نظام الحمدين.. مشاريع متعثرة ومليارات مهدرة وأكاذيب مستمرة
فشل الحمدين يأتي وسط مطالبات متنامية من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر بوقف تدخلاتها بالمنطقة، والتركيز على شؤونها الداخلية
"مشيرب قلب الدوحة.. متحف قطر الوطني.. استاد الوكرة.. استاد البيت في الخور".. نماذج لمشاريع عديدة رصدتها "العين الإخبارية" كان يترقب القطريون أن يتم افتتاحها عام 2018.
غير أن العام انتهى دون أن يشهد افتتاح أي منها، بما يعني إهدار المليارات في تلك المشاريع وغيرها نتيجة بطء التنفيذ وسوء تخطيط "نظام الحمدين"، الأمر الذي يثير استياء القطريين نتيجة إهدار ثروات وطنهم.
- الإرهابي بلحاج.. رجل تنظيم الحمدين الأول في ليبيا
- بالصوت والصورة.. مغردون يردون على "المراهقة السياسية" لنظام الحمدين
ومن بين هذه المشاريع، مشروعات كان من المقرر افتتاحها منذ سنوات مضت، إلا أنه يتم تأجيلها مرة تلو المرة وصولاً إلى 2018، ومن ثم إلى 2019، دون أن ترى النور حتى اليوم، ومن أبرزها مشروعا مشيرب قلب الدوحة ومتحف قطر الوطني اللذان بدأ العمل بهما عام 2010، وكان من المقرر افتتاحهما عام 2014، وإلى الآن لم يتم افتتاحهما.
تضاف تلك المشاريع المتعثرة والوعود الزائفة بمواعيد جديدة لافتتاحها، إلى مشروع تطوير حديقة الحيوانات الوحيدة في قطر، التي تم إغلاقها عام 2013، وكان من المقرر افتتاحها عام 2017، ولم يتم افتتاحها حتى الآن.
كما تضاف إلى وعد نظام الحمدين الكاذب بتقديم قانون الانتخاب لمجلس الشورى في 2018، ففي 14 نوفمبر/تشرين الثاني2017، أعلن تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر خلال افتتاحه الدورة الـ46 لمجلس الشورى أن الحكومة تقوم حالياً بالإعداد لانتخابات برلمانية، وستعرض على المجلس خلال عام 2018 الأدوات التشريعية اللازمة لإتمام الانتخابات.
وبعدها بأسبوع، أكد رئيس وزرائه عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني أن "الحكومة على وشك الانتهاء من تعديلات بعض القوانين وإعداد قانون انتخاب مجلس الشورى، وسيعرض على مجلس الشورى عام 2018".
وانتهى عام 2018 ودخل عام 2019، ولم تعرض حكومة تميم أي قوانين بشأن الانتخابات البرلمانية على مجلس الشورى، والتي ينتظرها القطريون منذ سنوات، ولا يجنون سوى وعود زائفة وأكاذيب مستمرة عاما تلو عام، وعقدا وراء عقد، منذ الحمدين (أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم) حتى تميم.
يأتي هذا الفشل لنظام الحمدين وسط مطالبات متنامية من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) لقطر، بوقف تدخلاتها المزعزعة للأمن والاستقرار في دول المنطقة، والتركيز على شؤونها الداخلية.
متحف قطر الوطني.. 12 عام إغلاق
بعد نحو 12 عاماً من انقلاب حمد بن خليفة آل ثاني على أبيه في 27 يونيو/حزيران 1995، أعلن نظام الحمدين في يوليو/تموز 2007، أنه تقرر اغلاق متحف قطر الوطني أمام الزوار.
وكان متحف قطر الوطني القديم يعد ثاني أكبر متحف في الدوحة افتتح في عام 1975م في قصر مُرمم بُني أساساً في عام 1912م من قِبل الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني الذي اتخذه مسكناً لعائلته ومقراً للحكومة خلال 25 عاماً تقريباً.
وفي مارس/آذار 2010، تم كشف النقاب عن خطة لتطوير متحف قطر الوطني، تتضمن إعادة تأهيل متحف قطر الوطني، وبناء متحف بتصميم جديد بتكلفة تبلغ نحو مليار و580 مليون ريال، وكان من المقرر الافتتاح في ديسمبر 2014.
وعاماً تلو عام تم تأجيل الافتتاح، إلى أن أعلنت المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، وشقيقة أمير قطر، أن تاريخ الافتتاح الرسمي للمتحف سيكون في شهر ديسمبر عام 2018.
