تتابع الحكومة الألمانية ووكالة حماية الدستور جماعة الإخوان الإرهابية في ألمانيا عن كثب منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي
ما زالت ألمانيا إلى جانب دول أوروبا لم تحسم أمرها مع المجموعات المتطرفة التي تنشط على أراضيها، وللأسف لا تزال أجهزتها الاستخبارية تعايش تحديا في مواجهة هذه الجماعات، فمنذ عام 2010 والحكومة الألمانية تعمل جاهدة لتفكيك ضد شبكة عمل حركة حماس والجمعيات والمنظمات المرتبطة بها، والتي تنشط تحت غطاء العمل الإنساني.
من المتوقع أن تعلن الاستخبارات الألمانية نتائج تلك المداهمات من أسماء وبيانات ومصادر تمويل حركة الإخوان من داخل ألمانيا، وشبكات عملها والجمعيات المرتبطة بها، وألا تتستر عليها، والجميع في انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة
شنت الشرطة الألمانية يوم 10 أبريل 2019 حملة مداهمات وتفتيش في تسع ولايات ضد منشآت تابعة لشبكة "أنصار إنترناشونال" الإسلاموية المتطرفة، وخلالها تم تفتيش نحو 90 عقارا في ولايات بادن-فورتمبرغ وبافاريا وبرلين وهامبورغ وهيسن وسكسونيا السفلى وشمال الراين ويستفاليا وراينلاند وبفالتس وشليزفيغ-هولشتاين، المداهمات جاءت بسبب روابط ما بين شبكة "أنصار انترنشونال"المحسوبة على جماعة الإخوان وحركة حماس من جانب وتنظيمات متطرفة من جانب آخر، تقدم الدعم اللوجستي إلى تنظيم داعش في العراق وسوريا.
أدركت ألمانيا ودول أوروبا، وبشكل متأخر، خطر الجماعات الإسلاموية على أراضيها، ويكمن الخطر باتخاذ الجماعات المتطرفة ألمانيا ملاذا ونقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية في عواصم أوروبية أخرى، وتقديم الدعم اللوجستي إلى تنظيم داعش والقاعدة في سوريا والعراق.
الأهم.. أنه لا يوجد فاصل ما بين حركة حماس الإخوانية والتنظيمات الإسلاموية المتطرفة "الجهادية"، وهذا ما كشفته الاستخبارات الداخلية الألمانية، وكالة حماية الدستور، بعلاقة حماس الإخوانية مع التنظيمات الإسلاموية المتطرفة "الجهادية" هنا داخل ألمانيا، لا شك أن "فكر"وأيديولوجية الإخوان، أبرزها طروحات سيد قطب وحسن البنا، هي صلب "أيديولوجية" السلفية الجهادية.
تتابع الحكومة الألمانية ووكالة حماية الدستور جماعة الإخوان في ألمانيا عن كثب منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، ويشار هنا إلى أن للإخوان المسلمين تأثيرا سلبيا ملحوظا على الجاليات المسلمة بألمانيا، وأن "الجمعيات الإسلامية" ما هي إلا واجهة الجماعة، والتي باتت تشكل خطرا على الديمقراطية.
ولا تختلف (الجمعيات الإسلامية) وحركة حماس الإخوانية في ألمانيا عن الجماعات "الجهادية" في أسلمة المجتمع الألماني، وخلق مجتمعات متوازية، و"إقامة نظام إسلامي" على أراضيها.
يعلم الكثير من المتابعين أن "الإخوان المسلمين" أساتذة في التخفي، سواء على صعيد العمل التنظيمي أو الأهداف السياسية، هم يصبحون أكثر صراحة في الحديث عن أهدافهم السرية كلما تعزز موقفهم السياسي، لكنهم يفضلون الظهور بمظهر المتسامح ويتسترون تحت عمل المشروعات الاقتصادية والاجتماعية بهدف التغلغل في المجتمعات والتأثير فيها.
المواطن الألماني هنا بات يعيش هاجس القلق وعدم الثقة بأجهزة الاستخبارات الألمانية، بسبب حالة التحدي التي تعيشه، تجاه الحركات المتطرفة بكل أنواعها، ليس مستبعدا أن هذه الحملات جاءت نتيجة ضغوطات الشارع الألماني وأحزاب المعارضة الألمانية، خاصة حزب الخضر وكذلك أحزاب اليسار، لاتخاذ إجراءات أكثر شدة تجاه الجماعات المتطرفة، ومنها حركة حماس.
حركة حماس وجماعة الإخوان هم أكثر خطورة من الجماعات الإسلاموية المتطرفة، كونها اختبرت العمل السياسي والتخفي جيدا، وهذا ما اعترفت به وكالة حماية الدستور مطلع هذا العام، بقولها "إن جماعة الإخوان أكثر خطورة من تنظيم داعش والقاعدة".
رغم ذلك فإن الحكومة الألمانية مطلوب منها أيضا أن تضع مجموعات متطرفة بالكامل على قوائم الإرهاب، وألا تكتفي بوضع أجنحتها العسكرية فقط مثل (الإخوان وحزب الله والحرس الثوري الإيراني) وغيرها من التنظيمات المتطرفة.
من المتوقع أن تعلن الاستخبارات الألمانية نتائج تلك المداهمات من أسماء وبيانات ومصادر تمويل حركة الإخوان من داخل ألمانيا، وشبكات عملها والجمعيات المرتبطة بها وألا تتستر عليها، والجميع في انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة