منتصرون وخارج المنافسة في ٢٠٢٢
انتصارات وانكسارات سياسية شهدها العالم شرقا وغربا عام 2022 في معارك حزبية ورئاسية، خرج منها منتصرون وآخرون فاتهم قطار التنافس وأصبحوا بعيدا عن المشهد، ربما يترقبون جولة جديدة.
"العين الإخبارية" ترصد أبرز المنتصرين في معاركهم السياسية خلال العام المنصرم، وكذلك من خرجوا من المنافسة، ولعل جانباً منهم كانت معركتهم خاسرة قبل أن تبدأ وعلى رأسهم تنظيم الإخوان.
الديمقراطيون x الجمهوريون
احتفظ الديمقراطيون بالأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، في انتخابات التجديد النصفي التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني بعد حسمهم واحدة من الولايات الحماسية وهي ولاية نيفادا.
جاءت النتائج مناقضة لغالبية استطلاعات الرأي التي توقعت "توساناميا أحمر"، في إشارة للون المميز للحزب الجمهوري لكن الحزب الديمقراطي -الذي ينتمي إليه الرئيس جون بايدن- كان صاحب الأداء الأفضل في انتخابات التجديد النصفي.
وفي تعقيبه على النتائج قال بايدن إنه سعيد بشكل لا يصدق، وقد حان الوقت للجمهوريين ليقرروا من هم.
وسيحصل الديمقراطيون على 50 مقعداً في مجلس الشيوخ، بينما يشغل الجمهوريون حالياً 49 مقعداً.
أما المقعد المتبقي عن ولاية جورجيا فسوف ينتظر حسمه بجولة إعادة في الشهر المقبل، وفي حال تقسيم مجلس الشيوخ بالتساوي بين الحزبين، فإن نائب الرئيس كامالا هاريس لها صوت مرجح.
ولا يزال بإمكان الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب الأمريكي مع استمرار فرز الأصوات في عدد قليل من الدوائر.
وإذا فاز الجمهوريون بالأغلبية في مجلس النواب سيكون بمقدورهم تعطيل أجندة بايدن التشريعية ومشاريعه في العامين المتبقيين من ولايته.
سوناك x تراس وجونسون
في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2022 فاز ريشي سوناك، وزير المالية البريطاني الأسبق بزعامة حزب المحافظين ورئاسة وزراء بريطانيا، بعد 5 أيام من استقالة رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.
فوز سوناك جاء بعد 3 أشهر من الفوضى السياسية، بدأت باستقالة بوريس جونسون في يوليو/تموز إثر سلسلة من الفضائح ثم إجراء انتخابات داخل حزب المحافظين خسر فيها سوناك في آخر مرحلة أمام تراس، وانتهت باستقالة الأخيرة بعد نحو 45 يوما فقط في المنصب، وذلك بعدما أعلنت المنافسة بيني موردنت الانسحاب.
أصبح ريشي سوناك ثالث رئيس وزراء لبريطانيا في غضون سبعة أسابيع، حيث تسلمت ليز تراس رئاسة الوزراء رسميا من بوريس جونسون في 6 سبتمبر/أيلول وتركتها في 20 أكتوبر/تشرين الأول من العام المنقضي، فكانت أقل رؤساء وزراء بريطانيا بقاء في المنصب.
ويعد سوناك أول رئيس وزراء بريطاني هندوسي وأغنى ساكني داونينج ستريت على الإطلاق.
قيس سعيد x الإخوان
مسار إصلاحي أطلقه الرئيس التونسي منتصف عام 2021 وتحديدا في 25 يوليو/تموز تجسدت أبرز ملامحه في حل برلمان قالت رئيسة الحكومة نجلاء بودن عنه إن هذا البرلمان ذو الصبغة الإخوانية فاقم إحساس المواطنين بـ"انسداد الأفق واليأس"، ولا عجب حيث كان يسيطر عليه تنظيم الإخوان الذي سعى في عشرية سوداء لاختطاف تونس.
سعى تنظيم الإخوان في 2022 لتعطيل ذلك المسار لإضاعف الدولة والعودة للمشهد السياسي، بعد أن تحول البرلمان المنحل إلى ساحة للعنف المادي والنفسي لم يضف للتونسيين سوى مشاعر الإحباط واللاأمل.
مر عام على قرار حل البرلمان حتى نال الإخوان ضربة قاصمة جديدة منتصف عام 2022، حيث فعلها التونسيون واختاروا المسار الإصلاحي بإقرار مسودة الدستور بموافقة غالبية الشعب، حيث صوت 94.60% بـ"نعم" لصالح الدستور الجديد، وبهذه الأفضلية الواضحة يمر الدستور الجديد بسلاسة ليدخل حيز التنفيذ.
ثم جاءت الثالثة بقانون جديد لانتخاب أعضاء المجلس النيابي ومجلس الأقاليم جرت على أساسه الانتخابات النيابية، يستبعد المتورطون في جرائم العنف بما يضع الإخوان في زاوية خارج المشهد السياسي، وهو التنظيم الذي ينتهج العنف وتمتلئ ساحات القضاء التونسي باتهامات بالعنف والإرهاب يواجهها قادة التنظيم وأولهم زعيم التنظيم ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.
ماكرونx مارين لوبن
أعاد الفرنسيون انتخاب إيمانويل ماكرون في أبريل/نيسان 2022 رئيساً لولاية ثانية تمتدّ لخمس سنوات، بعدما تغلب على منافسته مارين لوبن، التي حققت أعلى نتيجة لمرشح يميني متطرّف في انتخابات رئاسية منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958.
حقق ماكرون انتصاراً واضحاً وحصد أكثر من 58% من الأصوات، في انتخابات اتّسمت بنسبة امتناع عن التصويت مرتفعة.
اختار الفرنسيون إعادة انتخاب رئيس وسطي ليبرالي وموال جداً لأوروبا بدلاً من مرشحة راديكالية تضع "الأولوية الوطنية" في صلب برنامجها وتنتقد الاتحاد الأوروبي بشدة.
لكن في المقابل، فإلى جانب لوبن التي خاضت جولة الإعادة الأخيرة أمام ماكرون، يوجد أيضا "إريك زمور" الذي انتزع نحو 2.5 مليون صوت بالإضافة إلى "نيكولا ديبون أنيون"، ليحصل الثلاثي على نسبة تصل إلى ثُلث المصوتين الفرنسيين، وهو إنجاز كبير لليمين المتطرف.
ميلونيx اليسار
في مفاجأة ثقيلة جاءت نتائج الانتخابات الإيطالية في سبتمبر/أيلول 2022 لصالح "اليمين المتطرف"، مع نجاح حزب "إخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) في الانتخابات لتتولى بذلك وللمرة الأولى في تاريخ البلاد امرأة هي جيورجيا ميلوني زعيمة الحزب رئاسة الحكومة الإيطالية.
فوز ميلوني جاء بعد شهرين من سقوط حكومة ماريو دراجي في 21 يوليو/تموز، والتي تعد الحكومة الثالثة منذ عام 2018، في بلد يعد ثالث اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.
في المقابل فشل الحزب الديمقراطي، الذي يمثل يسار الوسط بإيطاليا، في الانتخابات العامة وقال إنه سيكون أكبر قوة معارضة في البرلمان المقبل.
وتعرض الحزب الذي كان يحكم سابقا مع تحالفه اليساري للإطاحة خلال الانتخابات من قبل التحالف اليميني، الذي يُشكّله حزب فراتيلي ديتاليا مع كل من الرابطة اليمينية المتطرفة بقيادة ماتيو سالفيني وحزب فورزا إيطاليا المحافظ بقيادة سيلفيو برلسكوني.
دي سيلفا x بولسارنو
نهاية أكتوبر/تشرين الأول أعلن فوز الرئيس السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، مرشح اليسار، في الانتخابات الرئاسية في البرازيل، بعد أن تفوق على خصمه جايير بولسونارو، ممثل اليمين المتطرف.
وبعد سباق مثير بين المرشحين فاز لولا بفارق ضئيل في الانتخابات بعد حصوله على 50.9% من الأصوات وسيؤدي اليمين في الأول من يناير/كانون الثاني 2023.
وحسب مراقبين تمثل عودة لولا دا سيلفا، السياسي الأكثر شعبية في البرازيل، إلى حكم البلاد لحظة تاريخية.
وكان لولا قد وصل إلى سدة الحكم قبل عشرين عاما، وتعهد بإجراء تغييرات هائلة، بيد أن سقوطه السياسي اللاحق، بسبب فضائح فساد، أدت إلى حرمانه من الترشح في عام 2018، وقضى فترة في السجن، قبل إسقاط التهم المنسوبة إليه.
حسن شيخ محمود x فرماجو
في الصومال وفي مايو/أيار 2022 فاز حسن شيخ محمود بالرئاسة بعد تصويت للبرلمان أجري على 3 مراحل.
وتأهل للجولة الثالثة والأخيرة المرشحان الحاصلان على أكثر الأصوات، وهما الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، والرئيس السابق حسن شيخ محمود، ليحسم شيخ محمود السباق لصالحه.
ويواجه رئيس الصومال الجديد تحديات جسام في مقدمتها الإرهاب وتمرد المتطرفين والجماعات المسلحة من بينها "الشباب" المتطرفة الموالين لتنظيم القاعدة، الذين يخوضون تمردا في البلاد منذ 15 عاما، وجفاف تاريخياً بسبب التغيرات المناخية وأزمات الاقتصاد، وستكون هذه الانتخابات حاسمة أيضا للمستقبل الاقتصادي للصومال، حيث يعيش 71% من السكان بأقل من 1,90 دولار في اليوم.
وأسهمت عوامل متراكمة في تحديد نتيجة الانتخابات الصومالية، وكان ملف العلاقات الخارجية أحد أهم العوامل المؤثرة فيها، حيث شهدت السنتان الأخيرتان من مدة حكم الرئيس محمد عبدالله فرماجو سلبيات كثيرة في إدارة ملف العلاقات الخارجية.
نتنياهو x لابيد
عاد زعيم حزب الليكود اليميني في إسرائيل بنيامين نتنياهو لمقعد رئيس الوزراء بعد تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة الجديدة، عقب فوز حزبه بالانتخابات الإسرائيلية، وحصد معسكره 64 من مقاعد الكنيست الـ120.
رئيس الوزراء العائد على جناح اليمين الإسرائيلي بعد تسلمه خطاب التكليف بتشكيل الحكومة من الرئيس الإسرائيلي، رسم ملامح خطة حكومته بشأن السلام قائلا: “هناك اتفاق واسع على تحقيق المزيد من اتفاقيات السلام”.
في المقابل، توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن تعود حكومته سريعا لإدارة دفة الأمور في البلاد بعد خسارتها الانتخابات الأخيرة.
وقال لابيد في آخر اجتماع لحكومته: “أيها الزملاء من الوزراء، لقد تشرفت بأن أخدم معكم هذه الدولة ومواطنيها، وسنعود إلى هذه الغرفة وبشكل أسرع مما تعتقدونه”.