تكاليف "باهظة".. ماذا ستواجه إسرائيل حال اجتياحها غزة؟
مع ترقب شن إسرائيل هجوماً برياً ضد قطاع غزة، رسمت صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية، السيناريوهات المحتملة، وما الذي سيواجه الجيش مع ترقب شن إسرائيل هجوماً برياً ضد قطاع غزة.
رسمت صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية، السيناريوهات المحتملة، وما الذي سيواجه الجيش الإسرائيلي في تلك العملية المتوقعة.
وأمرت إسرائيل الجمعة المدنيين في مدينة غزة بالنزوح باتجاه الجنوب، وجددت دعوتها يوم السبت بـ"عدم الإبطاء" في الإجلاء، فيما استدعت -على الجانب الآخر- أكثر من 300 ألف جندي احتياطي عسكري، في محاولة لحشد قواتها بالقرب من قطاع غزة.
ومع تلك التطورات، لم يعد السؤال هو: ما إذا كانت إسرائيل سترسل جيشها إلى غزة، بل إلى أي مدى ستتوغل القوات الإسرائيلية في القطاع وإلى متى ستبقى هناك؟
وتقول صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية، في تقرير لها، إن إسرائيل وحماس اشتبكتا أكثر من مرة في قطاع غزة، منذ وصول الحركة إلى السلطة في عام 2007، في معارك كانت محدودة إلى حد ما، إلا أن الوضع اليوم مختلف إلى حد كبير.
شلل أم تدمير؟
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن آخر هجوم للجيش الإسرائيلي والذي نفذه عام 2014، -بدا "ضخما" في ذلك الوقت-، جاء ردًا على هجمات حماس الصاروخية، التي اعترضها نظام القبة الحديدية الصاروخي.
إلا أنه على النقيض من ذلك، "كان هجوم حماس الأخير على إسرائيل أكثر فتكاً، حيث قتل أكثر من 1300 شخص في يوم واحد – أسوأ خسارة في الأرواح في تاريخ إسرائيل"، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن "الهدف العسكري المباشر لإسرائيل سيتلخص الآن في تدمير حماس أو على الأقل إصابتها بالشلل".
وتقول "فورين أفيرز"، إن إسرائيل ستتطلع إلى "قتل أو أسر قيادات حماس السياسية والعسكرية، وستحاول تدمير البنية الأساسية لحماس ومخابئ الأسلحة"، مشيرة إلى أن هذه الأهداف قد تتطلب "سيطرة مؤقتة لإسرائيل على كل قطاع غزة أو جزء منه".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن القوات الإسرائيلية ستحتاج إلى "الانخراط في قتال حضري من منزل إلى منزل ضد عدو مستعد جيداً وملتزم بجعل الغزاة يدفعون ثمن أي تحرك"، محذرة من أن "التقدم سيكون بطيئا، وستكون المعارك ضارية، فيما ستحتاج إسرائيل إلى استخدام القوة النارية الساحقة لتحقيق أهدافها، لكن في هذه العملية، قد يقتل أعداد هائلة من المدنيين".
بيئة غير صديقة
ومن أجل السيطرة على غزة، "سيتعين على إسرائيل أن تقاتل في بيئة عدائية؛ إذ إن قطاع غزة المعروف بكثافته السكانية الكبيرة، (أحد أعلى الكثافة السكانية في العالم)، ليس صديقًا للجيش الإسرائيلي"، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إنه بالإضافة إلى ذلك، فإن "جزءا كبيرا من القطاع مُشيد بأزقة ضيقة وساحات ومبانٍ خرسانية ذات ارتفاعات مختلفة، وهو مشهد تعرفه حماس والجماعات الغزاوية الأخرى عن كثب".
وأشارت "فورين أفيرز"، إلى أنه رغم "كفاءة" الجيش الإسرائيلي، فإن "حرب الشوارع صعبة حتى بالنسبة لأفضل الجيوش"، مؤكدة أن "الجنود الإسرائيليين سيواجهون تهديدات من القناصة والعبوات الناسفة والانتحاريين والصواريخ المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية والطائرات بدون طيار".
ثقوب الفئران
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن "التوغل في شوارع غزة سيعرض الجنود الإسرائيليين لإطلاق النار المباشر وغير المباشر، لذا فإنهم سينتقلون من منزل إلى منزل كلما أمكن ذلك عن طريق إنشاء ثقوب الفئران - وهي عملية مرهقة يقوم فيها الجنود بإحداث فتحات في الجدران للتقدم".
ورغم ذلك، فإن الاشتباكات ستتفاقم بسبب "مهارة حماس في حرب الأنفاق، والتي لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تدميرها بشمل كامل"، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أنه هذه المرة، "سيتعين على إسرائيل أن تقلق أكثر بشأن شبكات الأنفاق الواسعة داخل غزة نفسها، والتي قد تستخدمها حركة حماس لنصب كمين واختطاف وقتل القوات الإسرائيلية".
وتقول "فورين أفيرز"، إنه عند إجراء عمليات في مناطق وعرة، فإن القوات الإسرائيلية تعتمد عادة على "المفاجأة التكتيكية للحصول على ميزة، والهجوم من اتجاهات غير متوقعة، ومحاولة خداع الخصوم، والقبض عليهم وهم غير مدركين، إلا أن حماس تملك المبادرة في هذه الحرب؛ فلقد فاجأت إسرائيل بهجومها، وهي بالتأكيد تتوقع رداً مدمراً".
وأشارت إلى أن "التكتيكات الإسرائيلية المعتادة ستزداد تعقيداً بسبب الأعداد الكبيرة من الرهائن الذين تحتجزهم حماس"، مؤكدة أن "إسرائيل تشعر بحساسية شديدة تجاه أسر جنودها ومدنييها".
تحذير وقلق
ومن الناحية التكتيكية، سوف تشعر إسرائيل بالقلق من احتمال قيام قواتها بقتل الرهائن عن طريق الخطأ عندما تطلق النار على أهداف مشتبه بها تابعة لحماس أو تقصفها (الأمر الذي تزعم حماس أنه حدث بالفعل)، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي أشارت إلى أنه من الناحية الاستراتيجية، فإن "إسرائيل تشعر بالقلق من أن حماس ستقتل هؤلاء الرهائن مهما حدث".
وكانت حركة حماس، حذرت من أنها ستقوم بإعدام الرهائن ردا على العمليات العسكرية الإسرائيلية، فيما تقول الصحيفة الأمريكية، إنه كلما "نجحت إسرائيل في هجومها، زادت احتمالات قيام حماس بتنفيذ عمليات إعدام".
إلا أن الرهائن ليسوا الأبرياء الوحيدين المعرضين لخطر الموت في الهجوم الإسرائيلي، فمن المرجح أن تؤدي الحرب إلى مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن "فشل إسرائيل في توقع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يشير إلى أن قدراتها الاستخباراتية في قطاع غزة قد لا تكون قوية كما بدت، مما يزيد من احتمالات وقوع أخطاء مميتة".
ونصحت "فورين أفيرز"، بضرورة مراقبة واستطلاع قطاع غزة قبل أي تحرك بري، باستخدام الطائرات بدون طيار وطائرات المراقبة ذات قدرات الاستشعار المتقدمة، والتي تأمل إسرائيل أن توفر لها تلك التقنيات نظرة من الداخل على المنازل والطوابق التي سيحتاج الجنود إلى عبورها أثناء تقدمهم.
هل تنتهي المعركة بالاجتياح؟
"لكن المعركة لن تنتهي عندما تسيطر إسرائيل على المنطقة؛ فلا يوجد كيان فلسطيني تثق به إسرائيل ليحكم غزة بدلاً من حماس، ونتيجة لذلك، فإن النصر العسكري قد يعني أن على إسرائيل أن تدير المنطقة في المستقبل المنظور"، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن السيناريو الأفضل بالنسبة لإسرائيل سيكون "ضرب حماس بقوة وتعزيز حدود إسرائيل مع غزة بشكل كبير، لكن دون البقاء لفترة طويلة".
وفي السياق نفسه، حذر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، يوم السبت، من أن أي عملية اجتياح لغزة سوف تؤدي إلى إشعال المنطقة.
وقال الأعرجي، خلال استقباله لسفيرة ألمانيا الجديدة في بغداد كرستيانا هومان، إن "العقاب الجماعي للمدنيين في غزة غير مقبول، وأن قتل الأطفال أمر مرفوض، وقطع المياه والكهرباء والإمدادات أمر مخالف للمبادئ الإنسانية"، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي.
aXA6IDE4LjIxOC4zOC42NyA= جزيرة ام اند امز