لا يزال هناك تكتم إيراني على الدول التي سوف تشتري منها النفط، في الوقت الذي تملك فيه إيران تاريخا سريا ببيع النفط عن طريق التهريب
مع مرور عام على ذكرى خروج ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وتوجيه صفعة قوية على وجه الملالي، يبدو أن الأمور تسير إلى توجيه مزيد من الصفعات واللكمات لنظام الملالي، الذي يعاني الإجراءات الأمريكية العقابية، والتي وصلت إلى هدف تصفير صادرات النفط الإيراني بعد إلغاء الاستثناءات للدول الثماني التي كانت تشتري النفط من إيران، ورغم ذلك تجد تصريحات تخرج من إيران عن استمرار بيع النفط الإيراني، وإن إيران لن تتوقف عن بيع النفط.
لقد جاءت تصريحات بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في أثناء زيارته الأخيرة المفاجئة للعراق منذ يومين، لتؤكد أن الولايات المتحدة لن تتهاون في حماية مصالحها وحماية حلفائها في المنطقة، وربما زيارته المفاجئة للعراق ما هي إلا رسالة للنظام الإيراني إذا حاول استخدام الأراضي العراقية لاستهداف المصالح الأمريكية في المنطقةلا يزال هناك تكتم إيراني على الدول التي سوف تشتري منها النفط، في الوقت الذي تملك فيه إيران تاريخا سريا ببيع النفط عن طريق التهريب والالتفاف على العقوبات الأمريكية، إلا أنه من غير الوارد حدوث ذلك في عصر إدارة ترامب، خاصة أن الولايات المتحدة أعلنت أنها ستفرض عقوبات مشددة على أي دولة سوف تتعامل مع إيران، وهذا ما أغضب نظام الملالي، وجعله يعلن أن إيران سوف تمهل الدول الموقعة على الاتفاق النووي شهرين لتحقيق تقدم، خاصة في مجال النفط والبنوك وإلا فلن تلتزم بالاتفاق.
تهدد إيران بشكل يومي ومستمر بإغلاق مضيق هرمز ومهاجمة القواعد الأمريكية وحلفائها في المنطقة، لكن هذه التهديدات لا تعدو مجرد تصريحات لحفظ ماء الوجه، إلا أن إدارة ترامب تعاملت مع التصريحات بجدية وأرسلت حاملة الطائرات أبراهام لنكولن وقاذفات من طراز بي ٥٢، وصرح جون بولتون مستشار ترامب للأمن القومي الأمريكي أن أمريكا سوف ترد بقوة لا تلين على أي هجوم، وأكد أنها لا تسعى إلى حرب مع إيران، ولكن على استعداد للرد على أي تحرك عدواني، سواء بالوكالة أو من الحرس الثوري أو القوات النظامية الإيرانية، وهذا دليل على أن الولايات المتحدة سوف تتصدى لأي محاولة لنظام الملالي لاستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة أو استهداف حلفائها بأن ذلك سوف يواجه بكل قوة وحسم.
من المؤكد أن القوة العسكرية الإيرانية هي أضعف من أن تجابه القوة العسكرية الأمريكية؛ لأن الغلبة للولايات المتحدة في عتادها العسكري الذي يفوق كثيرا إيران بسنوات ضوئية، وهذه حقيقة لا يمكن أن يغفلها أحد سوى إيران، التي تراهن رهانا فاشلا على مليشياتها الموجودة في عدد من دول المنطقة، والتي أسستها إيران استعدادا لهذا اليوم.
لقد جاءت تصريحات بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في أثناء زيارته الأخيرة المفاجئة للعراق منذ يومين، لتؤكد أن الولايات المتحدة لن تتهاون في حماية مصالحها وحماية حلفائها في المنطقة، وربما زيارته المفاجئة للعراق ما هي إلا رسالة للنظام الإيراني إذا حاول استخدام الأراضي العراقية لاستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.
تتوضح التناقضات في الموقف الإيراني ما بين المواجهة في الخطاب الإعلامي وما بين الذعر والقلق في التحركات، فسارع وزير الخارجية الإيراني إلى روسيا لطلب الحماية في مجلس الأمن، في حال أحيل الملف الإيراني فيه لتستخدم حقها في النقض، وفي الوقت نفسه أعلنت إيران استعدادها للتفاوض، وهو ما يؤكد حالة الرعب التي تعيشها إيران من احتمالية المواجهة مع أمريكا، ألا يكفيها أن تخلى عنها الحلفاء الأوروبيون عندما وصل الأمر لمرحلة طبول الحرب لتدرك أنها هالكة لا محالة في هذه المواجهة؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة