حصاد اليوم الأول لـG20.. نقاشات ساخنة حول حرب أوكرنيا دون حل
وصل قادة مجموعة العشرين إلى إندونيسيا، وسط قضايا وأزمات تبحث عن حلول عاجلة لإنقاذ اقتصاد العالم من المخاطر المحيطة به، أبرزها الركود والتغير المناخي والغذاء والطاقة.
تأتي القمة وسط مشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وسط التزامها وسعيها الدائم لتعزيز التعاون والعمل المشترك على المستوى الدولي، وحرصها على تشجيع الانتعاش الاقتصادي المتوازن والمستدام والشامل للاقتصاد العالمي، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
الرسالة كانت واضحة في كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حيث أكد التزام بلاده بدورها المسؤول في أسواق الطاقة وأجندتها الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة.
في المجمل، هيمنت حملة يقودها الغرب لإدانة الحرب الروسية في أوكرانيا على قمة مجموعة العشرين اليوم الثلاثاء في جزيرة بالي الإندونيسية، حيث تعاطى قادة الاقتصادات الكبرى مع مجموعة من القضايا من الجوع إلى التهديدات النووية.
حرب أوكرانيا
ودعت إندونيسيا الدولة المستضيفة للقمة إلى الوحدة والعمل الملموس لإصلاح الاقتصاد العالمي على الرغم من الانقسامات العميقة بشأن أوكرانيا.
وفقا لمسودة الإعلان المشترك، أدان معظم أعضاء مجموعة العشرين الحرب الروسية في أوكرانيا، ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة مجموعة العشرين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج، إلى تبني صيغة سلام من 10 نقاط.
على الجهة الأخرى، ندد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي ترأس الوفد الروسي إلى القمة في غياب الرئيس فلاديمير بوتين ، بـ"تسييس" الاجتماع.
أصدر زعماء العالم في قمة مجموعة العشرين مسودة، قالوا فيها إن "معظم" الأعضاء أدانوا بشدة الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي.
تحديات الأمن الغذائي
جاء ذلك في المسودة المكونة من 16 صفحة، كما أشارت الوثيقة إلى قلق أعضاء مجموعة العشرين من تحديات الأمن الغذائي العالمي التي تطرح أمام العالم بسبب التصعيد بين روسيا وأوكرانيا.
حيث إن أوكرانيا من بين أكبر 3 دول مصدرة للحبوب في العالم وغالبا ما يطلق عليها أيضًا "سلة خبز أوروبا"، وفقا لبيانات "wionews"، حيث أصبح من الصعب على أوكرانيا إنتاج الحبوب بسبب تعطل خطوط الإمداد.
من ناحية أخرى، تعد روسيا أيضا من بين المنتجين الرئيسيين للمواد الغذائية الأساسية، حيث توفر كل من أوكرانيا وروسيا معا 90% من إمدادات القمح في أرمينيا وأذربيجان وإريتريا وجورجيا ومنغوليا والصومال.
وجاء في المسودة أن "معظم الأعضاء أدانوا بشدة الحرب في أوكرانيا وشددوا على أنها تسبب معاناة إنسانية هائلة وتؤدي إلى تفاقم الهشاشة القائمة في الاقتصاد العالمي".
وأضافت مسودة الإعلان أن "الاعتراف بأن مجموعة العشرين ليست منتدى لحل القضايا الأمنية، فإننا نقر بأن القضايا الأمنية يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي". جاء ذلك في رد على بيان وزارة الخارجية الروسية يوم الأحد بأن مجموعة العشرين ليست المكان الذي يجب مناقشة القضايا الأمنية فيه، بل يجب إعطاء الأولوية للتحديات الاقتصادية العالمية.
قضايا الديون
مع تسليط الضوء على قضايا الديون، يركز مشروع الإعلان على أهمية مشاركة جميع الدائنين في عبء عادل، دون ذكر الصين. وتعرضت الصين لانتقادات من الغرب لتأخيرها جهود تخفيف العبء عن بعض الدول الناشئة.
يوم الثلاثاء، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة في القمة على اتخاذ بعض الإجراءات الملموسة ضد الحرب الروسية في بلاده بموجب خطة سلام اقترحها.
الأسلحة النووية
بينما، قالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جين بينج اتفقا على ضرورة خفض تصعيد الصراع في أوكرانيا وأكدا مجددا موقفهما بشأن منع استخدام الأسلحة النووية هناك.
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تتوقع من مجموعة العشرين إدانة الحرب الروسية في أوكرانيا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.
كوريا الشمالية
في ظل سيطرة أزمة شرق أوروبا، لم تغب القضايا الأخري، حيث دعا الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الصين إلى لعب دور أكبر في كبح استفزازات كوريا الشمالية النووية والصاروخية، حسبما قال مكتبه، بعد محادثات مع شي.
بعيدا عن أزمة كوريا الشمالية، تطل قضية أخرى، حيث ألمح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز وشي إلى أنهما سيسعيان إلى تحريك خلافات السنوات الماضية بعد الاجتماع الرسمي الأول بين زعيمي البلدين منذ 2016، وفقا لـ"nationalpost".
لقاءات ثنائية
وسط القضايا الشائكة والصراعات العلمية، جاء ت اللقاءت الثنائية بين الزعماء، لتساهم في توطيد العلاقات، حيث قالت الرئاسة التركية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبايدن ناقشا العلاقات الثنائية، بما في ذلك قضايا التجارة والأمن.
نفس الأمر تتكرر بين السعودية وبريطانيا، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنه يأمل أن يعمل البلدان معا للمساعدة في استقرار أسواق الطاقة، حسبما قال متحدث باسم سوناك.
أما رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل فقال إن أوروبا ستنخرط مع الصين لكنها بحاجة إلى "إعادة التوازن" في العلاقة لتجنب الاعتماد المفرط على البلاد في مجالات مثل التكنولوجيا المبتكرة.
بايدن وشي
وسط هذه الأحداث، كانت الأنظار تترقب اللقاء بين واشنطن وبكين، حيث قال بايدن إنه أجرى مع شي محادثات صريحة عشية قمة مجموعة العشرين بشأن مجموعة من القضايا بما في ذلك تايوان وكوريا الشمالية، وهذا أول اجتماع شخصي لهما منذ أن أصبح بايدن رئيسا.
ووصف شي تايوان بأنها "الخط الأحمر الأول" الذي يجب ألا يتم تجاوزه في العلاقات الأمريكية الصينية، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية. وقال بايدن إن سياسة الولايات المتحدة بشأن تايوان لم تتغير.
وقال بايدن إنه أبلغ شي بأن بكين ملزمة بمحاولة إقناع كوريا الشمالية بعدم استئناف التجارب النووية، بينما قال البيت الأبيض إن الزعيمين اتفقا على السماح لكبار المسؤولين باستئناف الاتصالات بشأن المناخ وتخفيف الديون وقضايا أخرى.
مجموعة العشرين هي منتدى تعاون متعدد الأطراف يضم 19 دولة رئيسية والاتحاد الأوروبي، ويمثل أكثر من 60% من سكان العالم، و75% من التجارة العالمية ، و80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
يتألف أعضاء المجموعة من جنوب أفريقيا، والولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، والهند، وإندونيسيا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، واليابان، وألمانيا، وكندا، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، وروسيا، وفرنسا، والصين، وتركيا، و الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إسبانيا الضيف الدائم للمجموعة.