تحقيق إعلامي.. وحدة استخبارات روسية وراء «متلازمة هافانا»
توصل تحقيق إعلامي حول "متلازمة هافانا"، إلى أدلة تشير إلى مسؤولية وحدة اغتيالات روسية عن الحالة التي أصابت دبلوماسيين أمريكيين.
وأشارت النتائج التي توصل إليها التحقيق الذي أجرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية وموقع "ذا إنسايدر" الأمريكي على مدى خمس سنوات إلى أن الوحدة 29155 التابعة لمديرية الاستخبارات الخارجية الروسية هي المسؤولة عن متلازمة هافانا، وهي حالة صحية غامضة أصابت دبلوماسيين ومسؤولين حكوميين أمريكيين، في أول دليل يربط دولة خارجية بهذه الحالات.
وتشمل أعراض "متلازمة هافانا"، التي يشير إليها المسؤولون الأمريكيون باسم "الحوادث الصحية الشاذة"، "الطنين"، و"طحن المعدن" و"الصرير الثاقب للأذن".
فقد وصفت إحدى النساء طنينا منخفضا وضغطا شديدا في جمجمتها، وشعر آخر بالألم جراء الصوت، وأولئك الذين لم يسمعوا صوتا شعروا بالحرارة أو الضغط، وأما الذين سمعوا الصوت فلم تحدث تغطية آذانهم أي فرق، وعانى بعض الأشخاص الذين أصابتهم هذه المتلازمة من الدوخة والإرهاق لأشهر.
وظهرت متلازمة هافانا لأول مرة في كوبا عام 2016. وكانت الحالات الأولى قد ظهرت عند ضباط بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية مما يعني أن الأمر ظل طي الكتمان، لكن في النهاية انتشر الخبر كما انتشر القلق. وأبلغ 26 شخصا وأفراد أسرهم عن مجموعة متنوعة من الأعراض. وكانت هناك همسات بأن بعض الزملاء الذين يعتقد أنهم يعانون منها هم في الواقع مجانين وأن الأمر "أوهام ذهنية".
لكن الأدلة الجديدة تشير إلى وقوع هجمات محتملة قبل عامين في فرانكفورت بألمانيا، عندما فقد موظف حكومي أمريكي يعمل في القنصلية هناك وعيه بسبب شيء يشبه شعاع الطاقة القوي، وفقا لموقع إنسايدر الأمريكي.
وكان جريج إدغرين، المقدم المتقاعد بالجيش، الذي قاد تحقيق وكالة المخابرات حول "متلازمة هافانا" خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2023، قال إنه يرى أن الولايات المتحدة تتعرض لهجوم روسي.
وأشار إدغرين إلى أن أعلى 5 إلى 10 من قادة الوكالة قد تأثروا بمتلازمة هافانا.
وقال مارك زيد، وهو محامٍ يحمل تصريحًا أمنيًا يمثل أكثر من عشرين عميلاً يعانون من أعراض متلازمة هافانا، بينهم عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية، إن هناك أدلة على "تستر" حكومي يتضمن "خطوط تحقيق قد تقودنا إلى إجابات لا نريد أن نتعامل معها".
وبحسب الصحيفة، أجرت معاهد الصحة الوطنية الكبرى دراستان هذا الشهر لفحص أكثر من 80 موظفًا حكوميًا وأفراد أسرهم الذين تعرضوا "لحوادث صحية شاذة" في مواقع من بينها الولايات المتحدة وكوبا والصين والنمسا، ولم تجد أي دليل ثابت على إصابة الدماغ.
وأشار ديفيد ريلمان، عالم جامعة ستانفورد الذي قاد الأبحاث السابقة حول هذه الحالة، إلى أن الحالات ذات الظواهر الحسية المفاجئة التي تعتمد على الموقع لا تشبه أي اضطراب تم الإبلاغ عنه في الأدبيات الطبية العصبية أو العامة، ومن المحتمل أن يكون سببها آلية خارجية".