ما بعد استقالة الحريري.. أبرز السيناريوهات المتوقعة
تعرف على أبرز السيناريوهات التي تنتظر لبنان عقب قرار الحريري الاستقالة
لا تنحصر الأزمة السياسية التي دخلها لبنان بعد استقالة الحكومة في الشق الإجرائي فقط، لا بل إن البلد دخل في أزمة سياسية طويلة وعميقة، بفعل التطورات الحاصلة من حوله.
سيكون للأزمة الجديدة أكثر من وجه، أولاً من الناحية الإدارية والاجتماعية والاقتصادية، فلن يكون هناك إمكانية لتسيير شؤون المواطنين من قبل حكومة تصريف أعمال، بخلاف الحكومة الأصيلة التي تكون قادرة على القيام به. وثانياً أن لبنان يكون دخل في مرحلة فراغ حكومي، في ظل استمرار حكومة تصريف الأعمال لفترة طويلة، بدون القدرة على تشكيل حكومة جديدة.
يبدو من الصعب في ظل الوضع السياسي والإقليمي الضاغط، أن يتم تشكيل حكومة جديدة، أولاً ليس من السهل أن يرضى أي شخص من الطائفة السنية، بترؤس حكومة تمنح الغطاء والشرعية لحزب الله، فيما السعودية تعارض ذلك، وبالتأكيد أن لحزب الله حلفاء من السنة، لكنهم سيواجهون صعوبات عديدة، في احتمال تشكيل حكومة، لأسباب معنوية وسياسية.
تشير مصادر القصر الجمهوري اللبناني لـ"بوابة العين"، إلى أن رئيس الجمهورية يتريث وينتظر مجيء الحريري إلى لبنان للبحث معه في ظروف استقالته، ليبنى على الشيء مقتضاه، وحتى لو حصل ذلك، فإنه سيتوجب على رئيس الجمهورية الدعوة إلى استشارات نيابية لتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة الجديدة، وهذا ما سيكون دونه صعوبات عديدة.
وفي هذا الإطار، يقول الوزير مروان حمادة لـلعين: "كنا نتوقع هذه النهاية بسبب الضغوطات التي تعرض لها الحريري منذ التسوية التي كان من المتوقع أن تكرس النأي بالنفس"، واعتبر أن البلد ينحدر على رغم جهود الحريري إلى ما هو بعيد وبعيد جدا عن التسوية وخطاب القسم والبيان الوزاري، وأمام هذه الظروف فليس هناك إمكانية للتوافق على تشكيل حكومة جديدة على أساس هذه النقاط، ولذلك فإن الفراغ قد يطول.
ويعتبر حمادة أنه سيكون هناك انقسام حاد بين الكتل النيابية لتسمية الرئيس المكلف الجديد، مشيراً إلى أنه يتوقع عدم قدرة أي رئيس الحصول على الأكثرية النيابية لتشكيل الحكومة الجديدة، بسبب الانقسامات بين الكتل، وهذا سيؤدي إلى طول أمد الفراغ.
من جهته، يشير عضو كتلة الكتائب اللبنانية، النائب إيلي ماروني، إلى أن حزب الكتائب لطالما طالب باستقالة الحكومة لأنها كانت ذات تركيبة غير طبيعية ومصيرها الاستقالة، لافتاً إلى أن "النزاعات العديدة بين خطين داخل الحكومة هي السبب في ذلك وهذا ما اسميناه حكومة 1 وحكومة 2". وأكد ماروني أن "استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري فاجأتنا رغم توقعنا لها"، مشيراً إلى أنهم يفضلون التريث تجاه هذه الخطوة لأنها ستكون مزعجة على كافة الصعد".
أما المحلل السياسي جوني منير فيرى أن لبنان دخل في أزمة حكومية طويلة الأمد، لتذهب معها الانتخابات النيابية ويبقى السؤال "من سيجرؤ على تولي رئاسة الحكومة بعد أن أعلن الأخير الاستقالة من السعودية؟
وفي حديث خاص للعين يقول منيّر: "يجب انتظار ما سيقوم به الرئيس عون، فهل سيدعو اإى استشارات نيابية أم سيقوم بتطبيع العلاقات مع الحريري وتصحيح الوضع"، معتبرًا في الوقت نفسه أن من المبكر التكهّن بمصير الانتخابات النيابيّة المقبلة، لأنه وحتى مايو/أيار المقبل يمكن أن تكون تشكّلت حكومة جديدة على قاعدة توازنات جديدة.
ويختم منيّر الى أن "استقالة الحريري كانت متوقعة مطلع العام الجديد، ولكن ما سرعها هو موضوع التوقيع على تعيين سفير للبنان في سوريا، والكلام الذي قاله الرئيس عون عن حزب الله وربطه بالتسوية الإقليمية".
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg جزيرة ام اند امز