بالشموع.. حانوكا يوحد المغاربة يهودا ومسلمين في احتفال كبير
على امتداد 8 أيام، يحتفل اليهود المغاربة بعيد حانوكا، أو ما يطلق عليه "عيد الشموع".
وفي احتفالات حضرها المغاربة، يهوداً ومسلمين، شهدت كنائس عدة في مختلف المدن المغربية احتفالات بهذا العيد المجيد في الثقافة اليهودية.
8 أيام
وعلى مدار 8 أيام، تُضاء 8 شمعات من الحانوكا، وهو شمعدان تتفرع منه 9 فروع، يحمل كل واحد منها شمعة خاصة.
وترمز الشموع الـ8 إلى أغصان تعود باليهود إلى معجزة قارورة الزيت، فيما تستخدم الذراع التاسعة لحمل الشمعة المستخدمة في الإضاءة.
ويُسمى ذلك الشمعدان بـ"الحانوكا" أو "الحانوكية" أو المينورا"، وفيما يستحضر العيد كُله مُعجزة أُكرم بها رجال دين يهود، كانوا يهمون بإعادة إشعال الزيت في الشمعدان السباعي في الهيكل عام 164 قبل الميلاد.
كمية الزيت المتوفرة آنذاك، كانت تكفي ليوم واحد فقط، لا 8 أيام، إلا أن المعجزة جعلت الكمية القليلة تكفي للمدة كلها. ومن هنا استمدت تسمية العيد بـ"الحانوكا" أو "عيد الأنوار".
وفي الاحتفالات التي شهدتها مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حضر مسلمون ويهود، منهم دبلوماسيون وفنانون وإعلاميون وكتاب، مع ممثلين عن المجتمع المدني.
واحتفل هؤلاء بالعيد اليهودي، في جو من الفرح والتعبد، ولم الشمل بين أبناء الوطن الواحد، مسلمين ويهود، بالإضافة إلى مسيحيين من دول مختلفة.
واستغل الحاضرون الفرصة للدعاء بالنصر والتمكين للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وولي العهد وباقي أفراد الأسرة الملكية.
ارتباط
وللجالية اليهودية ارتباط كبير بالهوية المغربية والعرش العلوي، يقول حاخام كنيس نيفي شالوم، جاكي سيباغ، مؤكداً أن للملك محمد السادس دورا كبيرا في الحرية التي ينعم بها اليهود اليوم.
وقال في هذا الصدد: "إذا استطعنا اليوم التحدث عن النور والنصر والحرية، فنحن مدينون بذلك لتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي كان رائدا في إطلاق العديد من المشاريع، حتى ننعم بالحرية اليوم".
أحمد غيات، رئيس جمعية "مغاربة بصيغة الجمع"، لفت إلى أن مشاركة أتباع ديانات الإسلام والمسيحية واليهودية، تضمن العيش المشترك في المغرب.
ولفت إلى أن الفكرة من هذا الحفل، هو إعادة تملك التاريخ المشترك، مع تعريف الأجيال الصاعدة بثراء وتنوع الثقافة المغربية وحضارتها.
وشدد على ضرورة إظهار تمكن المغرب من الحفاظ على هذه القيم، خاصة أن هذه البادرة تكتسي رمزية قوية وستظهر، ما وراء الحدود، إلى أي مدى كان المغرب وما زال منارة في مجال العيش المشترك.
aXA6IDE4LjExNi40MC41MyA= جزيرة ام اند امز