مع استقالة الرئيس سعد الحريري اليوم من رئاسة الحكومة ورفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين
مع استقالة الرئيس سعد الحريري اليوم من رئاسة الحكومة ورفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين يؤكد لنا أن الأجواء السائدة في لبنان شبيهة بتلك التي سبقت حرب تموز 2006، وأن هناك حربا قادمة لا محالة بتنسيق روسي-أمريكي.
هذه الاستقالة سبقتها مؤشرات وأحداث، منها مثلا عدم تدخل الرادارات الروسية المتطورة في سوريا لردع الطائرات الإسرائيلية التي دمرت بالأمس القريب جدا هدفا عسكريا لحزب الله، يرجح أن يكون قافلة أسلحة متطورة كانت متجهة إلى لبنان، علما بأن مصدرا عسكريا في أحد السفارات الغربية في بيروت أكد لنا أن الهدف هو مصنع أسلحة.
في القراءة العسكرية للغارة يبدو أن إسرائيل بدأت فعلا الحرب على حزب الله في سوريا ولبنان، ولكن بالمفرق، فالغارات الجوية التي تنفذها تصيب البنية التحتية التي أوجدها الحزب منذ سنوات، ومن المقدر لهذه المواقع المستهدفة أن تكون في المستقبل القريب مراكز استهداف إسرائيلي بالصواريخ، فيجري تدميرها بشكل استباقي.
أما استهداف مواقع حزب الله في لبنان فدونه عقبات سياسية دولية، لأنه لو حصل فهذا يعني الذهاب إلى الحرب الشاملة، وهذا ليس أوانها بعد.
هذه الحرب تحضر لتحقق دون أدنى شك غاياتها العسكرية، لأنها تحد من ترسانة حزب الله الصاروخية، وتمنع تطويرها، وتحول دون تثبيتها في أماكن استراتيجية في سوريا
استقالة الرئيس سعد الحريري اليوم من رئاسة الحكومة ورفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين يؤكد لنا أن الأجواء السائدة في لبنان شبيهة بتلك التي سبقت حرب تموز 2006، وأن هناك حربا قادمة لا محالة بتنسيق روسي-أمريكي
أما في القراءة السياسية فإن الغارات تشكل رسائل إلى كل المعنيين بالحرب وبالحل في سوريا، بأن لإسرائيل خطوطها الحمراء في مستقبل هذا البلد، وأهمها منع إقامة قواعد إيرانية مباشرة أو تحت ستار حزب الله، كي لا يكون لطهران أي دور في الحل السياسي، وأن ينتفي أي وجود عسكري قد يؤثر على الدولة العبرية.
من هنا يتعزز الاعتقاد بأن الغارات تتم بالتنسيق مع القيادة الروسية التي توافق بشكل موضوعي على عدم انفلاش الإيرانيين في سوريا، بعيدا عن مناطق القتال المباشر مع داعش وغيره، والأهم عدم تثبيت هذا الوجود.
وقد كان لافتا أن الغارة الأخيرة تزامنت مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران، حيث أجرى محادثات مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، وقد اعتقد البعض أن الهجوم الإسرائيلي شكل رسالة إلى روسيا وإيران معا، وهذا اعتقاد خاطئ لأن التفاهم الاستراتيجي الإسرائيلي الروسي حصل منذ مدة بعيدة حول سوريا، وهو يلزم إسرائيل بعدم التدخل في الحرب السورية، وتعهدت روسيا بالمقابل أن تسحب قوات إيران وحزب الله من الجنوب السوري، وأن تمنع استهدافها في الجولان.
لذا من الحماقة القول إن إسرائيل توجه رسالة إلى روسيا، لأنها ليس من مصلحتها خرق هذا التفاهم الاستراتيجي، فهو يفيدها ويريحها الآن، وسيؤمن لها امتيازا مهما في المستقبل، أي بعد الحرب الساحقة التي تنوي شنها ضد حزب الله، وهو منع الحزب من التزود بالسلاح الثقيل عبر سوريا، لتعويض ترسانته التي ستستخدم أو تدمر.
@mohamadsalehtv
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة