«العين الإخبارية» تكشف عن محاور اتفاق مرتقب بين «حماس» وإسرائيل.. إنهاء للحرب؟
مع تعثر مساعي التوصل لاتفاق بهدن أو تبادل أسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باتت تتبلور محاور صفقة، بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
صفقة تتكثف الاتصالات بشأنها، في محاولة لإنجاح لقاء موسع يرتقب عقده خلال الأيام المقبلة، عبر إيجاد أرضية تسمح بمفاوضات تقود إلى اتفاق.
فوفقا لتقارير إسرائيلية متعددة تابعتها «العين الإخبارية» فإنه سيشارك في اللقاء الذي سيعقد في إحدى المدن الأوروبية رئيس «الموساد» دافيد بارنياع ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ويحظى اللقاء بدعم على أعلى المستويات في الولايات المتحدة الأمريكية ممثلا بالرئيس جو بايدن الذي يريد طي هذا الملف للتفرغ للدعاية الرئاسية لولاية ثانية.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، مساء الجمعة: «في أوائل الأسبوع المقبل، ستعقد قمة في إحدى عواصم أوروبا لبدء صفقة رهائن جديدة».
واستدركت: «لكن قبل أيام من انعقادها، قالت مصادر إسرائيلية رفيعة مطلعة: لا توجد حاليا شروط تسمح ببدء المفاوضات، والشروط الإطارية التي قدمتها حماس غير مقبولة»، مضيفة أن «الهدف من القمة هو في الواقع محاولة إنزال حماس عن الشجرة التي تسلقتها».
وكانت حركة «حماس» وضعت 4 شروط لعقد اتفاق جديد وهي وقف إطلاق نار دائم وسحب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين، وتعهد دولي بعدم عودة إسرائيل للحرب حال انتهاء الصفقة.
لكن إسرائيل ترى بأن القبول بهذه الشروط هو بمثابة استسلام وقبول بعودة «حماس» إلى حكم قطاع غزة علما بأن أحد أهداف الحرب الإسرائيلية هي إنهاء حكم الحركة الفلسطينية لقطاع غزة.
هل توافق إسرائيل؟
وقالت القناة الإخبارية 12: «ليست إسرائيل وحدها هي التي تعتقد أن شروط حماس غير مقبولة، إذ قال مسؤولون إسرائيليون كبار إن الوسطاء فهموا أيضا أن هذه شروط مستحيلة، وأنه على الرغم من بعض الإشارات التي تلقاها في وقت سابق من هذا الأسبوع، فإن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار وحماس متمسكان بمطالبهما لبدء المفاوضات».
وأضافت: «يعتقد الآن أن السنوار راسخ في موقفه كجزء من فلسفته الدينية، أنه كلما طالت مدة بقائه في النفق، كان النصر أكثر بطولية»، مشيرة إلى ان الاجتماع في إحدى المدن الأوروبية «يأتي لمعرفة ما إذا كان لا يزال من الممكن تحقيق انفراجة في المحادثات، رغم الظروف».
بدورها، قالت القناة الإخبارية 11 الإسرائيلية، مساء الجمعة: «قال مسؤولون إسرائيليون كبار قبل قمة رؤساء المخابرات التي ستعقد في الأيام المقبلة إنه لا توجد حاليا شروط تسمح بفتح مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن».
وأضافت، في تقرير تابعته «العين الإخبارية»: «وفقا للمسؤولين، فإن الهدف من القمة هو فحص كيفية الخروج من المأزق وتهيئة الظروف لفتح المفاوضات، في حين أنه من الواضح أن حماس تصر حاليا على إخراج الجنود من غزة، وإنهاء الحرب، وتقديم ضمانات دولية بأن إسرائيل لن تعود إلى القتال - وهذه الشروط، كما يقولون، تعني عودة حكم حماس».
ويضع الرئيس الأمريكي جو بايدن ثقله بهذه الاتصالات، إذ تحادث هاتفيا خلال اليومين الماضيين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ضغط شعبي
وبالمقابل تتواصل الاحتجاجات في إسرائيل للمطالبة بعقد صفقة فورية تعيد الرهائن الإسرائيليين من غزة.
وتنظم العائلات ومؤيدوها مظاهرة حاشدة في مدينة تل أبيب مساء السبت للمطالبة بعقد صفقة حتى لو شملت وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى من قطاع غزة.
وبدأت العائلات الإسرائيلية تفقد الأمل بقدرة الجيش الإسرائيلي على إنجاز وعده الذي أطلقه في بداية الحرب بأن الضغط العسكري كفيل بإعادة الرهائن من غزة.
وبمرور أكثر من 3 أشهر على الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من إعادة أي رهينة حي من عشرات الرهائن الإسرائيليين في غزة.
وتقول تقارير إسرائيلية إنه حتى الولايات المتحدة بدأت تعتقد أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على إعادة الرهائن.
وتقول عائلات الرهائن الإسرائيليين إنها تريد عودة أبنائها أحياء وليسوا أمواتًا، في إشارة إلى أن الرهائن الذين وجدهم الجيش الإسرائيلي في غزة كانوا جميعا أمواتًا.
وقف إطلاق نار لشهرين
وكان مسؤولان إسرائيليان قالا لموقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي إن إسرائيل قدمت لحماس اقتراحا من خلال وسطاء قطريين ومصريين يتضمن وقفا للقتال لمدة تصل إلى شهرين كجزء من اتفاق متعدد المراحل يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة.
وأشارا إلى أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وافق قبل 10 أيام على معايير اقتراح جديد لصفقة الرهائن، والتي تختلف عن الجوانب السابقة للصفقات التي رفضتها حماس وأكثر ميلاً إلى الأمام من المقترحات الإسرائيلية السابقة.
وبحسب الاقتراح، فإن الصفقة ستشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين على قيد الحياة وعودة جثث الرهائن القتلى على عدة مراحل.
مرحلة أولى
وقال المسؤولون إن المرحلة الأولى ستشهد إطلاق سراح النساء والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والرهائن الذين هم في حالة طبية حرجة، مشيرين إلى أن المراحل التالية ستشمل إطلاق سراح المجندات والرجال الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما من غير الجنود والجنود الإسرائيليين وجثث الرهائن.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن فترة التوقف الشاملة المقترحة لاستكمال إطلاق سراح جميع الرهائن على مراحل مختلفة قد تصل إلى شهرين.
وأضاف المسؤولون أنه بموجب الاتفاق المقترح، ستتفق إسرائيل وحماس مقدما على عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة إسرائيلي في كل فئة، ثم ستجرى مفاوضات منفصلة حول أسماء هؤلاء السجناء.
وتابع المسؤولون الإسرائيليون أن الاقتراح يشمل إعادة انتشار قوات الدفاع الإسرائيلية بحيث يتم نقل بعضها من المراكز السكانية الرئيسية في القطاع، والسماح بالعودة التدريجية للمدنيين الفلسطينيين إلى مدينة غزة وشمال قطاع غزة أثناء تنفيذ الصفقة.
واستدرك المسؤولون الإسرائيليون أن الاقتراح يوضح أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب، ولن توافق على إطلاق سراح جميع الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية والذين يقدر عددهم بـ 8000 أسير.
إلا أنهم أكدوا استعدادهم للإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين إذا وافقت حماس على العرض.
aXA6IDMuMTMzLjE0MC44OCA= جزيرة ام اند امز