ما الذي حدث خلف الشمس؟ الزائر الكوني يختفي بعد حركة مستحيلة

في تطور فلكي مثير، أعلن علماء الفلك أن الزائر الكوني الغامض"أطلس 3"، قد نفذ حركة "مستحيلة" في الفضاء.
والمذنب ثالث جسم معروف قادم من خارج مجموعتنا الشمسية، وقد انقلب ذيله فجأة ليشير بعيدا عن الشمس بعد أن كان موجها نحوها.
وقبل أشهر فقط، التقط تلسكوب هابل الفضائي مشهدا فريدا من نوعه لهذا الزائر، أظهر ما يُعرف بـ "الذيل المعاكس"، وهي نفاثة من الجسيمات تتجه نحو الشمس بدلا من الابتعاد عنها، على عكس ما يحدث مع المذنبات المعتادة.
لكن صورا حديثة من مرصد الشمال البصري في جزر الكناري أكدت أن هذا الذيل الغريب اختفى تماما بحلول سبتمبر، لتتشكل ذيل جديد في الاتجاه المعاكس.
يُرجع العلماء هذا التحول الغامض إلى تفاعل جزيئات الغبار والجليد على سطح الجسم مع أشعة الشمس؛ ففي البداية كانت الجسيمات الكبيرة والبطيئة تعكس الضوء نحو الشمس، لكن مع ارتفاع الحرارة واقتراب "أطلس 3 " منها، بدأت جزيئات الجليد تتبخر وتطلق ذيلا تقليديا يمتد بعيدا عنها.
ومع أن الجسم أصبح الآن مختفيا خلف الشمس ولا يمكن رصده من الأرض حتى نهاية أكتوبر، إلا أن العلماء استغلوا آخر لحظات الرصد لتقدير معدل فقدانه للمادة، حيث تشير بيانات وكالة ناسا إلى أن الجسم يفقد نحو 150 كيلوغراما من مادته كل ثانية، معظمها من غاز ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون.
البروفيسور آفي لوب من جامعة هارفارد، الذي يُعرف بآرائه الجريئة حول الزوار الكونيين، أوضح أن هذه التغيرات ناتجة عن تبخر أنواع مختلفة من الجليد مع تغير المسافة عن الشمس، فبعيدا عنها يتبخر جليد ثاني أكسيد الكربون مسببًا النفاثات الشمسية الغريبة، بينما يهيمن جليد الماء عند الاقتراب، مما يقلب اتجاه الذيل.
لكن لوب لم يستبعد أيضا احتمالا آخر أكثر إثارة للخيال، إذ كتب في مدونته: "لو كان (أطلس 3 ) مركبة فضائية عملاقة تبطئ سرعتها، فإن انقلاب الذيل من اتجاه نحو الشمس إلى الاتجاه المعاكس سيكون متوقعا تماما قرب الحضيض الشمسي".
وأضاف أن فترة اختفاء الجسم خلف الشمس تمثل "لحظة مثالية لأي مناورة تكنولوجية"، مشيرا إلى ما يُعرف بـ " تأثير أوبرث" الذي يُستخدم لتسريع المركبات الفضائية عندما تكون في أقرب نقطة من جرم ضخم.
ورغم أن وكالة ناسا ومعظم العلماء يؤكدون أن (أطلس 3 ) مذنب طبيعي من خارج النظام الشمسي، إلا أن فريق لوب يرى أن البيانات القادمة من اقترابه الأكبر من الأرض في 19 ديسمبر 2025 ستكون حاسمة في فهم طبيعته الحقيقية، سواء كان مجرد زائر جليدي غريب، أم شيئا آخر أكثر غموضا.