حنين البكري.. طفلة عدن تبكي اليمنيين حزنا وفرحا
عفا الوالد المكلوم إبراهيم البكري، عن قاتل طفلته حنين، بساحة الإعدام في السجن المركزي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن قبل تنفيذ الحكم.
القضية المأساوية التي هزت المجتمع اليمني طيلة عام كامل، أسدل الستار على نهايتها، اليوم الخميس، بدراما سعيدة، تعاطف معها اليمنيون في كل مكان على مختلف مشاربهم رغم بدايتها الحزينة والصادمة.
فعشية عيد الأضحى قبل الماضي، أقدم المدان حسين هرهرة في جولة الكثيري بمديرية المنصورة وسط عدن على قتل الطفلة حنين وإصابة شقيقتها بعد إطلاق النار على سيارة والدهما إبراهيم البكري، عقب مشادة بينهما نتيجة حادث مروري.
عام ونيف من المحاكمات، وشهور من الاستجداءات من قبائل يافع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لوالد الطفلة حنين للعفو عن قاتل ابنته، لكنه كان حازما متمسكا في رده: "لن أعفو.. والقصاص مطلبي".
غير أن المجتمع اليمني الذي تضامن مع حنين الطفلة المقتولة قبل عام وندد بظاهرة حمل السلاح المنفلت، عاد للتعاطف أيضا مع بنات المدان اللاتي نصبنّ قبل أيام خيمةً أمام قبر حنين، يتوسلنّ فيها العفو عن والدهنّ، تجنبًا لمصير اليُتم الذي كان يخيّم عليهنّ إذا نُفذ الإعدام بحق أبيهنّ.
وكانت المحاكم الابتدائية والاستئناف والعليا في عدن قد قضت بإعدام المدان حسين هرهرة لقتله الطفلة حنين، فيما حددت النيابة العامة اليوم الخميس، الأول من أغسطس/آب موعدا لتنفيذ الحكم.
غير أن والد الطفلة المجني عليها، إبراهيم البكري كان يُخبئ صفحه وعفوه حتى اللحظات الأخيرة قبيل تنفيذ الحكم، وكان لشهور سابقة قد رفض ورد الكثير من الوساطات للعفو.
فعند رؤيته قاتل طفلته يصلي وينطق الشهادتين ثم تخطيط موضع النار وانتظر لحظة النهاية، صرخ والد حنين بالعفو عنه "لوجه الله" في مشهد أبكى اليمنيين فرحاً وتقديراً ونقل المدان هرهرة إلى حياة جديدة.
طويت قضية مقتل الطفلة حنين بالعفو، الذي وصفه البعض بأنه من شيم الكبار، لكن ثمة دروساً وعبراً أعطتها القضية للمجتمع اليمني، ليس أقلها هو تجنب حمل السلاح في المدن أو التباهي به؛ كونه سبب للقتل.
ونظرا للأصداء الكبيرة للقضية المحاطة بالرأي العام، فقد أعلنت السلطة المحلية بمديرية المنصورة في العاصمة المؤقتة عدن، حيث وقعت حادثة القتل، إطلاق اسم "الشهيدة حنين البكري" على أحد شوارع المدينة للتذكير بالمأساة الأليمة التي كان سببها سلاح منفلت والغضب الذي يقود صاحبه إلى الهلاك.
وأقرت السلطة المحلية المعترف بها في عدن، تسمية الشارع الذي تقطن فيه أسرة حنين البكري، والمتفرع من شارع التسعين حتى مكتب بريد القاهرة، باسم شارع "الشهيدة حنين البكري" وذلك بعد أن جذب العفو العشرات للتظاهر في المدينة وترديد هتافات تشيد بوالد الضحية بعد أن جسد مبدأ "العفو عند المقدرة".