حمدان بن راشد.. نصف قرن في تنمية موارد الإمارات وهندسة سياستها المالية
بعد نصف قرن قضاها في تنمية موارد الإمارات المالية، رحل، الأربعاء، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير مالية الإمارات.
وعلى رأس الوزارة التي ظل يقودها منذ عام 1971 حتى رحيله، أثرى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم خزينة الإمارات عبر سياسات اعتمدت على التنمية والتفكير الاستباقي وتعزيز التنافسية لتعزيز مكانة بلاده.
وتحت قيادته، لعبت وزارة المالية الإماراتية دورا هائلا في المجالات الاقتصادية واستدامة الموارد المالية الاتحادية، كما أطلقت خطط التنمية المتتالية التي استهدفت تعزيز مكانة الإمارات على خارطة التنافسية والعلاقات المالية والاقتصادية العالمية.
تفوق إماراتي
وكان الشيخ حمدان يرى أن السبب الرئيسي وراء تفوق الإمارات هو توجيه الموارد المالية لتحقيق أعلى معايير جودة الحياة للمواطنين والمقيمين فيها.
ولذلك، ووفقا لرؤية القيادة الإماراتية، تم توجيه ميزانيات الإمارات المتتالية على مدار 50 عاما لتقديم أعلى مستويات الرعاية الاجتماعية للفئات المستحقة وأفضل الخدمات الصحية والتعليمية.
كما تم توجيهها لتطوير البنية التحتية الأساسية اللازمة لتشجيع الاستثمارات المحلية واستقطاب رؤوس الأموال الخارجية.
وأيضا، كانت الوزارة داعما رئيسيا للاستثمار المحلي في المشروعات الصناعية والتجارية والعقارية والخدمية، وتوفير شبكة من الطرق الحديثة والخدمات الحكومية المتميزة.
- رحيل حمدان بن راشد آل مكتوم.. تويتر يتشح حزنا ويقيم سرادق عزاء
- الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.. إنجازات خيرية تخلدها الإنسانية
وشهدت السياسة المالية للإمارات في عهد الشيح حمدان بن راشد آل مكتوم، تطورا، وأصبحت نموذجاً للنجاح المالي على مستوى المنطقة والعالم. وفي عام 2017 فازت الإمارات بالمركز الأول عالميا في الإدارة المالية الحكومية الأفضل.
وآنذاك حصلت الإمارات على المركز الأول عالمياً في مؤشر "كفاءة الإنفاق الحكومي"، وهو أحد المعايير الفرعية ضمن "تقرير التنافسية العالمي" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في سويسرا.
رجل الصناعة
وإلى جانب براعته في إدارة السياسة المالية، تمتع الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم برؤية ثاقبة وبعيدة المدى في المجالات الصناعية.
ويرجع للشيخ حمدان الفضل في نمو القطاع الصناعي بالإمارات، على مدار عقود ماضية، حيث تأسست مجموعة من المنشآت الصناعية العملاقة في السنوات الماضية، والتي كان لها دور محوري وأساسي في بناء اقتصاد دولة الإمارات.
وإلى جانب دوره الريادي في تأسيس القاعدة الصناعية الصلبة في دولة الإمارات، فقد قاد منشآت صناعية استراتيجية إلى آفاق بعيدة وتمكن من ترسيخ مكانتها على الخارطة الصناعية العالمية.
تحدي كورونا
في خضم أزمة جائحة كورونا وتداعياتها الثقيلة على اقتصادات العالم أجمع، ظهرت خبرة وبراعة الشيخ حمدان بن راشد في قيادة دفة المالية الإماراتية نحو بر الأمان.
فعلى مدار شهور الجائحة أطلقت الوزارة عدة مبادرات واستراتيجيات تحفيزية، نجحت بشكل مباشر في تحقيق أهدافها المتمثلة في إعادة التوازن للاقتصاد والاستثمار.
وفي قلب الجائحة، حصلت الإمارات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، على تصنيف ائتماني سيادي - AA- مع نظرة مستقبلية مستقرة من قبل وكالة "فيتش" العالمية.
وعكست تلك الخطوة الجدارة الائتمانية لمؤسسات الحكومة الاتحادية وقدرتها المتميزة على صياغة السياسات اللازمة لمواصلة النمو، مع الحفاظ على أعلى المعايير التي تضمن انضباط الأداء الائتماني للدولة، مدعومة بمجموعة كبيرة من عوامل القوة.
بناء الثروة السيادية
والنجاح في مواجهة تحديات كورونا المفاجئة، كان نابعا بالأصل من اهتمام الوزير الراحل بتنويع اقتصاد بلاده وعدم الاعتماد على النفط.
وقد تمثل هذا في الاستراتيجيات والمبادرات التي أقرها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، للمساهمة بشكل فعال في دعم الصادرات والصناعات الوطنية والاستثمارات الأجنبية.
وكانت الرؤية الحاضرة هي تسريع التنويع الاقتصادي غير النفطي بدولة الإمارات بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة.
واليوم، نعت وزارة المالية المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي انتقل إلى جوار ربه صباح الأربعاء.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjE1MiA= جزيرة ام اند امز