حميدتي يلتقي حمدوك بأديس أبابا.. تحركات متسارعة لإنهاء أزمة السودان
تشهد الساحة الأفريقية تحركات متسارعة من أجل وضع نهاية للمعارك الشرسة التي يشهدها السودان وتسببت في كارثة إنسانية مروعة في بلد اعتاد أجواء الحرب الأهلية.
وفي هذا الإطار يلتقي قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، رئيس الوزراء السابق، رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، عبد الله حمدوك، غدا الاثنين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ويأتي اللقاء في إطار جهود إيقاف الحرب بالسودان، وإيجاد حل سلمي تفاوضي، في وقت تتحرك فيه أيضا منظمة الإيغاد.
وذكر بيان صادر عن لجنة إعلام تنسيقية القوى المدنية، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن " وفدا من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، يقوده رئيس الهيئة القيادية، عبد الله حمدوك يلتقي يوم غد الإثنين بوفد من قوات الدعم السريع برئاسة قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو، وذلك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا."
وكان حميدتي قد وصل اليوم الأحد إلى جيبوتي لإجراء مباحثات من أجل التوصل إلى إنهاء الأزمة في السودان والترتيب للقاء مرتقب مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
وأوضح بيان لجنة إعلام تنسيقية القوى المدنية أن اللقاء، يأتي على إثر الخطابات التي أرسلتها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، لقائدي القوات المسلحة، والدعم السريع، والتي دعتهما فيها للقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي، هذا وقد استجابت قوات الدعم السريع لطلب اللقاء، ولا زال التواصل مستمرا مع قيادة القوات المسلحة لتحديد مكان وزمان اللقاء بين (تقدم) والقوات المسلحة السودانية.
وأضاف، "نأمل أن تكلل هذه اللقاءات بخطوات عملية تُنهي المُعاناة التي يعيشها شعبنا، وتدفع جهود الحل السلمي لكارثة حرب 15 أبريل (نيسان)، بما يتكامل مع الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف الحرب وإنهائها، لا سيما جهود منظمة الإيغاد والاتحاد الأفريقي ومنبر جدة."
وفي 15 أبريل/نيسان اندلعت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع على خلفية خلافات بشأن المدى الزمني لدمج عناصر الدعم السريع في مؤسسة الجيش.
واستضافت مدينة جدة السعودية فرقاء السودان في محاولة لوقف إطلاق النار وتثبيت هدنة إنسانية لكن احتدام المعارك حال دون نجاح أي من الهدن التي جرى الاتفاق عليها.
وقال وزير شؤون مجلس الوزراء السابق، والقيادي بقوى الحرية والتغيير، خالد عمر يوسف، إن هذا اللقاء سيمثل خطوة مهمة في طريق إسكات أصوات البنادق وإحلال السلام في بلادنا المكلومة بسبب هذه الحرب اللعينة.
وقال يوسف عبر منصته الرسمية على "فيسبوك،"نتمنى أن تستجيب قيادة القوات المسلحة بأعجل ما تيسر للدعوة والجلوس للتفاكر حول القضايا المقترح نقاشها، فما من شيء يستحق استمرار هذه المأساة في بلادنا، ونحن نؤمن بحق أن الحل السلمي ممكن ومتاح متى ما توفرت الإرادة الوطنية لذلك".
وفي وقت سابق اليوم، وصل قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو إلى العاصمة جيبوتي، في ثالث محطة خارجية في دول المنطقة للقاء الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر قيلي.
وبدأ الجنرال حميدتي دقلو الأسبوع الماضي جولة في دول شرق أفريقيا شملت أوغندا وإثيوبيا ومن المنتظر أن يزور دولتي كينيا وجنوب، من أجل شرح رؤيته للحرب، وتحقيق السلام في البلاد.
وكانت جيبوتي قد أعلنت، السبت، أنها ستمهد الطريق للحوار السوداني، وتستضيف الأسبوع المقبل اجتماعا وصفته بـ"الحاسم".
الوضع الميداني
وميدانيا تصاعدت وتيرة الاقتتال، حيث شهدت العاصمة الخرطوم، قصفا متبادلا بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وأفادت مصادر عسكرية "العين الإخبارية"، أن قوات الدعم السريع قصفت قاعدة "وادي سيدنا العسكرية"، شمالي أم درمان، وأن الجيش رد بالمدفعية الثقيلة.
وبحسب المصادر العسكرية، فإن مدفعية قوات الدعم السريع، أطلقت قذائف باتجاه مواقع الجيش السوداني وسط وشمال الخرطوم، بينما استخدم الجيش المسيرات وقصف عدة مواقع لقوات الدعم السريع في عدة محاور في العاصمة الخرطوم وشرق النيل.
وخلفت الحرب المستعرة في البلاد منذ أبريل/نيسان الماضي أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.