ومر 2018 دون أن يتم الافتتاح مع وعد بموعد جديد للافتتاح، وما زال المتحف الوطني القديم مغلقاً أمام القطريين منذ 12 عاماً، ولم يعلن عن حجم التكلفة الإضافية التي تكلفها تطوير المتحف نتيجة بطء التنفيذ وتأجيله عاما تلو العام.
حديقة الحيوانات الوحيدة.. إلى المجهول
وإلى جانب متحف قطر الوطني المغلق منذ 12عاماً، هناك أيضاً حديقة الحيوانات الوحيدة في قطر التي تم إغلاقها عام 2013، بدعوى إعادة التطوير والتحديث، على أن تفتتح نهاية 2017، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم توالت إعلانات طرح مناقصات عديدة تخص مراحل تنفيذ الحديقة بثوبها الجديد، ولم يتم الافتتاح حتى اليوم.
وأعرب قطريون أكثر من مرة عن استيائهم من تأخر افتتاح حديقة الحيوانات الوحيدة أمامهم المغلقة منذ 6 سنوات، ولا يعرف أحد حتى الآن موعد افتتاح ولا تكلفة تطويرها.
مشيرب قلب الدوحة
"مشيرب قلب الدوحة" هو مشروع عقاري ضخم لتطوير منطقة مشيرب وسط الدوحة، بدأ العمل به عام 2010، وكان من المقرر الانتهاء من المشروع بجميع مراحله نهاية 2014 بتكلفة 20 مليار ريال، إلا أنه تم التأجيل تباعاً، وفي مايو 2017 أعلن الرئيس التنفيذي لشركة مشيرب العقارية، آنذاك، عبدالله حسن المحشادي، آنذاك، الانتهاء من عملية التطوير بالكامل في منتصف عام 2018، وما زال العمل جارياً بالمشروع، حيث لم تكتمل جميع مراحله حتى اليوم.
تعثر مشاريع مونديال 2022.. استادات الوكرة والخور
التعثر طال أيضاً مشاريع ستادات كأس العالم 2022، فقد كان من المقرر أن يتم نهاية عام 2018، افتتاح استاد الوكرة واستاد البيت في الخور، كما سبق وأن أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ولكن انتهى العام دون أن يتم الافتتاح، وإعطاء موعد جديد للافتتاح.
ومع دخول عام 2019، والاقتراب رويداً رويداً من انطلاق مونديال 2022، بدأ يلوح في الأفق تعثر استضافة قطر بطولة كأس العالم 2022 بالدوحة، خصوصاً مع الاتجاه إلى رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخباً بدلاً من 32، وتعالي الأصوات الداعية إلى استضافة دول خليجية أخرى عدداً من المباريات في ظل العجز القطري.
وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن النقاش الدائر حول عجز قطر عن استضافة كأس العالم دون مساهمة من جيرانها يتجاوز الرياضي واللوجستي، ويؤكد الاحتياج الطبيعي للدول إلى محيطها.
وأضاف قرقاش في تغريدة عبر "تويتر"، الجمعة، أن "مراجعة سياسات الأمير السابق تتجاوز الأبعاد السياسية كما نرى".
اعتراف قطري
وكان دبلوماسي قطري قد اعترف قبل يومين بتأثر بلاده بشدة جراء المقاطعة العربية، بعد أن نفى "نظام الحمدين" مراراً أن يكون قد طاله أي ضرر جراء المقاطعة العربية.
وأكد السفير القطري في موسكو فهد بن محمد العطية، خلال مقابلة أجراها مع وكالة "إنترفاكس" الروسية، تكبد الدوحة خسائر كبيرة جراء المقاطعة من قبل جيرانها العرب، خاصة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، رغم ادعاء الحكومة القطرية سابقاً عدم تأثرها بالمقاطعة.
وكان الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، قد توقع في وقت سابق أن يشهد عام 2019 استمراراً لأزمة قطر، نظراً لعدم حدوث تغييرات كبيرة في "توجهاتها المخربة".
وقال قرقاش: "في تقديري أن مقاطعة قطر مستمرة في ٢٠١٩، لأنها مرتبطة بتغييرات واجبة في توجهات الدوحة المخربة".
وأردف: "سيستمر الفشل القطري في فك الإجراءات المتخذة ضدها رغم التكلفة الباهظة، الموقف القطري يحركه الأمير السابق وعبره يدافع عن إرث أوقع الدوحة في مأزقها".
وقطعت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين)، في يونيو/حزيران من 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية.