هل فقدت أسواق المال الثقة بالفيدرالي الأمريكي؟
ثقة وول ستريت بالفيدرالي الأمريكي آخذة بالتراجع، ما يعني أن ما سيصدر من "باول" وأعضاء المركزي، قد لا يحمل أية تأثيرات على الأسواق.
ظلت الأصول الخطرة والآمنة على حد سواء معلقة على كل كلمة وعمل من جيروم باول وشركاه داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) لأكثر من عام.
لكن هذا الشهر حمل بعض التجاهل لم يرد من الفيدرالي من جانب وول ستريت، ما يؤشر إلى مسألة خطيرة، لكن بالمحصلة قبضة بنك الاحتياطي الفيدرالي على الأسواق المالية آخذة بالتراجع.
ومع أحدث بيانات التضخم وسوق العمل التي تمنح المسؤولين في الفيدرالي ذخيرة جديدة لإيقاف الزيادات الحادة على أسعار الفائدة، يتحول الاهتمام في وول ستريت إلى احتمال حدوث تراجع اقتصادي "ركود".
ويعني ذلك، أن ثقة وول ستريت بالفيدرالي آخذة بالتراجع، ما يعني أن ما سيصدر من باول وأعضاء الفيدرالي خلال الفترة المقبلة قد لا يحمل أية تأثيرات على الأسواق وبالتحديد تحركات الأسهم في مؤشرات وول ستريت الثلاثة.
في الوقت نفسه، استعادت السندات ارتباطها السلبي التقليدي بالأسهم؛ حيث ارتفعت وسط ضغوط نتائج سلبية لعديد البنوك المدرجة في وول ستريت، وعلى الرهانات على اقتراب التشديد النقدي من نهايته.
ومنذ العام الماضي، انفصلت السندات الأسهم عن التأثر بسوق الأسهم، وأصبحت أكثر تأثرًا بالفيدرالي الأمريكي وما يرد منها من بيانات وتحذيرات.
كل ذلك يساعد على تهدئة الأعصاب بين المستثمرين وفق نظرية 40% سندات و60% أسهم، حتى في الوقت الذي تطلق فيه سوق السندات تحذيرات من الركود، وتتزايد الضغوط المصرفية، وتلوح كارثة ديون الولايات المتحدة في الأفق.
وبحسب تحليل لوكالة بلومبرغ، فمن الواضح أن مسار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم لا يزال يمارس نفوذا على الأصول. أظهرت بيانات أمس الجمعة 12 مايو/أيار 2023 قفزة في توقعات التضخم على المدى الطويل، مما أدى إلى انخفاض مؤشر S&P 500 بشكل طفيف.
ومع ذلك، فإن قبضة الفيدرالي على نفسية المستثمر أصبحت أقل تطرفًا، في حين أن تقلبات السوق ذات الدفع الكلي لا تزال خائفة، أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأيام الخمسة بانخفاض 0.3%، مسجلاً الأسبوع السادس على التوالي دون تحرك بنسبة 1%، وهي أطول فترة خمول منذ أواخر عام 2019.
كما تشير دراسة أجرتها شركة "سيتي غروب" حول تشريح الأسواق الأساسية، إلى أن تأثير قوى الاقتصاد الكلي ينحسر على الشركات وول ستريت.
في الوقت نفسه، ينجذب متداولو الأسهم أكثر فأكثر نحو الشركات الأكثر قدرة على مواجهة التباطؤ الاقتصادي، مثل عمالقة التكنولوجيا، بينما يتخلصون من أسهم الفئات الأكثر ضعفا مثل منتجي الطاقة.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز