العراق 2021.. داعش يتربص وقياداته تتساقط تباعا
لم تمر سوى أيام على كلمة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التي استهل فيها بداية 2021، وتوعد خلالها بتحقيق الإنجازات وتجاوز التحديات واستهداف قيادات داعش وعناصره.
ورغم سقوط دولة داعش المزعومة باسترجاع آخر معاقله في الموصل عام 2017، إلا أن التنظيم عاود نشاطه الإرهابي مجدداً باستهداف المدن والقطعات الأمنية.
ففي الـ28 من يناير/كانون الثاني، من 2021، نفذت القوات العراقية وبمساندة التحالف الدولي، عملية كبدت تنظيم داعش خسائر فادحة عند منطقة وعرة بمحافظة كركوك يسمى "وادي الشاي".
وجاءت العملية بعد أيام على تفجير انتحاري مزدوج استهدف منطقة حيوية مكتظة بالمارة وسط العاصمة بغداد، راح ضحيتها أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح.
وكشف المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، عن تفاصيل العملية الأمنية في كركوك، والتي أطاحت بقيادات بارزة من تنظيم داعش.
واستهدف الهجوم منطقة وعرة، يتخذها داعش مقراً لما يسمى "ولاية العراق"، تضم قيادات من الصف الأول للتنظيم تحوط بهم عناصر من الانغماسيين.
وأجبرت الضربات الهجومية بعض الانتحاريين من داعش على تفجير أنفسهم، فيما لقي البقية حتفهم بمواجهات مع عناصر القوات الأمنية.
انتهت العملية وكشف النقاب عن القتلى الذين كان بينهم ما يسمى "والي العراق"، أبوياسر العيساوي وعدد من مساعديه الكبار بينهم أبوصادق (والي كردستان).
ورغم أن العمليات العسكرية التي تطلقها السلطات الأمنية بين الحين والأخر غالباً ما تسفر عن مقتل واعتقال العديد من عناصر التنظيم إلا أن عملية "وادي الشاي"، عدت ضربة قاصمة أحالت بقايا داعش إلى التراجع والانكفاء.
في الـ11 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبينما كان العراق يغلق تواً صناديق الاقتراع التشريعية المبكرة، أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عن "صيد ثمين"، يبلسم جراحات الضحايا.
وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه في موقع تويتر: "في الوقت الذي كانت عيون أبطالنا في القوات الأمنية يقظة لحماية الانتخابات، كانت ذراعهم الأصيلة في جهاز المخابرات تنفذ واحدة من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود، للقبض على المدعو سامي جاسم، مشرف المال لداعش".
ويعرف جاسم باسم حجي حميد الجبوري، وهو قيادي بارز في تنظيم داعش، وعضو قديم في تنظيم القاعدة في العراق، وكان له دور فعال في إدارة الشؤون المالية لعمليات داعش الإرهابية، حسب موقع مكافآت من أجل العدالة الأمريكي.
وبعد نحو أسبوع، أفصح العراق عن عملية أخرى مماثلة أطاح من خلالها بأحد قيادات تنظيم داعش ارتبط اسمه بواحدة من أعظم التفجيرات فداحة ودموية في العاصمة بغداد.
فقد أعلنت السلطات الأمنية في الـ19 من أكتوبر، اعتقال غزوان الزوبعي الملقب بـ"أبي عبيدة بغداد" العقل المدبر للتفجيرات التي استهدفت منطقة تجارية مكتظة في حي الكرادة وسط بغداد عام 2016، وتسبب في سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح وعدة تفجيرات أخرى.
وأشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في تغريدة، إلى أن عملية الإطاحة بالزوبعي جاءت بعد "ملاحقة مخابراتية معقّدة خارج العراق"، مؤكداً أنه "الجاني الأساسي وراء فظائع الكرادة وغيرها الكثير".
والزوبعي البالغ من العمر 29 عامًا، كان من مقاتلي تنظيم القاعدة التكفيري عندما اعتقله الأمريكيون في العراق وأودع في معتقل "كروبر"، قرب مطار بغداد الدولي حتى عام 2008، ثم هرب من سجن أبو غريب في عام 2013. وانضم إلى تنظيم داعش الإرهابي بعد ذلك.
وقبل أن يسدل الستار على عام 2021 في السادس من ديسمبر/كانون الأول انتزع العراق السيطرة على قرية في شمال البلاد من قبضة داعش بعد ساعات من سقوطها المثير للقلق.
وقالت مصادر أمنية إن قوات عراقية ومقاتلي البيشمركة الكردية استعادوا السيطرة على قرية في شمال العراق بعد أن سيطر عليها تنظيم داعش.
وأكدت المصادر أن قوات خاصة في وزارة الداخلية العراقية ومقاتلي البيشمركة الكردية تمكنوا من السيطرة على قرية لهيبان، رغم أن المسلحين قاموا بتفخيخ بعض المنازل بعبوات ناسفة.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg
جزيرة ام اند امز