن نتائج الانتخابات التمهيدية واستطلاعات الرأي تحمل إشارات مزدوجة.
فمن ناحية تظهر أنه لا توجد أي فرصة لأي شخص بالفوز بترشيح الجمهوريين باستثناء ترامب، ومن ناحية أخرى تظهر النتائج مواقف الحزب المنقسمة بشأنه.
وأضاف أن النتائج تشير إلى أن نسبة المشككين في ترامب داخل الحزب الجمهوري أكبر مما يعتقده معظم الناس، وقد تكون أكبر من أي وقت مضى منذ ظهوره لأول مرة كمرشح للحزب في عام 2016.
وأوضح مدريد أن الجمهوريين الذين ينتقدون ترامب كانوا منعزلين للغاية واعتبر أن نيكي هيلي أصبحت بمثابة صرخة حاشدة لشيء مختلف وشيء أكبر.
تصويت مدروس
من جانبه، قال آلان أبراموفيتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيموري: "حتى لو كان حوالي 1 من كل 10 ناخبين جمهوريين عاديين سينشقون إذا كان ترامب هو مرشح الحزب، فقد يكون ذلك أمرا مهما في انتخابات رئاسية متقاربة".
وقالت سيليندا ليك، خبيرة استطلاعات الرأي الديمقراطية والتي قدمت المشورة لحملة بايدن لعام 2020: "هذا ليس تصويتًا عاديًا، إنه تصويت مدروس حقًا".
واعتبرت أن نتائج الاستطلاعات "تحتوي على مخطط كامل لوجهات نظر حول السياسة، ووجهات نظر حول المزاج، وحول القضايا الجنائية.. إنها وجهة نظر متكاملة للغاية حول ترامب".
في المقابل، قالت جينيفر هورن، رئيسة الحزب الجمهوري السابقة في نيو هامبشاير والتي تعد من أشرس المنتقدين لترامب، إنها لا تعتقد أن يصوت جميع أنصار هيلي لبايدن في الانتخابات الرئاسية، لأن من بينهم جمهوريون مخلصون للغاية.
وأضافت "قد لا يكون هؤلاء موالين لتيار ترامب (ماغا) أو (لنجعل أمريكا عظيمة مجددا)، لكننا نعلم أن هناك أشخاصًا لن يصوتوا ببساطة لصالح ديمقراطي".
واعتبرت أن "السؤال الرئيسي بالنسبة لبايدن هو: كم من الجمهوريين يمكنه الفوز بهم؟".
وقال جيم ماكلولين، مسؤول استطلاعات الرأي لحملة ترامب لعام 2024، إن الرئيس السابق سيعاني من انشقاقات طفيفة في الحزب الجمهوري خلال مباراة العودة مع بايدن.
وعزا ذلك إلى أن الناخبين الجمهوريين يعتقدون أن رئاسة ترامب حققت نتائج أفضل بكثير في القضايا التي تهمهم من الإدارة الحالية.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg
جزيرة ام اند امز