بعد ضربات بيروت.. الحوثيون في خانة «الخيارات المحدودة»
ضربات متلاحقة تلقاها "حزب الله" اللبناني من إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، بلغت ذروتها بمقتل أمينه العام حسن نصر الله.
الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله فتحت باب التساؤلات في الأوساط اليمنية حول تداعياتها على مليشيات الحوثي الإرهابية جراء الدور الهام الذي يلعبه الحزب بالنسبة للمليشيات الانقلابية في اليمن.
وخلال شهر سبتمبر/أيلول المنصرم، تعرض حزب الله، لضربات إسرائيلية متتالية بدأت بتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية مروراً بضربات طالت قيادات الصف الأول للحزب وصولاً إلى مقتل أمينه العام، حسن نصر الله في غارة جوية استهدفته بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي.
وقبل يوم واحد من اغتيال نصر الله، نفذت إسرائيل عملية اغتيال في الضاحية الجنوبية، استهدفت قائد الوحدة الجوية في حزب الله محمد حسين سرور، بعد 3 أيام فقط من وصوله إلى لبنان قادماً من مناطق سيطرة جماعة الحوثي في اليمن، في حادثة تعيد التذكير بالدور الذي لعبة حزب الله في مسيرة الحوثيين.
وكان سرور والمُكنى بـ "أبو صالح" ظهر في العام الأول من الحرب في اليمن، في تسجيل مصور مسرب وهو يدرب عناصر من مليشيات الحوثي في اليمن على إطلاق الصواريخ والطائرات المُسيرة الإيرانية، وهو ما مثل أبرز دليل على تورط حزب الله في إسناد الحوثيين عبر نقل خبرات القتال والتعامل مع الأسلحة الإيرانية.
وبحسب الخبراء، فقد أوكلت طهران إلى حزب الله مهمة الإشراف على تسليح وتدريب الحوثي في اليمن خلال العقدين الماضين، ومنحه ذلك دوراً وتأثيراً كبيراً داخل هيكل المليشيات، ما يطرح تساؤلاً حول تداعيات ما تعرض له الحزب مؤخراً على مستقبل الحوثيين في اليمن.
وتخوض مليشيات الحوثي في اليمن تصعيداً مفتوحاً على أكثر من جبهة، حيث تشن منذ نحو 10 أشهر هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، وسط محاولات أمريكية للتصدي لها عبر تنفيذ ضربات داخل مناطق سيطرة الجماعة تستهدف أسلحتها ومنصات إطلاقها.
كما تشن مليشيات الحوثي هجمات من حين إلى آخر لاستهداف مواقع داخل إسرائيل تحت لافتة "دعم الحرب في غزة"، أسفرت إحداها عن مقتل شخص في تل أبيب في 19 من يوليو/تموز الماضي، وهو الهجوم الذي ردت عليه إسرائيل بقصف خزانات وقود في ميناء الحديدة، وكررت الأمر يوم الأحد الماضي، رداً على هجوم صاروخي للمليشيات الحوثية حاولت فيه استهداف مطار بن غوريون.
هذا التصعيد المستمر للمليشيات الحوثية تسبب في تعطيل مسار السلام في اليمن، بعد أن جرى التوصل إلى حزمة من الالتزامات جرى تسميتها بخارطة الطريق أواخر العام الماضي، بعد مفاوضات سرية جرت بين الجماعة والرياض بوساطة عُمانية.
الهروب للسلام
وكان لافتاً عودة حديث جماعة الحوثي عن مسار السلام، ومطالبتها باستئناف مسار السلام والبدء بتنفيذ خارطة الطريق، بالتزامن مع الضربات الإسرائيلية التي تلقاها حزب الله في لبنان، كما يرى عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري في اليمن مجيب المقطري، في حديثه لـ "العين الإخبارية" حول تداعيات المشهد في لبنان على اليمن.
وقال المقطري إن عودة مليشيات الحوثي للحديث عن مسار السلام ودعوتها إلى البدء بتنفيذ خارطة الطريق ، يكشف مخاوفها من أن تكون إيران قد تخلت عن أذرعها في المنطقة، ولن تقدم على الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل ومن خلفها أمريكا من أجلهم.
وأضاف المقطري "أتوقع أن تعيد مليشيات الحوثي التفكير في حساباتها وتلجأ إلى استجداء السعودية وإن كان تحت لافتة التهديد للعودة إلى مسار السلام لتحمي نفسها من انتقام غربي على يد الجيش الإسرائيلي ثمناً للبلطجة التي مارستها ضد الملاحة الدولية خلال الأشهر الماضية ومحاولاتها قصف العمق الإسرائيلي بصواريخ إيرانية.
الحرب كمشروع
وعلى العكس من ذلك، قال المحلل السياسي خالد بقلان، إن مليشيات الحوثي ستعمل على التصعيد بشكل أكبر، مشيراً إلى أن زعيم الجماعة بات يرى بأنه أصبح الآن قائد محور إيران بالمنطقة عقب اغتيال نصر الله، لافتاً إلى أن قيادات من الصف الثاني بالجماعة بدأت بالحديث حول ذلك.
وأضاف بقلان لـ"العين الإخبارية" أن "عقلية الحوثي تختلف كثيراً عن باقي أذرع إيران في المنطقة"، ووصفها بأنها "مليشيات غير مستوعبة للواقع وخُلقت من أجل الحرب ولا تفقه شيئا في السلام".
وتوقع أن تصعد مليشيات الحوثي من هجماتها في البحر وكذلك نحو إسرائيل، لإثبات زعامتها لما يسمى "المحور الإيراني".
وقال إن "عمر الحرب في اليمن الذي يقترب من العقد الأول، أظهر أن مليشيات الحوثي لا تعبأ بأي تداعيات قد تطال الشعب اليمني جراء مشروعها التدميري، بل على العكس من ذلك، تعمل على تحويل الأزمة الإنسانية في اليمن إلى ورقة ابتزاز للإقليم والعالم".
aXA6IDM0LjIzOS4xNTAuMTY3IA== جزيرة ام اند امز