وقف النار بغزة.. إسرائيل في وضع الانتظار و«حماس» تتريث
في وقت تتزايد فيه الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن اقتراح جديد لتبادل الأسرى مع حركة حماس، ووقف إطلاق نار مطول في غزة، تتريث الحركة الفلسطينية في الرد على الدولة العبرية.
وقالت حركة حماس عبر حساباتها في شبكات التواصل إنها «تواصل إجراء المشاورات النهائية مع مكونات شعبنا وفصائله الوطنية، بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني في وقف العدوان وإعادة الإعمار والإفراج عن الأسرى»، مضيفة: «من المتوقع تسليم الرد قريبا» دون تحديد موعد، ونفت أن تكون قد رفضت الاقتراح.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أعلن، الثلاثاء الماضي، أنّ حماس «تسلمت المقترح الذي تم تداوله في اجتماع باريس الأحد، في إطار مساعي وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإتمام اتفاق لتبادل الأسرى»، موضحا أن «حماس تسلمت المقترح الذي تم تداوله في الاجتماع، وهي بصدد دراسته».
وقال رئيس مكتب حماس: «رد الحركة بشأن المقترح سيكون على قاعدة أن الأولوية لوقف العدوان الغاشم على غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية كليا إلى خارج القطاع».
نقاش حكومي
وكانت الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، الأحد، شهدت نقاشا صاخبا حول الاقتراح.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: «شهدت جلسة الحكومة الأسبوعية اليوم نقاشا صاخبا حول ظروف صفقة التبادل المتبلورة مع حركة حماس»، مضيفة: «عارض العديد من الوزراء التوصل الى صفقة على مراحل وطالب بعضهم بوقف المساعدات إلى قطاع غزة على الفور».
وعاد مجلس الحرب الإسرائيلي للالتئام، الأحد، للبحث في الصفقة التي يؤيدها عضوا المجلس الوزيران بيني غانتس وغادي آيزنكوت.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في مستهل جلسة الحكومة: «الجهود الرامية للإفراج عن مخطوفينا مستمرة دون توقف، حيث وكما شددت أيضا خلال جلسات المجلس الوزاري الموسع.. لن نوافق على كل صفقة، وليس بكل ثمن. ولن نوافق أبدًا على الكثير من الأشياء التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام والتي يتم طرحها وكأننا اتفقنا عليها، مثلما يتعلق بالإفراج عن المخربين» أي الأسرى الفلسطينيين.
ولم يخفِ نتنياهو الخلاف مع الإدارة الأمريكية بشأن المضي قدما في الصفقة، قائلا: «إسرائيل هي دولة سيادية. ونثمن عاليًا الدعم الذي تلقيناه من إدارة بايدن منذ نشوب الحرب والذي يتمثل في إرسال أنواع الذخيرة، وفي دعم المؤسسات الدولية، وفي إرسال القوات إلى المنطقة وغير ذلك. ولا يعني ذلك أننا مجمعون على كل شيء، لكن حتى الآن تمكنّا من التغلب على الاختلافات في الآراء من خلال القرارات العازمة والرزينة».
وأضاف: «ودعوني أقول لكم شيئًا بناءً على تجربتي: هناك الذين يقولون نعم لكل شيء، حتى إذا كان الأمر يقتضي قول لا. ويصفق لهم المجتمع الدولي، لكنهم يخاطرون بأمننا القومي. وفي المقابل أولئك الذين يقولون لا لكل شيء، حيث يتم التصفيق لهم محليًا، لكنهم أيضًا يخاطرون بمصالح حيوية. وألتمس قول شيء لكم بناءً على تجربتي: تكمن الحكمة في معرفة المناورة وقول نعم إذا أمكن، وقول لا عند الضرورة».
وتابع نتنياهو: «لست بحاجة للمساعدة لمعرفة طريقة إدارة علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مع الإصرار الثابت على مصالحنا الوطنية. الحمد لله، إنني أقوم بذلك منذ سنين طويلة».
وقف النار
وترى واشنطن في الضفقة بداية مسار سياسي نحو وقف مستدام لإطلاق النار، فالسفيرة ليندا توماس-غرينفيلد، ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، قالت في كلمة بمجلس الأمن يوم الجمعة «عملنا مع قطر ومصر والشركاء الإقليميين الآخرين على اقتراح قوي ومقنع، من أجل وضعنا على الطريق نحو ذلك المستقبل، إن محادثاتنا هي أفضل فرصة للم شمل جميع الرهائن مع عائلاتهم، وهم الرهائن الذين حث مجلس الأمن حماس والمجموعات الأخرى، في قرارات سابقة، على إطلاق سراحهم».
وأضافت: «هذا من شأنه أن يتيح هدنة إنسانية مطولة تكون أطول من تلك التي شهدناها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، الأمر الذي يسمح بوصول المزيد من الغذاء والمياه وكذلك الأدوية المنقذة للحياة إلى أيدي المدنيين الفلسطينيين، والذين هم في أمس الحاجة إليها».
وتابعت: «وإذا تم قبول هذا الاقتراح وتنفيذه فمن شأنه أن يقرب جميع الأطراف خطوة واحدة نحو تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية».
aXA6IDMuMTQuMjUxLjEwMyA= جزيرة ام اند امز