لا تتوقف الجماعات المتطرفة عن استهداف دولة الإمارات وكل الدول العربية المحورية، وبكل خسة في كل المناسبات، وذلك لما لتلك الدول من دور وازن في مجابهة فكرهم الهدام والكشف عن مخططاتهم التي تعادي الدولة الوطنية العربية ومبادئ الإسلام السمحة.
فانتهزت تلك الجماعات مؤخراً الضغوط التي تمارس على الدول العربية في قضية التهجير للنيل من تلك الدول، حتى ولو كان ذلك في غير صالح القضية الفلسطينية، التي يدّعون أنهم يدافعون عنها.
وفي هذا السياق، نستطيع أن نفهم دور تلك الجماعات في الحملة التي شُنت على الأردن ومصر والإمارات لتشويه سياساتهم ومواقفهم المشرفة تجاه القضية وتجاه الشعب الفلسطيني. فهؤلاء لن يمتدحوا غير من ينتمي إليهم ولو كان على الباطل البيّن، ولن يتوقفوا عن تشويه من دونهم حتى ولو كان على الحق المبين.
ولو حللنا بعمق دور تلك الجماعات في القضية الفلسطينية، لن نجد غير دور سلبي بامتياز، فلقد شتتوا الجهود التي كان من المفترض أن تُوجَّه لصالح القضية الفلسطينية، بتوجيه عدائهم ومكرهم ضد الدول العربية والإسلامية، وتعميق الانقسامات المجتمعية بداخلها، وتأجيج الصراعات المذهبية فيها، مما شغل بعض الدول عن القضية الفلسطينية وجعلها تنكفئ على نفسها لحل مشاكلها، مثل الدول التي أصابها ضرر ما يُسمى بالربيع العربي.
ولا شك أن تلك الجماعات لا تسلك اعتباطًا، ولكنها كعادتها تُستخدم جيوسياسيًا ضد مصالح أوطانها ودولها ومجتمعاتها، بل ودينها. فعلمنا التاريخ كيف استُخدمت في أفغانستان ما بعد عام 1979، وكيف استُخدمت منذ نشأتها لوأد النهضة العربية والإسلامية، بشغل مجتمعاتها بقضايا تخطّتها الحضارة الإنسانية منذ القرون الوسطى.
لم يضر بالقضية الفلسطينية، ولا بالقضايا العربية والإسلامية العادلة، أكثر من تلك الجماعات المتطرفة.
وما زال العقل يتساءل: كيف يمكن أن يفقد بعض البشر انتماءهم إلى وطنهم وإلى صحيح دينهم، ليحل محلهما الانتماء والولاء لطائفة تضحي في سبيل مصالحها الدنيوية بالوطن والدين والإنسان؟
وفي ضوء كل ذلك، مسيرة الإمارات وشقيقاتها ماضية في تحقيق كل ما يصب في صالح القضية الفلسطينية ولصالح شعوبها. بل ستمضي أكثر من أي وقت مضى في تفنيد الأفكار الظلامية، تلك الأفكار الخارجة عن المنظومة القيمية للإسلام، والخارجة عن أي منطق، والمنفصلة عن التاريخ والزمان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة