وثائقي هاري وميغان.. شبح التداعيات يطال أمن بريطانيا القومي
هل يمكن أن يضر وثائقي هاري وزوجته ميغان ماركل بالأمن القومي البريطاني؟.. هذا ما رجحته صحيفة أمريكية استنادا لقراءة في عدة نقاط.
مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية اعتبر أن الوثائقي الأخير الذي أنتجته شبكة نتفليكس حول قصة خروج دوق ودوقة ساسكس الأمير هاري وزوجته من العائلة المالكة البريطانية قد يضر بالفعل بالأمن القومي للمملكة المتحدة.
وقال المقال الذي كتبه كل من جوناثان سويت وهو عقيد متقاعد بالجيش الأمريكي، وماك توث وهو خبير اقتصادي، إن بكين وموسكو قد تكونا مبتهجتين، وبالتأكيد لأسباب تخدم مصالحها الذاتية.
وعن قصد أم غير ذلك، يضر آل ساسكس بالعائلة المالكة البريطانية ويقوضان بشكل متهور الأمن القومي للمملكة المتحدة، وبالتالي، يعرضان للخطر أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
لا احترام
وبحسب المقال، فإن الزوجين لم يظهرا في حديثهما أي احترام للأمن القومي البريطاني ولا حتى أعظم تراث الملكة إليزابيث الثانية الراحلة: دول الكومنولث المكونة من 56 عضوًا.
واعتبر أنه تم اعتبار إرث الكومنولث في الفيلم الوثائقي كمظهر أصلي شرير للعنصرية والقمع.
و"ينص الميثاق الحاكم نفسه على أن جميع الدول الأعضاء متساوية ويؤكد أنها "رابطة طوعية من الدول المستقلة وذات السيادة". علاوة على ذلك، تعترف مبادئها التأسيسية بـ"قوتها الخاصة" التي تكمن في "مزيج من تنوعنا وميراثنا المشترك في اللغة والثقافة وسيادة القانون".
ووفق المقال نفسه، فإن "التطور البائس الحديث هو أن الأمير هاري يريد من الجمهور البريطاني والأمريكي أن يعتقد أن العائلة المالكة والقصر كمؤسسة ووسائل الإعلام البريطانية قد تآمرت جميعها لتدميره وعائلته.
ويقدم هو وميغان ماركل أسبابًا غامضة فقط حول سبب وكيفية حدوث ذلك. وكلاهما يتوقفان على مزاعم العنصرية ضدها، ومع ذلك لا يتضمن أي منها اتهامات محددة بتسمية أفراد من العائلة المالكة.
تداعيات
المقال رأى أن التداعيات الواقعية لنوبات الغضب عند هاري وميغان خطيرة وبعيدة المدى، خاصة في عالم يتعرض فيه الغرب ومفاهيمه ومُثُل الليبرالية الجديدة لهجوم من جانب روسيا والصين وآخرين، وهم الذين يقدمون وجهات نظر للعالم تتعارض بشكل أساسي وتام مع الغرب.
ومنذ عام 2005، ضخ الرئيس الصيني شي جين بينغ 685 مليار جنيه أسترليني من الاستثمارات الصينية في دول الكومنولث، مما دفع العديد منها إلى دعم بكين على حساب لندن عندما يتعلق الأمر بالتصويت الحاسم على قرارات في الأمم المتحدة.
ووقف عشرة من أعضاء الكومنولث إلى جانب بكين في مواجهة لندن في عام 2020، خلال تصويت لجنة حقوق الإنسان على قانون الأمن القومي الصيني في هونغ كونغ.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، امتنعت 10 دول من الكومنولث عن التصويت بعد ضم روسيا دونيتسك وخيرسون ولوهانسك وزابوريجيا.
لكن الأكثر فظاعة، بحسب المقال، هو فشل الأمير هاري الواضح في فهم الدور الرمزي والحقيقي إلى حد كبير الذي يلعبه والده الملك تشارلز الثالث بصفته قائد القوات العسكرية للمملكة المتحدة بالنظر إلى أن التهديد الذي يتهدد الكومنولث ليس سياسيًا أو اقتصاديًا فحسب.
مخاطر
بالإضافة إلى التواجد الروسي في دول بأفريقيا عبر روابط عسكرية، فإن الصين تطوق بقوة الكثير من دول الكومنولث بالقارة السمراء والمحيط الهادئ، كما ورد أنها تبني قاعدة عسكرية في تنزانيا، وتوسع قاعدتها العسكرية وقدرتها البحرية في جيبوتي، وتخطط لمزيد من المنشآت العسكرية.
وعلاوة على ذلك، من خلال جمع هاري وميغان للثروة الشخصية في أمريكا - حسب بعض التقديرات أكثر من 150 مليون دولار لسلسلة نتفلكس وحدها - والقيام بذلك من خلال مهاجمة الكومنولث، فإنهما يعرضان للخطر تحالفًا اقتصاديًا عالميًا مسؤولاً عن ما يقرب من 10 في المائة من إجمالي التجارة الخارجية للمملكة المتحدة.
وبالتالي فإن الوثائقي لا يقوض المملكة المتحدة فحسب بل يقوض أيضًا قوة شراكتها العسكرية والاقتصادية مع واشنطن - ونتيجة لذلك، يقوض الأمن القومي للولايات المتحدة.
وختم الكاتبان مقالهما بالقول: "من فضلك حقًا أعفينا نحن والأمن القومي الأمريكي من المزيد من خطاباتهم".
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg
جزيرة ام اند امز