حدث في رمضان.. سقوط عمورية على يد الخليفة المعتصم 223 هجرية
بعد صراع بين العثمانيين والبيزنطيين

ماذا تعرف عن قصة سقوط عمورية في السادس من رمضان عام 223 هجرية والتي شهدت هزيمة الروم على يد الخليفة المعتصم؟
خلَّد المؤرخون اسم الخليفة المعتصم؛ لِما قام به من نجدة المسلمين في بلدة عمورية والدفاع عنهم ضد هجمات الروم، كما خلَّده الشعراء، وعلى رأسهم أبو تمام حبيب بن أوس عندما قال:
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ *** في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في *** مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
بداية معركة عمورية:
قصد الخليفة المعتصم بلدة عمورية استجابة لاستغاثة أهلها من ملك الروم "توفيل ميخائيل" الذى جهز جيشا قوامه مئة ألف جندي، هاجم به المدن والقرى، وقتل أهلها، فجهز المعتصم جيشا عظيما وخرج إلى عمُّوريَّة في (جمادى الأولى 223هـ/ أبريل 838م)، وعندما وصل إلى طرسوس، قام بتقسيم جيشه إلى قسمين: الأول إلى أنقرة بقيادة الأفشين، والثاني بقيادته إلى عمورية.
عندما وصلت جيوش المعتصم لمدينة عمورية استغاث "بابك الخرمى" بإمبراطور الروم "تيوفيل بن ميخائيل بن جورجس" لنجدته من المعتصم، الذي وصفه في رسالته بملك العرب، واستحثه على النهوض لنجدة عمورية، وبالفعل قام تيوفيل في عام 223هـ، وهاجم مدينة "زبطرة" وقتل أطفالها وسبى نساءها، فلما وصل الخبر إلى "المعتصم" خليفة المسلمين استشاط غضبًا، وأرسل"عجيف بن عنبة"، و"عمرًا الفرغاني" لنجدة أهل زبطرة، ولكن وجد الروم قد انسحبوا منها، فصمم المعتصم على تتبعهم انتقاما لأهل زبطرة.
ثم خرج إمبراطور الروم لملاقاة الأفشين عند "دزمون"، وألحق الأفشين بإمبراطور الروم هزيمة هائلة في 25 من شعبان 223هـ- 838م، وبعد هزيمة الروم دخلت جيوش المعتصم أنقرة، ومن هناك توجهت إلى عمورية وهى المدينة القوية المحصنة بالأسوار المنيعة والأبراج العالية في السادس من شهر رمضان، وبدأت جيوش المسلمين في حصارها، وضرب أسوارها القوية بالمجانيق حتى انهارت الأسوار، وكانت بداية النصر العظيم .
دخول عمورية:
دخل المعتصم وجيشه مدينة عمورية في 17 رمضان 223هـ - 12 أغسطس 838م، وخرج المسلمين الذين اختبأوا من جيش الروم، وهم يكبرون ويهلِّلون، وهنا تقهقر الروم فقام المسلمون بقتل من تبقى منهم بالمدينة، وكان "مناطس" نائب الروم قد اختبأ في حصن منيع، فاتجه إليه المعتصم بفرسه، وقام بنصب السلالم على الحصن وصعد الجنود لإنزاله من الحصن، فقام المعتصم بضربه بالسوط على رأسه، وهكذا سقطت عمورية، بعد حصار دام خمسة وخمسين يوماً، من السادس من رمضان إلى أواخر شوال.بعد سقوط عمورية قام المسلمون بأسر الجند الروم الباقية، ومبادلتهم بالأسري المسلمين، ثم أمر المعتصم بإحراق وهدم المدينة، التي تعد أهم معاقل الروم، وجاء ببابها الرئيسي إلى سامراء، وكان انتصار المسلمين في عمورية انتقاما من الروم الذين قاموا بقتل الأطفال وسبي النساء في زبطرة، وتلبية لاستغاثة أهالي عمورية من وحشية الروم، وكان لدخول عمورية شأن كبير ساهم في الفتوحات الإسلامية في شرق أوروبا.
aXA6IDMuMTQ1LjQ1LjE3MCA= جزيرة ام اند امز