المركز الإسلامي بهامبورج.. ذراع إيران للتجسس والتطرف بألمانيا
المركز الإسلامي هو أحد مكونات ما يعرف بمجلس شورى هامبورج ويرتبط بعقد مع السلطات المحلية يمكنه من المشاركة في تطوير التعليم الديني.
على طريقة التنظيمات الإسلامية التركية، يعمل المركز الإسلامي في هامبورج، وسط ألمانيا، كذراع طولى لنظام الفقيه في طهران، ويُستغل على نطاق واسع في أنشطة تجسس ونشر تطرف، ويصل الأمر إلى تهديد واستهداف المعارضين الإيرانيين من داخل جدرانه، ما يحرك مطالبات سياسية بحظره نهائيا.
والمركز الإسلامي هو أحد مكونات ما يعرف بمجلس شورى هامبورج، وهو منظمة مظلية للتنظيمات الإسلامية في المدينة، ويرتبط بعقد مع السلطات المحلية يمكنه من المشاركة في تطوير التعليم الديني فيها.
وخلال السنوات الماضية، طالبت أحزاب الديمقراطي المسيحي "يمين وسط"، والبديل لأجل ألمانيا "شعبوي"، والديمقراطي الحر "يمين وسط"، مرارا وتكرارا بإنهاء التعاون مع المركز الإسلامي ومجلس شورى هامبورج، لكن البلدية ترفض ذلك.
ونقلت صحيفة دي فيلت الألمانية، الثلاثاء، عن حنيف محوتشيان، طالب القانون والناشط في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن "المركز الإسلامي في هامبورج يعد مركزا لأنشطة النظام الإيراني"، وهو ما يتفق مع ما تذكره تقارير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" منذ سنوات.
فيما قالت صحيفة "إيبوخ تايمز": "في حين اتخذت السلطات الألمانية إجراءات جنائية ضد أعضاء من اتحاد ديتيب الإسلامي التركي بسبب تورطهم في التجسس على معارضين أتراك، لم تتخذ نفس الإجراءات حيال المركز الإسلامي في هامبورج رغم تورطه في التجسس أيضا على الإيرانيين في ألمانيا".
ووفق ما نقلته الصحيفة ذاتها عن هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، فإن السلطات الإيرانية تستغل المركز الإسلامي لتمرير معلومات استخباراتية من ألمانيا إلى طهران، لا تتعلق فقط بتقييمات اقتصادية وسياسية للوضع في ألمانيا، وإنما تشمل بيانات أخرى شديدة الحساسية.
الصحيفة تابعت: "المركز الإسلامي في هامبورج هو نقطة التقاء عملاء النظام الإيراني في ألمانيا".
وفي هذا الإطار، قال حنيف محوتشيان: "في 2017، اقترب مني مجموعة من الأشخاص الإيرانيين وسألوني لماذا لا أتردد على المسجد الأزرق الذي يديره المركز الإسلامي في هامبورغ، وعندما عبرت عن معارضتي للنظام، هددوني بالقتل".
وأضاف: "المركز الإسلامي يلعب دورا قويا في التجسس وترهيب معارضي النظام الإيراني المقيمين في ألمانيا"، مضيفا: "تعرض بعض زملائي للاعتقال فور عودتهم لطهران في زيارة قصيرة، وكان الأمن يعرف كل شيء عنهم، بما فيه ديكورات منازلهم في ألمانيا".
بدوره، قال عضو البرلمان الألماني البارز، كريستوف دي فريس، في تصريحات صحفية اليوم إن "العديد من قيادات المركز الإسلامي في هامبورغ، ينتمون للحرس الثوري، بل أقاموا مراسم تأبين لقاسم سليماني بعد مقتله في يناير/كانون الثاني الماضي"، مطالباَ برلين بحظر المركز.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال طالب إيراني يعيش في هامبورغ، فضل عدم ذكر اسمه إن "المركز الإسلامي مركز عمليات النظام، ومن داخل جدرانه تدار كافة التحركات في الأراضي الألمانية، بما فيها التجسس".
وتابع: "الجميع هنا يتخوف من هذا المركز، فأي إيراني معارض يعد مستهدفا منه، وهدفا لتجسس عملائه".
وخلال السنوات الماضية، استطاعت طهران تكوين شبكة واسعة ومترامية الأطراف في الأراضي الألمانية، تمتد أنشطتها لدول أوروبية أخرى، وتخضع إداريا وتنظيميا للمركز الإسلامي في مدينة هامبورغ.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" لعام 2018، الصادر صيف 2019، أن "المركز الإسلامي في هامبورغ أسس شبكة واسعة في عموم الأراضي الألمانية، تمارس نفوذا كبيرا على الجاليات الشيعية المنحدرة من جنسيات مختلفة، وتضم المساجد والمراكز الثقافية، إلى حد يصل للسيطرة الكاملة".
وفي 21 أغسطس/ آب 2017، قالت الحكومة الألمانية في مذكرة رسمية للبرلمان أطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها، إن "محتوى رسائل وخطب المركز الإسلامي في هامبورغ تعد نتاجا للاتصالات بين المركز وإيران".
وتابعت: "في محتوى خطب المركز، تحاول إيران تصدير ثورتها الإسلامية، وهذا هدف أساسي للدولة الإيرانية، لكنه لا يتوافق مع الدستور الألماني والنظام الديمقراطي".
وخلال الأعوام الماضية، وسعت إيران شبكتها في أوروبا انطلاقا من الأراضي الألمانية، حيث أسست في أكتوبر/تشرين الثاني 2015، مسجد كوبنهاغن في الدنمارك، الذي يخضع مباشرة للمركز الإسلامي في هامبورغ، وفق تصريحات صحفية للخبير الألماني في الشؤون الإيرانية، كريستيان اوستهولد.
ووفق أوستهولد، فإن الحكومة الألمانية تعي جيدا دور المركز الإسلامي في هامبورغ، وتعتبره أهم مركز تمثيل للحكومة الإيرانية في ألمانيا، وأحد أهم مراكز البروباغندا الإيرانية في أوروبا.
وقال أستهولد: "في حين أن برلين تحاول حل أزمات إيران الدولية، إلا أنها تفشل داخليا في وقف أنشطة إيران، بل تعامل منفذيها كشركاء سياسيين"، مضيفة "من هامبورغ، تدير أذرع إيران المعادية للدستور، أنشطة طهران، وتنجح في اخفاء نواياها الحقيقية وبيع صورة مزيفة للمجتمع الألماني".
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA= جزيرة ام اند امز