نتنياهو كشف عن الدور الإسرائيلي في تعميق الانقسام الفلسطيني ودور المال القطري في فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ومنع قيام دولة فلسطينية.
قال سياسيون إن المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية ونبذ الخلافات، تعد كلمة السر لإفشال مخطط إسرائيل، لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وإن تراجع حركة حماس عن مواقفها سيفشل مخطط الاحتلال.
- نتنياهو: أموال قطر ضرورية لاستمرار الانقسام الفلسطيني
- الأمم المتحدة: لا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة بدونها
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف الدور الإسرائيلي في تعميق الانقسام الفلسطيني ودور المال القطري في فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ومنع قيام دولة فلسطينية.
وأكد نتنياهو، الجمعة، دور قطر في عزل وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ومنع قيام دولة فلسطينية، مؤكداً أن أموال الدوحة أفشلت خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إعادة قطاع غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
ثلاثية أمريكا وإسرائيل وقطر
رفيق أبو ضلفة، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، يرى أنه مع استمرار دعم الإدارة الأمريكية لهذه الحكومة الإسرائيلية، فإن نتنياهو سيستمر في مساعي تكريس الانفصال الفلسطيني، وبذلك تحقق إسرائيل مخططاتها ضد الشعب الفلسطيني.
وقال أبوضلفة لـ"العين الإخبارية": "إذا استمررنا في الانقسام ولم نعد لحضن الشرعية الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير، قد يتمكن نتنياهو من تعميق الانقسام بين الفرقاء لذلك علينا أن ننهي هذا الانقسام".
وقال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هيوم" نشرت، الجمعة، إن "العلاقة بين غزة والضفة الغربية قد انقطعت، إنهما كيانان منفصلان، وأعتقد أنه على المدى الطويل، فإن هذا ليس بالأمر السيئ بالنسبة لإسرائيل".
وشدد القيادي الفلسطيني على أن استمرار هذا الانقسام والتعنت والسماح لدول إقليمية بتمرير المساعدات غير القانونية، فقد يتمكن نتنياهو من تحقيق أطماعه، مشيراً إلى أن نتنياهو "كان صريح العبارة عندما قال إن بقاء الانفصال يتم من خلال قطر.. ومن يحالف مع هذا المشروع عليه أن يتراجع والحفاظ على المشروع الوطني".
ومنذ سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف 2007، تدفع لها قطر ملايين الدولارات في إطار تفاهم ثلاثي مع إسرائيل، وفق مصادر فلسطينية.
أموال مشبوهة
ورفض أبوضلفة حديث نتنياهو عن عدم السماح للرئيس الفلسطيني العودة إلى غزة، مشدداً على أن "عودة عباس إلى غزة رهن بإنهاء الانقسام وليس بمخططات نتنياهو، فإذا ما تمت المصالحة الوطنية تستطيع الحكومة الفلسطينية بسط سيادتها على الضفة وغزة، وعندها يصل الرئيس للقطاع دون ابتزاز من نتنياهو أو غيره".
وفي مقابلته المثيرة قال نتنياهو، الجمعة، إنه لن يسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة إلى قطاع غزة، وقال: "لن أعطيه (قطاع غزة)".
وحذر أبوضلفة "إذا أمعنا في الانقسام فستمرر هذه الصفقة المشبوهة بهذه الأموال المشبوهة"، مشدداً على أن "ما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وشهداء وجرحى وعذابات، ليس من أجل فتات مالي هنا أو هناك ما قدمناه حماية للمشروع الوطني".
وتسود تخوفات فلسطينية بأن نظام الحمدين القطري يشتري الرضا الإسرائيلي والأمريكي عبر تمويل تنفيذ صفقة القرن في قطاع غزة، على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا.
دويلة غزة
ويذهب يسري درويش، القيادي في حزب فدا الفلسطيني، إلى أن تصريحات نتنياهو تؤكد أن الانقسام الفلسطيني يعد مصلحة إسرائيلية بحتة، وتؤثر في المقابل على قضيتنا وصولاً إلى تشتت الشعب الفلسطيني وإنهاء وجوده.
"التصريحات تعبر عن غرور إسرائيلي نحن سببه" وفق تأكيد درويش لـ"العين الإخبارية"، مشدداً على أن هذا الموقف يتطلب من حماس وفتح مراجعة مواقفهما جيداً.
ويرى القيادي الفلسطيني أن نتنياهو يعمل على ترسيخ دويلة بغزة وأخرى بالضفة والسماح للأطراف الفلسطينية بالبقاء بعيدة عن بعضها البعض لتحقيق مصلحته، وصولاً لتطبيق صفقة القرن التي يمكن أن تودي بالقضية الفلسطينية.
وشدد على ضرورة أن الرهان بوعي الشعب الفلسطيني بأن مخططات نتنياهو المعلنة ستبوء بالفشل أمام إرادة الشعب الفلسطيني وصموده، منبهاً إلى أنه كي يتحقق ذلك علينا الذهاب لوحدة وطنية على برنامج قواسم مشتركة.
حماس مطالبة بمراجعة شاملة
حركة "فتح" من جهتها دعت حركة حماس إلى قراءة تصريحات نتنياهو الأخيرة بتمعن وهدوء بعيداً عن العصبية القبلية والحزبية.
وطالب عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، والمتحدث باسمها أسامة القواسمي، في تصريح صحفي، حماس، بأخذ قرار وطني بإنهاء الانقسام، كرد مباشر على تلك التصريحات الواضحة، و"سحب العصا الغليظة من يد نتنياهو التي يستخدمها لمنع قيام دولة فلسطينية".
وقال القواسمي: "إن تصريحات نتنياهو تؤكد رعايته الذهبية والماسية للانقسام، وإن مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الاستراتيجية لمنع قيام دولة فلسطينية تكمن في تنفيذ الانقلاب ورعاية الانقسام وتعميقه، ومد الأكسجين له مباشرة، ومن خلال من يشاركون الاحتلال تلك المصلحة أو من يأتمرون بأمر أمريكا وإسرائيل ويتقاطعون معه في تنفيذ صفقة العار".
وطالب حركة "حماس" بمراجعة شاملة وحقيقية حول الفائدة الوطنية أو حتى الحزبية التي جنتها من تكريس الانقسام، وتقسيم الوطن وضرب النسيج الوطني والاجتماعي للشعب الفلسطيني.