"تهنئة القتلة".. "حماس" تثير غضب اليمنيين
لم يتجرأ أحد في العالم على تهنئة قيادات الحوثي رسميا، إلا حركة حماس التي قفزت على جراح اليمن
لتكشف مجددا أنها خنجر إيراني آخر في خاصرة العرب.
كلمات تلخص حالة الغضب الذي تفجر في اليمن على خلفية تهنئة حماس لقيادات الجماعة الإرهابية الموالية لإيران في البلاد، والمسؤولة عن نحو عقد من الدمار الذي لحق به.
ووجهت الحركة الفلسطينية طعنة جديدة لليمنيين ببعثها تهاني عيد الأضحى لقتلة الشعب اليمني ووكلاء النظام الإيراني ممثلا بقيادات مليشيات الحوثي، ما أثار ردود فعل شعبية وسياسية واسعة النطاق.
وهاجم ناشطون وسياسيون يمنيون حركة حماس عقب تهنئة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية قيادات مليشيات الحوثي في صنعاء بمناسبة عيد الأضحى، واعتبروها "استفزازا ودعما لقتلة الشعب اليمني".
وأكدوا على مواقع التواصل الاجتماعي أن التهنئة تشير إلى حقيقة تحويل إيران لحركة حماس إلى ذراع لإرباك واستهداف الدول العربية كلها وليس فلسطين فحسب، وتحولها إلى خنجر مسموم ونسخة مشوهة من الحوثي.
ولم تعلن حركة حماس ووسائل إعلامها عن التهنئة رسميا، لكن وسائل إعلام حوثية تداولت رسالة مكتوبة وأخرى هاتفية بعثها رئيس المكتب السياسي للحركة لرئيس المجلس السياسي للحوثيين ورئيس حكومة الانقلاب غير المعترف بها في صنعاء المحتلة.
وتكمن خطورة المواقف السياسية لحماس الداعمة للحوثيين بأنها توفر غطاء تستثمره المليشيات الانقلابية في حشد الأموال والمقاتلين بزعم "تحرير القدس ومحاربة إسرائيل"، وفقا لخبراء وسياسيين رصدت لـ"العين الإخبارية" ردود فعلهم.
وظهرت علاقة بمليشيات الحوثي للعلن العام الماضي بعد أن كرم ممثل الحركة الفلسطينية بصنعاء كرم أبو شمالة القيادي محمد علي الحوثي.
وقالت مصادر عسكرية آنذاك لـ"العين الإخبارية": إن حركة حماس تعمل بجانب قيادات حوثية وسورية تقيم خارج اليمن في تهريب خبراء عسكريين ومقاتلين للمليشيات، فضلا عن مساعدة خبراء حماس العسكرين في صنعاء الانقلابيين في تطوير الصواريخ والأسلحة.
قفز فوق جراح اليمن
وقال سفير اليمن في لندن ياسين سعيد نعمان إن "زعيم حماس تأبط شراً عندما قفز فوق جراح اليمن واليمنيين بخفة لا تستند إلى منطق أو حقيقة من واقع الحياة".
وأوضح نعمان على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية "اختار على نحو مؤسف مكاناً خاطئاً في تاريخ اليمن الحديث بصورة لم تراع ضرورات التحوط التي عرف بها الفلسطينيون في تعاطيهم مع قضايا المنطقة استجابة لمتطلبات نضالهم الوطني".
وأضاف "هذا الاختيار الخاطئ قام على شطب أسس وقواعد وقيم النضال الوطني الفلسطيني بحسابات إيرانية اخترقت المجال الحيوي العربي وأسست لمسارات انقسامية خطيرة ما كان له أن يكون طرفاً فيها".
واعتبر المسؤول اليمني والسياسي البارز أن التهنئة "خذلت أمانة القضية الفلسطينية وفجور حمل تضحيات الفلسطينيين، ومعها تاريخ طويل من التلاحم الكفاحي بين اليمنيين ونضالات الشعب الفلطسيني، ورمى بها على طاولة الانقلابيين".
سابقة تتخطى دعم طهران
يعد مسارعة حماس في تهنئة قادة الموت في اليمن سابقة تخطت الدعم السياسي للنظام الإيراني الراعي الرسمي لمليشيات الحوثي في نشر الإرهاب في البلاد.
وطبقا لسفير اليمن لدى المغرب عز الدين الأصبحي فإن خطوة حماس خطيرة، في العالم "لم يتجرأ على تهنئة قيادة الميليشيات الحوثية رسميا، حتى إيران نفسها".
وكتب الدبلوماسي اليمني على حسابه في موقع "تويتر" إن "الكل يدرك خطورة أن تكون عدو الشعب اليمني، ومخترقا للقانون الدولي، إلا حماس التي دعمها اليمنيون ذات يوم فقررت طعنهم".
وربط الأصبحي تهنئة حماس بتوقيت رفض الحوثيين رفع حصار تعز بموجب الهدنة الأممية، وتساءل "هل تدرك حماس أن من يقف مع غزة هم أبناء تعز المحاصرون من مليشيات الحوثي؟ لكن هل حماس أصلا مع غزة؟".
وكتب آخر أنه كان يعتقد أن حماس ذكية بما فيه الكفاية أن تكون علاقتها بإيران تكتيكية لمنعها من تشكيل مليشيات شيعية تربك مقاومة فلسطين، لكن مواقفها تثبت يوما بعد آخر أنها لا تعدو عن كونها ذراعا وخنجرا لطهران في الجسد الفلسطيني والعربي.
من جهته، قال مغرد يمني على تويتر يدعى "الأسلمي" إن "حماس والحوثيين والحشد الشعبي وحزب الله والإخوان وكل مسميات التنظيمات الإرهابية بما فيه إخوان اليمن مرجعهم ومرشدهم في طهران وجميعهم ليس إلا منظمات إرهابية مثلهم مثل داعش والقاعدة".
وكانت وسائل إعلام يمنية سلطت الضوء على نحو واسع على ما وصفتها بـ"العلاقة الغرامية بين الجماعات الإرهابية" والتي تشبه بعضها من حماس إلى حزب الله إلى الحوثيين، واعتبرت موقف الحركة الفلسطينة ارتماء كامل للحضن الإيراني ومشروعه المدمر إقليميا وعالميا.