مع بداية الأزمة بين دول الخليج ومصر مع قطر، وأنا هنا أتحدث عن سنوات مضت بدأت فصولها مع ما يسمى بالربيع العربي الذي عصف بدول عالمنا العربي واستهدف محيطنا الخليجي الذي كانت أيادي العبث والغدر والتآمر هي من تحركه
مع بداية الأزمة بين دول الخليج ومصر مع قطر، وأنا هنا أتحدث عن سنوات مضت بدأت فصولها مع ما يسمى بالربيع العربي الذي عصف بدول عالمنا العربي واستهدف محيطنا الخليجي الذي كانت أيادي العبث والغدر والتآمر هي من تحركه، وكان موقف دول الخليج موقفا واضحا وصريحا ومتزنا فقد كان الوضوح يكتسي مواقفها الثابتة لرفض العبث بأمن واستقرار الدول واستغلال الشعوب في تنفيذ أجندات تحت مسمى الحرية والديموقراطية الزائفة، كما أن الصراحة كانت واضحة، حيث إن تحركات الدول الخليجية خلال تلك المرحلة كانت تتوافق وتتطابق مع التصريحات الرسمية وغير الرسمية لها، علاوة على أن الاتزان في المواقف كان جليًّا في التعاطي مع المواقف الحساسة التي مرت بها الدول التي نالت منها أيادي العبث، من خلال سعي دول الخليج لإعادة الأمن والاستقرار لتلك الدول بأقصى جهد مستطاع في ظل تعدد الحرائق المشتعلة في المنطقة آنذاك.
مواقف دول الخليج الداعية للعقلانية وكفّ الأذى كانت كفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها، إلا أن الوعود القطرية المتكررة ونكث التعهدات التي قطعها النظام القطري بداية مع حمد ومن بعده تميم هي ما أسهم في تأزيم الموقف
المتابع للوضع العربي والخليجي سيستنتج بالطبع أنني أقصد دول الخليج فيما عدا قطر، فقد آثرت قطر أن تمثل دور أيادي الغدر والتآمر على شعوب ودول المنطقة، وهو أمر كان واضحا من خلال ممارساتها ومواقفها السياسية، كما أن القرضاوي وفي لقاء على قناة الجزيرة ذراع قطر الإعلامية قال وبصريح العبارة إنه وبمتابعة ودعم أمير قطر السابق حمد كانا معا خلف الثورات في خمس دول عربية حيث أورد ما قاله من باب التفاخر بالفعل على الرغم من أن ذاك الفعل فعل "يسوّد الوجه" فالدول التي ذكرها القرضاوي والتي عبثت قطر بأمنها واستقرارها ومقدراتها دول عربية شقيقة، فمنذ متى يفخر الأخ بعبثه بمنزل أخيه ومنذ متى يتفاخر الصديق في إضراره بصديقه، كما أن وزير خارجية قطر ذكر في مؤتمر صحفي مباشر أن قطر تدعم الإرهاب لكنها ليست في مراكز متقدمة في ذلك بل في ذيل القائمة!
على الجانب الآخر من الضفة تجلّى اتزان مواقف دول الخليج أيضا في المحاولات الحثيثة والمضنية لإعادة قطر لرشدها ولطريق الصواب والكف عن العبث الذي تمارسه واحترام حقوق الجيرة والمواثيق الموقعة بين الدول خليجيا متمثلة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وعربيا في الالتزام بمواثيق جامعة الدول العربية، ودوليا بالالتزام بالقانون الدولي والمواثيق الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول.
مواقف دول الخليج الداعية للعقلانية وكف الأذى كانت كفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها، إلا أن الوعود القطرية المتكررة ونكث التعهدات التي قطعها النظام القطري بداية مع حمد ومن بعده تميم هو ما أسهم في تأزيم الموقف، فالكذب وتكرار التعهدات أسهم في كسب قطر بعضا من الوقت ومنحها الفرصة في الاستمرار بمحاولاتها العبث مرارا وتكرارا، في إصرار على استكمال المشرع التخريبي في المنطقة، كما أنها أسهمت في كسب تميم العبارة الشهيرة "أنت كذّاب مثل أبوك" والتي جاءت على لسان الملك عبدالله "طيب الله ثراه" بعد كشفه لمراوغات تميم وعدم التزامه بالتعهدات السابقة.
مع استنفاد صبر دول الخليج ومصر تجاه ممارسات قطر كانت المقاطعة التي لم تتوقعها قطر فهوت على إثرها بورصة قطر ورفضت بنوك أوروبية ومحلات صرافة التعامل بالريال القطري أو صرفه، كما ارتفعت قيمة تكاليف الشحن إلى قطر لنحو عشرة أضعاف ما كانت عليه كل ذلك بمقاطعة فقط، وفي ظل كل تلك المعطيات سعت قطر لتسخير ذراعها الإعلامية الجزيرة وإعلامها الداخلي لترويج فبركات إعلامية كاذبة وذلك لتخفيف الضغط الداخلي الشعبي الذي بدا متململا ومستاء من موقف حكومته التي فضلت القطيعة ودعم الإرهابيين وإيواؤهم على العودة للصف الخليجي، إلا أن صدور النفي المتكرر من الجهات المنسوبة لها التصريحات المغلوطة كشف كذب آلة الإعلام القطرية مما أوقع النظام الحاكم في قطر تحت ضغط داخلي أكثر إحراجا من ذي قبل، رغم الإيجابيات الواهية التي حاول النظام القطري ترسيخها في نطاق ضيق تمثل في فواكه إيرانية فاسدة أو لبن تركي باهظ الثمن متناسيا البُعد الاستراتيجي والأمني للمجتمع القطري.
بالأمس تم تداول نسخ من اتفاق الرياض والاتفاق المكمل له والموقع عيهما تميم وهو ذات الاتفاق الذي أنكره مرارا وتكرارا وزير خارجية قطر المرتبك، كما أنه احتوى مطالب الدول المقاطعة التي تدّعي قطر أنها شروط تمس سيادتها إذا فلماذا وقع عليها تميم!
وفق كل تلك المعطيات هل تطرق الثورة أبواب عرّابتها قطر؟ ففي كتاب لمجموعة من المفكرين والمثقفين القطريين بعنوان "الشعب يريد الإصلاح في قطر أيضا" والممنوع من البيع في قطر، تتجلى تلك التساؤلات المطروحة على الواقع القطري الذي يعيشه شعب قطر في ظل الأزمة الحالية، حيث يرى الكتاب بأن الإصلاح في قطر ضرورة يتطلبها توجيه المال العام لغير الخير العام -تمويل الإرهاب- كما يضيف الكتّاب أن الإصلاح في قطر ضرورة يوجبها أولا فساد السياسة والمتمثل في استعداء الشقيق والصديق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة