آيسنار أبوظبي 2022.. حصاد وافر يعزز الأمان بالإمارات والعالم
اتفاقيات ومباحثات وابتكارات أمنية ومشاركة قياسية شهدتها الدورة السابعة للمعرض الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر "آيسنار أبوظبي 2022".
حصاد وافر للمعرض الذي أقيم خلال الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تحت رعاية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، والتي نظمته مجموعة أدنيك بالتعاون مع وزارة الداخلية وبالشراكة الاستراتيجية مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، جعل نسخة هذا العام "استثنائية".
حصاد عزز مكانة المعرض كمنصة فريدة لاستعراض أحدث الابتكارات والحلول الأمنية والتواصل والتعاون بين مختلف الهيئات الحكومية في المنطقة والشركات المزوّدة لحلول الأمن من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يرسخ ريادة أبوظبي ودورها المحوري في رسم مستقبل العمل الشرطي وتعزيز الأمن والأمان في الإمارات والمنطقة والعالم.
وعلى مدار 3 أيام استعرضت 173 شركة حكومية وخاصة من جميع أنحاء العالم ابتكاراتها وتقنياتها ومنتجاتها في أربعة قطاعات، هي: الأمن الوطني، والأمن السيبراني، والشرطة وحفظ النظام، وحماية المنشآت الحيوية.
كما أقيم على هامش المعرض 23 جلسة حوارية رفيعة المستوى شارك فيها 30 متحدثاً بارزاً من الخبراء وقادة الفكر من مختلف أنحاء العالم، تتناول موضوعات هامة مثل مستقبل مجالات الشرطة والأمن السيبراني الوطني، والذكاء الاصطناعي وحماية البنية التحتية الحيوية.
وعلى هامش المعرض، أجرى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي مباحثات مع عدد من الوزراء والمسؤولين العرب والأجانب لتعزيز التعاون الأمني بين دولة الإمارات ودولهم.
مشاركة قياسية
بلغة الأرقام، سجلت هذه النسخة مشاركة قياسية من حيث المشاركين والزائرين، الأمر الذي يبرز أهمية المعرض من جانب، ويجسد ثقة العالم بدولة الإمارات ودورها في تعزيز الأمن والأمان بما تنظمه من فعاليات ومعارض.
واستقطبت دورة هذا العام أكثر من 19493 زائرا، وبزيادة قدرها 15% عن الدورة السابقة عام 2018.
فيما زادت المساحة المخصصة للعروض بنسبة 15% مقارنة مع الدورة السابقة، أما عدد الشركات العارضة فقد استقطب المعرض شركات من 33 دولة حول العالم بزيادة 121% عن الدورة السابقة، وكانت نسبة الشركات التي تشارك لأول مرة في المعرض 8%، بينما استحوذت الشركات الوطنية على 34% من إجمالي العارضين.
أيضا شارك في نسخة هذا عام 120 وفداً رسمياً من جميع أنحاء العالم، في زيادة بنسبة 20% بالمقارنة مع الدورة السابقة، بما فيها وفود من المملكة العربية السعودية والبحرين وسنغافورة ومصر واليونان والعراق وإيطاليا وإثيوبيا، بالإضافة إلى وفد من منظمة الإنتربول.
كما تم تنظيم 23 جلسة حوارية وذلك بمشاركة مجموعة من الخبراء وقادة الفكر من مختلف أنحاء العالم تم خلالها تقديم أفكار ورؤى جديدة تسهم في رسم مستقبل العمل الشرطي في العالم.
اتفاقيات ومذكرات
أيضا شهد المعرض توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون الأمني بين الجهات المشاركة.
وتم خلال المعرض توقيع مذكرتي تفاهم بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية الكونغو الديمقراطية في المجالات الأمنية والشرطية.
كما حصلت شركة سيجنال التابعة لـ"إيدج"، الشركة الإقليمية الرائدة في تطوير الحلول السيبرانية المرنة والتكيفية والموثوقة للحرب الإلكترونية، على ثلاثة عقود مهمة لتقديم منتجاتها المصنوعة في دولة الإمارات محليا ودوليا.
وبموجب أول اتفاقيتين دوليتين ستقوم شركة سيجنال بتصدير عدد من أنظمتها المتعلقة بتشويش الاتصالات بالترددات الراديوية "في-بروتيكت"، وحلول الأمن الوطني "وايفايندر".
ويتم استخدام "في-بروتيكت" بشكل أساسي في حماية القوافل لحماية الشخصيات المهمة والحرس الرئاسي والدبلوماسيين والموظفين العسكريين والمدنيين في مناطق النزاع، أما "وايفايندر" فهو حلّ متكامل يتمتع بمجموعة واسعة من الميزات التي يمكن استخدامها من قبل موظفي إنفاذ القانون والأمن، مما يجعله أداة مهمة في مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة الخطيرة.
وتمثل هذه العقود أول اتفاقيات تصدير دولية لشركة سيجنال خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وسيتم إنجازها في النصف الثاني من عام 2022.
وتماشياً مع رؤية قيادة دولة الإمارات تعمل إيدج على تطوير قاعدة صناعية دفاعية، وإنشاء قيمة محلية مضافة، وتطوير القدرات السيادية، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كلاعب عالمي مهمّ في صناعة التكنولوجيا المتقدمة.
وسعيًا لتعزيز السلامة العامة ستشهد الاتفاقية الثالثة حصول وكالة محلية للأمن الوطني على حلّ "أكتيفسيل" من سيجنال، وهو نظام تحليل الإشارات الخلوية الذي يوفر قدرات الوعي بالموقف، وستقوم سيجنال بتصنيع وتوريد الأنظمة، حيث من المتوقع بموجب العقد الجديد تسليم هذه الأنظمة بحلول الربع السنوي الرابع من عام 2022.
وإضافة للعقود الثلاثة، وقعت وزارة الداخلية الإماراتية مذكرتي تفاهم مع مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.
وتهدف المذكرة الأولى إلى تعزيز التعاون والجهود بين الجانبين في مجالات حماية حقوق الطفل، وفئات المجتمع كافة لتعزيز حقوقهم واستدامة الحياة الكريمة لهم، فيما تهدف المذكرة الثانية إلى خلق فرص لمنتسبي وزارة الداخلية لاستكمال الدراسات العليا في برامج الدبلوم والماجستير المتخصصة في مجالات الإدارة الحكومية.
أيضا وقعت مدرسة "42 أبوظبي" مدرسة البرمجة المبتكرة في أبوظبي اتفاقية تعاون مع شركة "بيكن رد"، الشركة الرائدة في تطوير الحلول الدفاعية المتقدمة، وتهدف إلى إثراء التجارب التعليمية لطلاب المدرسة.
مباحثات أمنية
وعلى هامش المعرض، أجرى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، مباحثات مع عدد من الوزراء والمسؤولين العرب والأجانب لتعزيز التعاون الأمني بين دولة الإمارات ودولهم.
والتقى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان مع محمد أحمد ولد محمد الأمين وزير الداخلية واللامركزية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وجرت مباحثات حول العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين في المجالات الشرطية وسبل الارتقاء بها.
كما التقى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان دانيال أسيلو أوكيتو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والأمن واللامركزية بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين دولة الإمارات وجمهورية الكونغو في المجالات الأمنية والشرطية.
أيضا التقى مازن الفراية وزير الداخلية الأردني، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
كذلك التقى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان مع مولاي إدريس الجوهري الوالي المدير العام للشؤون الداخلية بالمملكة المغربية، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وكان الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قد زار المعرض الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر "آيسنار أبوظبي 2022" على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، واطلع على الابتكارات والمشاريع التي تقدمها المؤسسات والشركات المحلية والعالمية المشاركة، والتي تتناول أحدث الاتجاهات في الذكاء الاصطناعي والأمن الوطني وتقدم حلولاً للتحديات الحالية والمستقبلية والمستندة إلى العلوم المتقدمة وتكنولوجيا المستقبل.
ابتكارات أمنية
أيضا عرض المشاركون في المعرض أحدث الابتكارات الأمنية والأنظمة والتقنيات المتطورة المستخدمة في المجالات الأمنية والشرطية والجنائية.
وكان لافتا معروضات الأجهزة الشرطية في دولة الإمارات، التي تعزز ريادة الإمارات وصدارة مدنها في قائمة المدن الأكثر أمانا حول العالم.
وعرضت القيادة العامة لشرطة دبي خلال مشاركتها في المعرض دورية غياث الذكية، واحدة من أكثر السيارات الأمنية تطوراً في العالم، وهي أولى سيارات الشركة التي يتم إنتاجها بالكامل في دولة الإمارات، وتمتلك مزايا وقدرات تلبي المتطلبات الأمنية في شرطة دبي، وتتيح الحفاظ على المكانة الريادية لأفضل معايير الدوريات الأمنية العالمية.
أيضا شاركت شرطة دبي بالدورية الأمنية الفارهة الكهربائية "هونتشيE-HS9 "، والتي يقدم رجال الشرطة من خلالها مختلف الخدمات إلى أفراد الجمهور والسياح من استشارات ومعلومات، والتعريف بالدور المجتمعي لشرطة دبي، كما تساهم في تعزيز الوجود الأمني لرجال الشرطة في الأماكن السياحية المهمة، مثل برج خليفة و"بوليفار الشيخ محمد بن راشد" و"جي بي آر"، وغيرها من المناطق.
وتستخدم سيارات "هونتشي E-HS9" الفارهة الكهرباء بنسبة 100%، وتقطع خلال الشحنة الكاملة مسافة 440 كيلومترا، وتندرج سيارة "هونتشي E-HS9" تحت فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات، وتعمل بنظام دفع رباعي ذكي ومُتطور، وتحتوي المصابيح الأمامية والخلفية على تقنية LED، إضافة إلى نظام إنارة ذي إضاءة عالية، ومصابيح نهارية.
كذلك استعرضت شرطة أبوظبي أحدث الأنظمة والتطبيقات الذكية والمعدات والتقنيات المتطورة المستخدمة في المجال الشرطي والأمني بجناحها في المعرض.
واطلع الزوار خلال فترة المعرض على الأنظمة المتطورة لأكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية، من ضمنها جهاز الإنعاش القلبي، وغيرها من المشاريع والتطبيقات الافتراضية المبتكرة بالمركز، ومنها مشروع متحف المربعة، وجهاز التجديف الثابت، ولعبة مغامرات السلامة، ونظام محاكاة القيادة الآمنة وميدان الرماية الافتراضي وأنظمة التدريب عن بعد.
وشاركت إدارة الأسلحة والمتفجرات بأحدث تقنياتها، وعرضت إدارة مسرح الجريمة جهاز المسح الثلاثي الأبعاد الذي يسهم بتوثيق مسرح الجريمة بشكل ثلاثي الأبعاد، يسمح لجميع الجهات ذات العلاقة من جهات تحقيق والجهات القضائية بزيارة مسرح الجريمة.
وعرضت إدارة الأدلة الجنائية نظام تحقيق الحرائق بتقنية الواقع الافتراضي بالتعاون مع أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية، باستخدام نظارات الواقع الافتراضي الـVR، ويتميز بإمكانياته في تجهيز سيناريوهات مختلفة في تصوير الأدلة وجمعها وتتبع الإجراءات الأساسية ويعد خطوة تحسينية للمدرب والمتدرب ويعزز من وصول المعلومة حول الإجراءات المطلوب تطبيقها فعليا.
كما عرضت شرطة الشارقة في منصتها أحدث الابتكارات المرورية المتمثلة في أجهزة ضبط الضجيج وراصد والدورية الذكية ورادار الحافلات ورادار الشاحنات ورادار الدوران الخاطئ، إلى جانب ابتكار جهاز فحص صلاحية الطلقات النارية من قسم المختبر الجنائي بشرطة الشارقة وابتكار المركز الإعلامي المتنقل من إدارة الإعلام والعلاقات العامة، إضافة إلى الدراجة الأمنية الذكية المزودة بأحدث الكاميرات وأنظمة مراقبة العمليات، حيث تستخدم في الأماكن التي يصعب فيها وصول دوريات الشرطة وابتكار معدات القال الليلي النوعي المستخدم في العمليات الخاصة بالرماية الليلية.
بدورها أتاحت منصة مجمع توازن الصناعي لزوارها خلال فترة المعرض الاطلاع على الإمكانيات المتقدمة التي يتمتع بها مركز أبوظبي لفحص وتأهيل الأسلحة والذخائر في مجالات اختبار فعالية وسلامة الأسلحة النارية والذخائر والسترات الواقية من الرصاص والسيارات المدرعة.
ويستخدم مركز أبوظبي لفحص الأسلحة والذخائر -والتابع لمركز الفحص والتأهيل بمجمع توازن الصناعي- طيفا واسعا من الخدمات والتقنيات المتطورة في مجال فحص واعتماد الأسلحة، والتي تشمل الأسلحة الفردية العادية والأوتوماتيكية، ويعتبر من ضمن أفضل مراكز الفحص والاعتماد في العالم.
كما يقوم المركز بفحص الحماية الباليستية، وفقا لأعلى المعايير العالمية، لتحديد مدى فعالية حلول الحماية الباليستية من حيث مقاومتها للاختراق من الرصاص والشظايا.
ويتمتع المركز بإمكانيات تتيح له فحص واعتماد الدروع الواقية المضادة للرصاص وفقاً للدرجات الثانية والثالثة والرابعة للمعيار إن آي جي NIJ 0101.04، وذلك لتلبية احتياجات ومتطلبات الأجهزة الأمنية المختلفة، وقد توسعت إمكانيات المركز مؤخراً بإضافة خدمات الفحص وفقاً للمستوى الرابع من معايير الناتو NATO STANAG 4569 وAEP-55 للسيارات المصفحة.
وحجزت 5 مدن إماراتية هي (الفجيرة وأبوظبي وعجمان والشارقة ودبي) موقعها ضمن قائمة المدن العشرة الأكثر أمانا على مستوى العالم الصادرة عن موقع "نومبيو" الدولي، المتخصص بتقديم إحصاءات دورية حول العديد من المرجعيات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية حول العالم، التي نشرها أغسطس/آب الماضي.
ويأتي استضافة أبوظبي لهذا الحدث الدولي الهام بما يتضمنه من فعاليات، ترسخ مكانتها العالمية كوجهة مثالية للعيش في أمن وأمان وطمأنينة واستقرار.