تصاعد خلافات فتح وحماس بسبب ملفي المصالحة والتهدئة
تراشق إعلامي بين حماس وفتح، في وقت ترتفع فيه الأصوات بمواجهة تحديات المرحلة وخطط الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية
عاد التراشق الإعلامي بين حماس وفتح، لتطفو الخلافات مرة أخرى على السطح، في وقت ترتفع فيه الأصوات بمواجهة تحديات المرحلة وخطط الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال طلال عوكل، الكاتب والمحلل السياسي لـ"العين الإخبارية": "مع الأسف هذه واحدة من التقاليد الفلسطينية الجديدة الهابطة التي لا تصلح بين أطراف الشعب الفلسطيني الواحد"، وعبّر عن أسفه بسبب سرعة اندلاع اشتباكات بلغة تشمل التخوين، التي لا تصلح إلا بين الأعداء.
أولويات مختلفة
وأشار عوكل إلى أن تزايد حدة التراشق يتزامن مع تعثر جهود المصالحة الوطنية، وعدم نجاح التهدئة حتى الآن.
وتجدد الخلاف مرة أخرى في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، حول أولوية كل من ملفي المصالحة أو التهدئة، ففي حين ترى حركة فتح أن الأولوية للمصالحة، تذهب حماس إلى أن الأولوية للتهدئة وإحداث تغيير في التدهور الإنساني في قطاع غزة.
ويرى عوكل وجاهة في اعتراض فتح على تحقيق التهدئة أولا، منبها إلى أن الجبهتين الشعبية والديمقراطية تتبنيان الموقف نفسه، وهو الموقف المطلوب لضمان السلامة الوطنية.
وتبادلت قيادات من حركتي فتح وحماس الاتهامات عبر وسائل الإعلام التابعة لكل طرف ومواقع التواصل الاجتماعي، في ظل توجه السلطة الفلسطينية إلى فرض إجراءات جديدة، لإجبار حماس على الرضوخ للشرعية الرسمية، وتمكين الحكومة.
تراشق كارثي
وصف الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، هذا التراشق بـ"الكارثي" والمدمر للنسيج الاجتماعي، ويسبب حالة من الإحباط، في وقت يتطلع فيه الشعب إلى اتحاد القوى الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية في ظل الحديث عن صفقة القرن، وشطب ملفات القدس واللاجئين، وفق المنظور الأمريكي.
وقال أمين لـ"العين الإخبارية": "من المعيب أن تنخرط القيادات في التراشق الداخلي، في وقت يستشري فيه الاستيطان، وتنفذ صفقة القرن بهدوء على الأرض، فيما تكتفي هذه القيادات ببيانات خجولة تؤكد أنها ضد الصفقة، بينما سلوكها يسهم فيما هو أخطر".
معركة الثوابت
حركة فتح من جهتها، عبرت بشكل حاسم في بيان لها، السبت، أنها "منشغلة في معركة فلسطين الكبرى لحماية حقوقنا ووقف المؤامرة"، متهمة حركة حماس بأنها "اختارت بألا تكون طرفا في تلك المعركة، ورفعت سيوفها ضد أبطالها وهم يواجهون طاغية العصر ودولة الاحتلال".
وقال عاطف أبوسيف، المتحدث باسم فتح، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن "من لا يقاتل لصد المؤامرة.. فلا بد أن يكون طرفا فيها، وهو ما يرفضه كل فلسطيني"، مطالبًا حماس بـ"تجنيب الساحة مزيدا من إهدار الوقت والطاقات".
وأشار أبوسيف إلى أنه "فيما يتوجه الرئيس محمود عباس إلى الأمم المتحدة، ليؤكد أن الصفقة لن تمر حتى ولو جعنا، ومتنا فردا فردا، فإن حماس تتحرك مع مخططات الاحتلال، وإدارة ترمب في تكريس كل ما تملك للهجوم عليه".
ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة وصفت بالمهمة والمفصلية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 سبتمبر/أيلول الجاري، يحدد فيها توجهات القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز