ناجون إسرائيليون من هجوم حماس.. روايات الرعب من مهرجان الموت
"كل ما أردنا فعله هو قضاء وقت ممتع في إحدى الحفلات... وفقدت معظم أصدقائي".. بهذه الكلمات يتشارك الناجون من هجوم حماس، جنوبي إسرائيل، روايات الرعب.
في مستشفى هداسا عين كارم في إسرائيل، الذي يبدو بعيدا عن مشهد الفوضى في بلدات غلاف غزة، لا تزال الصدمة سيدة الموقف على وجوه هؤلاء الناجين.
من مهرجان الموسيقى الذي تحول إلى ساحة للقتل في كيبوتس رعيم بجنوب إسرائيل، تدفقت القصص لتبوح بتفاصيل مرعبة.
ميشال أوهانا البالغة من العمر 27 عاما، إحدى الناجين من ذلك المهرجان، قالت لصحيفة "ذا ميديا لاين" من سريرها في المستشفى: “كانت هناك نقطة ركضنا فيها من شرفة المراقبة إلى الساحة المركزية للحفل”.
وأضافت وصوتها يرتجف وهي تروي مشاهد القتل التي ارتكبها مسلحو حماس أثناء الهجوم "كنا نركض بين الجثث".
أوهانا، التي كانت في الأصل من سكان ميفاسيريت صهيون، وهي بلدة إسرائيلية قريبة من القدس، تعيش الآن في البرتغال.
وأتت إلى إسرائيل لحضور ولادة ابن أخيها، وأثناء وجودها هنا، قررت إضافة رحلة إلى الجنوب للاحتفال مع أصدقائها.
ووصفت كيف توقفت الموسيقى في الساعة السادسة من صباح يوم السبت، بالتزامن مع شروق الشمس، وانطلقت صافرات الإنذار، ثم اقترب مسلحو حماس من كل الاتجاهات.
وأضافت “بدأنا نسمع إطلاق النار من كل اتجاه”. "ركبنا سيارتنا وبدأنا بالقيادة، أنا وصديقي. لقد بدأوا للتو في إطلاق النار علينا. كان علينا الفرار. لقد تركنا السيارة وفيها بكل متعلقاتنا وركضنا. أطلقوا النار علينا من كل اتجاه".
بعد ذلك- تتابع أوهانا- "وصلنا إلى شرفة بيضاء تابعة لنجمة داود الطبية، على ما أعتقد. بدا الأمر كما لو كان هناك مئات الأشخاص في الداخل. بعضهم أصيب بالرصاص في الأرجل، والبعض بالرصاص في الأرداف. كان الناس يحاولون مساعدة بعضهم البعض".
مستطردة "كان لدي منديل استخدمته في صنع عاصبة لشخص ما".
ومع ذلك، سرعان ما حوصرت الشرفة من قبل العشرات من مسلحي حماس، بحسب ما طالعت "العين الإخبارية" روايتها في الصحيفة.
وعندما نصحت شرطية من بين الحشود المتجمعة بالهرب، حملها صديق ميشال لأنها كانت منهكة للغاية في ذلك الوقت، وألقى بها في سيارة لمحاولة الهرب، على أمل أن ينقذ هذا الفعل حياتها.
تقول أوهانا: “لكن تلك كانت اللحظة التي انفصلنا فيها، وعلى أية حال، فإن الخطر لم ينته بعد".
وأردفت "كان المسلحون خلفنا مباشرة، وقدنا السيارة إلى الطريق معتقدين أننا سنكون أكثر أمانا هناك. عندما وصلنا إلى الطريق، اعترضتنا مجموعة من الشاحنات الصغيرة البيضاء المليئة بالمسلحين. بدأوا بإطلاق النار علينا وحاولنا التراجع. أطلقوا النار علينا من الجانب الآخر، فبدأنا بالنزول من سيارتنا والركض في كل اتجاه. اختبأنا بين الشجيرات. ... رأيت نساء يتسلقن الأشجار... ثم رأيت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي".
وأكملت اعتقدت أن هذا مكان آمن، وصلنا إلى الدبابة ولكن لم يكن هناك جنود. لا بد أنه تمت مطاردتهم".
من هنا، تذكر أوهانا أن ما يقرب من 100 من رواد الحفل احتشدوا في نفس الدبابة، وكان ثلاثة منهم فقط مسلحين- الشرطية من برج المراقبة، وجندي ومدني مسلح بشكل خاص، حيث ردوا بإطلاق النار على المسلحين الزاحفين.
"كانت هناك لحظة ألقى فيها المسلحون قنبلة يدوية، ولم نتمكن من رؤية أي شيء. في تلك اللحظة قاموا باختطاف عدد قليل من الناس. لقد أصبت برصاصة في ساقي عندما كنت تحت الدبابة، وهو المكان الذي اعتقدت أنه المكان الأكثر أمانا. كنت أنزف من معدتي وساقي... لكن لم يكن من الممكن معرفة مصدر النزيف لأن الدماء كانت تغطي الجميع" تكمل أوهانا روايتها.
وبعد ست ساعات تمكنت أوهانا من الاختباء تحت الدبابة، لتنجو بحياتها، بعد أن وصلت قوات الأمن الإسرائيلية لنقلها وعدد من الجرحى الآخرين إلى بر الأمان.
وغير بعيد عن أوهانا، عاشت شاني هدار البالغة من العمر 35 عاما من الخضيرة في إسرائيل تجربة مماثلة.
لقد تعرضت شاني لإطلاق النار أثناء محاولتها الهروب من مسلحي حماس، الذين كانوا يطاردون أي شخص يمكنهم العثور عليه.
كانت هي وأصدقاؤها قد وصلوا للتو إلى الحفل الذي استمر طوال أيام، قبل دقائق من بدء إطلاق النار. ولكن بحلول ذلك الوقت، كان قد فات الأوان بالفعل للهروب.
تروي شاني للصحيفة نفسها،"لقد رأوني أقود السيارة بعيدا وبدأوا في إطلاق النار علينا". "وعندها أطلقوا النار علي في كتفي من الخلف. لا أعرف حتى كيف، لقد رأيت للتو قطعا من اللحم تتطاير عبر السيارة".
تظاهرت هدار وصديقتها بالموت تحت سيارتهما لمدة 10 ساعات تقريبا حتى شعرت أنها لا تستطيع الصمود لفترة أطول.
تقول "اتصلنا بمركز مدى وسألنا: ما الذي يحدث؟ شعرت أنني كنت نائمة، وأن نبضي بدأ يضعف، وأنني لن أصمد طويلا. ولم يكن لدينا طعام أو ماء أيضا. لا شيء. ثم قال الضباط عبر الهاتف: "سأخبرك بالحقيقة". لديك خياران. إما أن تخاطروا وتنتظروا حيث أنتم أو تخاطروا بالهروب وإنقاذ أنفسكم”.
رجعت هدار وصديقتها إلى السيارة وانطلقتا إلى أقرب طريق، وبعد قليل وجدتا سيارات إسعاف نقلتهما إلى المستشفى.