«الجحيم يعود لغزة».. القتال يتواصل لليوم الثاني بعد انهيار الهدنة
لليوم الثاني على التوالي، استؤنف القتال في قطاع غزة، بعد انهيار محادثات لتمديد هدنة استمرت أسبوعا بين إسرائيل وحركة حماس.
وقالت وكالة «رويترز»، إن المناطق الشرقية من مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، تعرضت لقصف مكثف حيث انتهى سريان الهدنة بعد وقت قصير من فجر الجمعة وشوهدت أعمدة الدخان في السماء.
وفي شمال غزة، التي كانت منطقة الحرب الرئيسية قبل الهدنة، تصاعدت أعمدة ضخمة من الدخان فوق الأنقاض، وأمكن رؤيتها عبر السياج في إسرائيل. وتردد دوي أصوات إطلاق النار والانفجارات.
وقال سكان ومسؤولون من حماس إن مقاتليها المسلحين بقذائف صاروخية اشتبكوا مع القوات والدبابات الإسرائيلية في حي الشيخ رضوان في شمال مدينة غزة.
ودوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل بعد أن أطلق مسلحون صواريخ من القطاع الساحلي على البلدات. وقالت حماس إنها استهدفت تل أبيب، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار هناك.
وقال سكان غزة إنهم يخشون من أن يؤدي قصف الأجزاء الجنوبية من القطاع إلى امتداد نطاق الحرب إلى مناطق وصفتها إسرائيل في السابق بأنها آمنة.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة تعكف على وضع خطة مع إسرائيل لتقليل الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين في أي عملية عسكرية في جنوب غزة، لكنّ مسعفين وشهود قالوا إن القصف أمس الجمعة كان على أشده في خان يونس ورفح بجنوب القطاع. ويلجأ مئات الآلاف من سكان غزة إلى هناك بسبب القتال الدائر في الشمال.
أوامر بالإخلاء
وأسقط الجيش الإسرائيلي منشورات على المناطق الشرقية في خان يونس تأمر سكان أربع بلدات بالإخلاء، ليس إلى مناطق أخرى في المدينة كما حدث من قبل ولكن جنوبا إلى مدينة رفح المكتظة على الحدود المصرية.
وجاء في المنشورات المكتوبة باللغة العربية: «عليكم الإخلاء فورا والتوجه إلى الملاجئ في منطقة رفح. مدينة خان يونس هي منطقة قتال خطيرة. لقد أعذر من أنذر».
ونشرت إسرائيل رابطا لخريطة تظهر غزة مقسمة إلى مئات المناطق، وقالت إنها ستستخدم في المستقبل لتحديد المناطق الآمنة.
وفي رفح، أخرج سكان عدة أطفال صغار ملطخين بالدماء ويغطيهم الغبار من منزل تعرض للقصف. وقال ابن صاحب المنزل إنه يؤوي نازحين من مناطق أخرى.
وبحلول مساء أمس الجمعة، قال مسؤولو الصحة في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية أودت بحياة 184 شخصا وأصابت ما لا يقل عن 589 آخرين وأصابت أكثر من 20 منزلا. وخرج السكان إلى الشوارع فارين بحثا عن مأوى في الغرب وهم يحملون أمتعتهم على عربات.
وتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن انهيار الهدنة من خلال رفض شروط تمديد الإفراج اليومي عن الرهائن الذين يحتجزهم المسلحون مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
الجحيم يعود لغزة
وقال ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنيف إن «الجحيم على الأرض عاد إلى غزة»، مضيفًا أن القتال سيؤدي إلى تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية الشديدة.
منسق الإغاثة بالأمم المتحدة مارتن غريفيث قال بدوره: «اليوم، وفي غضون ساعات، وردت أنباء عن مقتل وإصابة العشرات. وصدرت أوامر للعائلات بإخلاء منازلهم مرة أخرى. وتبددت الآمال»، مضيفا أن «الأطفال والنساء والرجال في غزة ليس لديهم مكان آمن للذهاب إليه».
وتم تمديد الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني مرتين، وقالت إسرائيل إنها يمكن أن تستمر إذا أطلقت حماس سراح 10 رهائن كل يوم. لكن بعد سبعة أيام تم خلالها إطلاق سراح نساء وأطفال ورهائن أجانب، لم يتمكن الوسطاء من إيجاد صيغة للإفراج عن المزيد ومن بينهم جنود إسرائيليون ومدنيون.
واتهمت إسرائيل حماس برفض إطلاق سراح جميع النساء المحتجزات لديها، إلا أن مسؤولا فلسطينيًا قال إن الانهيار حدث بعدما طلبت إسرائيل أن تطلق حماس سراح المجندات.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس ردا على الهجوم الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأدى بحسب ما أعلنته إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
وردت إسرائيل على ذلك بقصف مكثف وغزو بري أدى إلى دمار كبير في معظم أنحاء القطاع. ووفقا لبيانات السلطات الصحية الفلسطينية -التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة-، فإن الهجوم الإسرائيلي أدى لمقتل ما يزيد على 15 ألفا من سكان غزة وفقدان آلاف آخرين يُخشى أنهم ما زالوا تحت الأنقاض.
جبهة مشتعلة
ووردت أنباء عن سقوط قتلى في جنوب لبنان، وهو بؤرة صراع أخرى بالنسبة لإسرائيل. وقال مسؤول لبناني إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص أمس الجمعة.
وبينما قالت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والمتحالفة مع حماس إنها نفذت عدة هجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود دعما للفلسطينيين، رد الجيش الإسرائيلي قائلا، إن مدفعيته قصفت مصادر إطلاق نار من لبنان وإن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخين.
ضغوط أمريكية
السناتور الديمقراطي مارك وارنر الذي يرأس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ قال لـ«رويترز» إنه «ينبغي لواشنطن أن تمارس ضغوطا على إسرائيل».
وأضاف: «علينا أن ندفع إسرائيل إلى إدراك أن هذا ليس صراعا عسكريا فحسب، بل إنه صراع على قلوب وعقول الناس في العالم والناس في الولايات المتحدة».
واتهمت حماس واشنطن بإعطاء الضوء الأخضر لشن إسرائيل «حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي».
aXA6IDMuMTQ1LjcuMTg3IA== جزيرة ام اند امز