2021 عام استثنائي.. تغير المناخ يقرع جرس الإنذار عالميا
لم يكن 2021، عاديا بالنسبة للجهود العالمية لمحاربة تغير المناخ وتعزيز الاستدامة، خاصة في وقت صدرت عشرات التقارير الدولية والأممية حول أهمية الحفاظ على تعهدات تحقيق الحياد الكربوني.
خلال العام الجاري، عادت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا، إلى اتفاقية باريس للمناخ، لتشحذ المعركة العالمية ضد تغير المناخ. في وقت تخطط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتخفيضات جذرية في الانبعاثات خلال العقود الثلاثة المقبلة.
ورحب علماء ودبلوماسيون أجانب بعودة واشنطن إلى الاتفاقية، والتي أصبحت رسمية بعد 30 يوما من إصدار بايدن أمرا تنفيذيا بشأن هذه الخطوة في أول يوم له في منصبه.
ومنذ أن وقع نحو 200 دولة على الاتفاقية المبرمة عام 2015 لمكافحة الآثار الكارثية لتغير المناخ، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي انسحبت منها.
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بخفض الانبعاثات العالمية لغاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030، مشيرا إلى أن "ما سنفعله على المدى القصير حتى عام 2030، سيؤثر على ما سيتم فعله على المدى الطويل".
قمة غلاسكو
واستضافت مدينة غلاسكو الأسكتلندية في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي قمة الأمم المتحدة للمناخ "COP26"، والتي خرجت بتعهدات إيجابية بالنسبة للدول التي تصدر أكبر كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون.
تأتي هذه التعهدات، بعد طلب الأمم المتحدة من دول العالم، المضي في أهداف طموحة لخفض الانبعاثات لعام 2030 تتماشى مع الوصول إلى صافي الصفر بحلول منتصف القرن.
وتعيش دول العالم الأكثر تصديرا للانبعاثات بقيادة الصين والولايات المتحدة، على وقع ضغوط من مؤسسات أممية وأخرى مرتبطة بالمجتمع المدني، بأهمية اتخاذ خطوات جريئة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وبحسب بيانات أممية صدرت خلال العام الجاري، تصدر كل من الصين والولايات المتحدة ما نسبته 40% من مجمل الانبعاثات، سنويا، بينما تصدّر الدول الـ 15 الكبرى 72% من مجمل الانبعاثات بينما النسبة المتبقية (28%) لباقي دول العالم.
كذلك، شهد العام الجاري رسالة حادة من الأمم المتحدة تطالب فيها الدول الكبرى الأكثر تصديرا للانبعاثات، بأهمية قيامها بالوفاء بوعودها بتعبئة ما لا يقل عن 100 مليار دولار في تمويل المناخ سنويا، وهو الأمر الذي لم يتم منذ اتفاق باريس للمناخ 2015.
وكانت منظمات بيئية والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد شكوا مسبقا من أن الكثير من الدول، لم تشدد خططها بشأن المناخ، بما يكفي، في العامين الماضيين، منذ آخر مؤتمر للأمم المتحدة في مدريد، وأجلت عملية التخلص السريع التدريجي الضروري من الفحم والنفط والغاز.
وكانت مواجهة أزمة المناخ، قضية رئيسية أيضا في روما نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي، في قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين، وهي القمة التي لم تخرج ببيان يوحد الآراء بوضع جدول زمني للوصول إلى الحياد الكربوني.
وإحدى أبرز التقارير الصادرة هذا العام بشأن تغير المناخ، تقرير صدر عن مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة أُعلن في قمة المناخ "COP26"، جاء فيه أن نحو مليار شخص سيواجهون ضغطا حراريا مميتا إذا وصل الاحترار إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ويتأثر اليوم حوالي 68 مليون شخص حول العالم بالإجهاد الحراري الشديد، وفقًا لأبحاث مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، والتي حددت 35 درجة مئوية بمقياس المصباح الرطب، كحد أقصى لتحمل الانسان للإجهاد الحراري.
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg جزيرة ام اند امز