سياسيون لبوابة العين: الحريري أنقذ لبنان من التحول لولاية إيرانية
استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، جاءت في موعدها، حفاظاً على لبنان من الانجرار أكثر من ذلك
أكد سياسيون لبنانيون، أن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، جاءت في موعدها، حفاظاً على لبنان من الانجرار أكثر من ذلك، لسيطرة المرشد الأعلى في طهران على عروبة لبنان، أكثر من كونها استقالة لحماية حياته من عملية اغتيال مدبرة وقائمة بالفعل تلحق "الحريري الابن" بوالده الشهيد "رفيق الحريري".
وأوضح سياسيون لبنانيون لـ"بوابة العين الإخبارية" أن ما يقوم به حزب الله من إتمام الهيمنة الإيرانية، واستمرار تهديد الأمن القومي العربي والخليجي، وصل إلى طريق صعب، كان يحتم أن يكون هناك دور من الأطراف التي تحافظ على عروبة لبنان واستقلال قراره، موضحين أن إعلان استقالة "الحريري" في لبنان، كان سيأتي بعملية اغتيال محكمة لا فرار منها، بعد أن كشفت محاولة اغتيال أخرى في الساعات الأخيرة.
القرار الأمثل
وفي هذا السياق، قال أمين عام حزب النجادة اللبناني، عدنان الحكيم، إن الاستقالة هي القرار الأمثل، حفاظاً على وجود لبنان داخل المنظومة العربية، التي تواجه التدخلات الإيرانية في المنطقة، وتحرك ميليشياتها "حزب الله" من تحويل لبنان إلى مدينة إيرانية، تضع كل إمكانياتها السياسية واللوجيستية، لخدمة المرشد الأعلى ونظام ولاية الفقيه.
وأوضح الحكيم لـ"العين"، أن الوضع في لبنان، لم يعد يتحمل حكومة متعددة الأطراف والآراء، في ظل وضع إقليمي يحتاج إلى موقف واضح ليس رمادياً، إما أبيض أو أسود، وكان على الرئيس الحريري، أن يرتبط بالوضع العربي في ظل تدخلات إيرانية مرعبة بالبلدان العربية.
وكشف الحكيم عن آخر مثال لتعدد الأطراف والآراء داخل الحكومة اللبنانية، بوجود وزراء ينفذون أجندة إيرانية، موضحاً أنه في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، خرج وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، مصراً على عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا من لبنان، وكان الخلاف والسؤال من جانب "الحريري": "كيف يعودون وليس هناك مناطق آمنة لحمايتهم في سوريا؟"، المفهوم هنا أن هناك أوامر إيرانية بعودة هؤلاء لأغراض تتعلق بحرب "حزب الله" داخل سوريا.
وأكد الحكيم أنه دائماً ما نجد خطورة على حياة "الحريري الابن"، ومن اغتال الرئيس الشهيد رفيق بكل تجهيزاته وإمكانياته الأمنية، سهل عليه اغتيال الرئيس "سعد"، لعدم تلبيته رغبات الفريق الآخر، وهنا أصبح التخلص منه أمراً قائماً، وتم العمل عليه في الأيام الأخيرة.
البقاء يعني الاغتيال
وفي هذا السياق، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في لبنان، الدكتور خالد العزي، أن بقاء رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري في لبنان، كان سيأتي باغتياله، في ظل محاولة اغتيال قريبة، خلال الأيام الأخيرة، تم كشفها بحسب الكواليس في الشارع السياسي اللبناني.
وقال العزي لـ"بوابة العين": إن ما أقدم عليه "الحريري"موقف شجاع لصالح الشعب اللبناني، بعيداً عن العاملين لصالح تحويل بيروت إلى عاصمة فارسية إيرانية، حيث إن التسوية التي تمسك بها الرئيس الحريري منذ 10 أشهر، والتي جاءت برئيس الجمهورية ميشال عون، وصلت إلى طريق مسدود، وبالتالي لا يستطيع "الحريري" عزل نفسه وعزل لبنان عن محيطها العربي، وإيران كانت تعمل على إبعاد لبنان بكل الطرق، ولا تحترم التسوية التي جاءت برئيس للبنان بعد فراغ دام سنوات.
وأوضح العزي أن الوضع في لبنان أصبح خطراً، بيروت كادت تخرج بالفعل من محيطها العربي، فنجد المرشد الإيراني "خامئني" أعلن أنه لا قرار في سوريا ولبنان بدون إيران، معنى ذلك أن اللعب في الداخل والتفكيك قائم على أساس تحقيق مصالح مشروع إيران النووي والبلاستي من جهة، ومن جهة أخرى، تحقيق المخطط الخبيث بتحويل مدن عربية إلى عواصم إيرانية، ثم رأينا منع الجيش اللبناني من تنفيذ مهامه في حرب الجرود منذ 3 أشهر، لإثبات أمر واحد، هو أن هذا الجيش غير صالح لحماية أراضي لبنان، وأنه لا حامٍ سوى "حزب الله".
ويستكمل: "عملاء إيران ورجال حزب الله، وصل بهم الأمر إلى الفرض على بيروت، إخراج مجرمين بالدولة اللبنانية، لاستكمال الإطاحة بالتفاهم العربي المعمول به، ثم نجد التفاوض مع "النصرة" و"داعش" من جانب حزب الله لتحقيق أغراض عسكرية تدخل لبنان إلى نفق مظلم، وقت حرب الجرود"، لافتاً إلى أن كل هذه المعطيات، إما أن تذهب بلبنان إلى أحضان طهران، أو أن يكون هناك رجل يخرج لأخذ موقف مانع لهذا المخطط.
وأردف: "استمرار الحريري في منصبه، كان أمراً خطيراً في ظل قانون جهز ليأتي برئيس وزراء آخر تابع لإيران".
حزب الله يقبض على مفاصل لبنان
فيما أشار المحلل السياسي اللبناني، علي ناصر، إلى أن حزب الله وحلفاءه العاملين لصالح إيران، وضع يده على كل مرافق الدولة دون النظر للشركاء الموجودين بالدولة، وإبعاد لبنان عن أي توافق مع قرارات عربية من جانب وزير خارجية صاحب مواقف كارثية في حق لبنان وعلاقتها بارتباطها العروبي من جهة، ثم ميليشيات على أرض لبنان، تشد العصب المذهبي، كل ذلك تطلب اتخاذ موقف لمجابهة التدخل الإيراني، فكانت الاستقالة من الرئيس الحريري الذي أصبحت حياته في خطر ، لكونه يعمل في سياق الحفاظ على عروبة لبنان.
وتابع لـ"العين": "الحريري وجد نفسه في مؤامرة تطال الأمن القومي العربي، فأخذ الخطوة لأنه خسران سياسياً وشعبوياً، في ظل زيارة مستشار المرشد الإيراني، الذي خطب من أمام القصر الحكومي، متحدثاً عن أن الانتصار على داعش انتصار للدولة الإيرانية، وعليكم التعايش مع وجودنا"، لافتاً إلى أن "الحريري" لم يستطع تقبل هذا الطرح المتجدد من طهران، وتمسك بوجود مواجهة عربية خليجية لمساعي إيران الطائفية.