أحزاب «الحريديم» تهز حكومة نتنياهو.. وتهدد بإسقاطها

الأحزاب الدينية اليهودية "الحريديم" في إسرائيل تعلن دعمها التصويت لصالح حل الكنيست (البرلمان) ما يهدد بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو.
وبعد صمت طويل، قال زعيم حزب "شاس" الديني الحاخام أرييه درعي: "لا نحب ذلك، لكن لم يتبق لنا خيار. لا يمكنك البقاء على هذا النحو والوقوف مكتوفي الأيدي".
وبذلك، ينضم "شاس" إلى حزب "يهدوت هتوراه" بالتلويح بالتصويت لصالح حل الكنيست الأسبوع القادم، وهو ما سيعني بداية النهاية لحكومة نتنياهو.
ولدى حزب "شاس" 11 مقعدا بالكنيست، يمتلك "يهدوت هتوراه" 7 مقاعد، ومن شأن اتفاقهما على التصويت لحل الكنيست مع المعارضة أن يؤدي لسقوط الحكومة.
قانون التجنيد
جاء تحرك الأحزاب الدينية "الحريديم" بعد فشل الحكومة في إقرار تشريع يعفي طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية.
وطالب كل من حزبي “شاس” و”يهدوت هتوراة” بإقرار قانون التجنيد المثير للجدل بحلول عطلة عيد “شفوعوت”، الذي صادف يوم أمس الثلاثاء، محذرين من أن أي تأخير سيهدد الحكومة.
وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي: "رغم أن الحريديم قد تراجعوا مراراً في السابق عن إنذارات، إلا أن التطورات الأخيرة — بما في ذلك خطط الجيش الإسرائيلي لزيادة عدد أوامر التجنيد المرسلة للشبان الحريديم — تدفع علاقتهم برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو نقطة الانفجار".
من جانبه، ذكر موقع “بحدري حريديم” الإخباري الحريدي أنه "من المتوقع أن يجتمع مجلس حكماء التوراة الذي يحكم الحزب يوم الأربعاء لمناقشة الخطوات المقبلة وإبلاغ أعضاء الكنيست بـ”قرار دراماتيكي”.
رفض
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "بلغت الأزمة السياسية في إسرائيل ذروتها اليوم الأربعاء، بعد أن رفض زعيما الجمهور الحريدي-الليتواني، الحاخامان دوف لاندو وموشيه هيرش، الاجتماع مع نتنياهو لمناقشة قضية قانون التجنيد، مؤكدين أنه لا جدوى من إجراء المزيد من المحادثات".
وأضافت: "ومن المتوقع أن يناقش الزعيمان لاحقا اليوم مسألة انسحاب الأحزاب الحريدية من الائتلاف الحكومي واتخاذ قرار نهائي".
أما القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية، فقالت إنه "في ختام اجتماع عاجل ومشاورات مع الحاخامات السفارديم، قرر حزب شاس برئاسة عضو الكنيست أرييه درعي، الذي التزم حتى الآن الصمت العلني، مساء اليوم الأربعاء، الانضمام إلى الفصائل الليتوانية والحسيدية في يهدوت هتوراه ودعم خطوة حل الكنيست وإسقاط الحكومة".
ونقلت القناة عن درعي قوله خلال اللقاء: "لا نحب ذلك، لكن لم يتبق لنا خيار. لا يمكنك البقاء على هذا النحو والوقوف مكتوفي الأيدي ".
وأشارت إلى أنه "في محاولة لوقف كرة الثلج التي بدأت تتدحرج وتشتد الآن بعد قرار "شاس"، استدعى نتنياهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، عضو الكنيست يولي إدلشتاين، إلى اجتماع مساء اليوم".
وتوجه الأحزاب الدينية الاتهام لألدلشتاين، وهو من حزب "الليكود"، بمنع تقدم قانون التجنيد الذي يمنح الإعفاء من التجنيد الإجباري لأعضاء الأحزاب الدينية "الحريديم".
ولم تستبعد وسائل إعلام إسرائيلية أن يقوم نتنياهو بالإطاحة بأدلشتاين في محاولة لإنقاذ الموقف.
وتتهم الأحزاب الدينية أدلشتاين بعرقلة المفاوضات ورفض الصيغ التي عرضتها هذه الأحزاب لحل وسط.
المعارضة تستعد
تستعد أحزاب المعارضة للاستفادة من هذا الخلاف عبر طرح مشاريع قوانين لحل الكنيست الأسبوع القادم، وسط تقديرات بإجراء التصويت بين أيام الإثنين والأربعاء.
وقد أعلنت أحزاب "هناك مستقبل" برئاسة زعيم المعارضة يائير لابيد، و"الديمقراطيين" برئاسة يائير غولان، و"إسرائيل بيتنا" برئاسة افيغدور ليبرمان، قرارها تقديم مشاريع قوانين لحل الكنيست يوم الاثنين القادم.
وحال موافقة الكنيست بثلاث قراءات على مشروع قانون حل الكنيست، فهذا سيعني التوجه لانتخابات مبكرة.
وقال لابيد على منصة "إكس": "في الأسبوع المقبل، سيُقدّم حزب "هناك مستقبل" مشروع قانون إلى الهيئة العامة لحل الكنيست. انتهى هذا الكنيست، ولم يعد له مكان. كل ما جلبه هذا الائتلاف لشعب إسرائيل هو الألم والكوارث والحزن والأزمات، وقد حان الوقت لائتلاف أملٍ يُضمد جراح هذه الأمة".
أما ليبرمان فقال على منصة "إكس": "على حكومة السابع من أكتوبر أن تُغادر. سيُقدّم حزب إسرائيل بيتنا مشروع قانون لحل الكنيست يوم الاثنين المقبل. يستحق شعب إسرائيل قيادةً مختلفة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNDUg
جزيرة ام اند امز