الدكتور حمد الحمادي ضيف "بوابة العين" في مقابلة خاصة حول الأدب السياسي في الإمارات ورواياته "ريتاج" و"من أجل غيث" و"هل من مزيد".
قناع تلو الآخر يُسقطهم الدكتور حمد الحمادي في رواياته السياسية، ساعياً إلى بناء حبكاتها في قالب درامي تشويقي. من عوالم الشخصيات وعلاقاتهم ندخل إلى جوهر القضايا السياسية الني يرصدها الحمادي بحنكة تكشف ألغازهم وصفقاتهم وخططهم.خيط سردي متقن ذلك الذي يحيكه الكاتب في أعماله يجعل القارئ يغرق في دهاليز هذه القضايا الحساسة من دون أن يصييه الملل أو يتوقع النتائج والأحداث، ناقلا الأحداث الحقيقة بأمانة ودقة.
روايات الحمادي، تنفرد بلغتها وبأسلوبها وتقارب قضايا حساسة وجوهرية في الساحة السياسية الإماراتية.. روايات أطلقت الأدب السياسية والدراما الوطنية في دولة الإمارات من قبل كاتب عايش الأحداث ودرسها وحللها وعكسها في أعمال روائية لاقت صدًى كبيراً. الدكتور حمد الحمادي ضيف "بوابة العين" في مقابلة خاصة تحدث فيها عن آخر إصداراته وعن الأدب السياسي في الإمارات وعن تقييم الرواية الإماراتية.
واعتبر الحمادي في حديثه أن "الأدب السياسي كان مفتقداً نوعاً ما في دولة الإمارات، وركزت معظم الروايات على القضايا الاجتماعية، إلا أن بعض الأحداث السياسية التي وقعت في الإمارات فرضت التركيز عليها بطريقة أو بأخرى"، وأضاف "بالنسبة لي كروائي إماراتي اخترت هذا المجال لوجود قضايا مهمة لا بد أن تصل إلى المجتمع، بطرق مختلفة بعيدة عن الإعلام التقليدي والرسمي، أن تصل من خلال الإعلام الترفيهي، من روايات والدراما وغيرها".
نسج للذاكرة وتوثيق للتاريخ من خلال القصص الاجتماعية يقدمه الحمادي في أعماله، من "ريتاج" إلى "لأجل غيث" وأخيراً "هل من مزيد؟" مرتكزاً على ما تنشره وسائل الإعلام وجلسات المحاكمة للمتهمين في القضايا التي تتناولها الروايات، ويقول الحمادي "من أجل غيث" تتحدث عن الشباب الإماراتيين الذين يتم التغرير بهم للانضمام إلى "داعش"،و"هل من مزيد"؟ تتطرق إلى جماعة شباب المنارة الإرهابية التي كانت تخطط لعمل إرهابي مسلح في الإمارات، وهي القضية التي صدر الحكم فيها، في منتصف العام 2016. أما ريتاج فتتطرق إلى قضية التنظيم السري للإخوان المسلمين وصدور الحكم بحق المتهمين بالانضمام إليه في الإمارات في 2013".
أما عن تحويل هذه الأعمال إلى عمل درامي فيشير الحمادي إلى أنه "يركز على العمل الروائي ولا يتدخل في الأعمال الدرامية، لكن مما لاشك فيه أن تحويل "ريتاج" إلى عمل درامي ساعد في إيصالها، فللدراما جمهورها وللروايات جمهورها وهناك جمهور مشترك للمجالين".
ورفض الحمادي تعميم تجربة إماراتية واحدة على كل المشهد الروائي في الإمارات.. مؤكدا أنه "لا يمكن أن نصف الرواية الإماراتية بأنها ضعيفة ومفككة أو بأنها متقدمة على غيرها.. فالرواية ممارسة فردية".