حياة الفهد.. نصف قرن على إبداع يُزين الشاشة الخليجية
مسيرة حياة الفهد تنوعت بين الخطوط الدرامية المختلفة، فقد أتقنت بملامحها الجادة الأدوار التراجيدية الصعبة.
لم تغب شمس إبداعتها عن المشهد الخليجي لسنوات طويلة، ظلت إطلالتها الفنية مشرقة عبر شاشات التلفزيون وخشبات المسرح الخليجي، بأعمال سطرها التاريخ من نور.
حياة الفهد الممثلة الكويتية التي تحمل مسيرة فنية تتجاوز النصف قرن من الزمان، قدمت خلالها للمشاهد الكويتي والخليجي قرابة الـ90 مسلسلا تلفزيونيا وقرابة الـ20 عملا مسرحيا، أرشف بعضها في الرفوف الذهبية من دولاب العمل الفني الخليجي.
صدفة صنعت تاريخا حافلا
لعبت الصدفة البحتة دورا مهما في مسيرتها الفنية، فوسط رفض عائلي كبير لدخول عالم الفن والشهرة كان للفنان "أبوجسوم" دور كبير في إثناء أسرتها عن قرارهم برفض خوضها تجربة التمثيل، لتخطو "الفهد" خطوتها الأولى نحو طريق المجد بمسرحية "الضحية" عام 1963 مع الفنان الكبير منصور المنصور.
وتنوعت مسيرة حياة الفهد بين الخطوط الدرامية المختلفة، فقد أتقنت بملامحها الجادة الأدوار التراجيدية الصعبة، كما استطاعت أن تخطف الضحكة من قلوب متابيعها بتلقائيتها المعتادة، مما جعل النقاد يلقبونها بسيدة الشاشة الخليجية.
التاريخ الفني الطويل لحياة الفهد تخلله عدة ثنائيات مع بعض الفنانيين الذين أسهموا بشكل كبير في تطور الدراما الخليجية، من بينهم غان الصالح، الذي قدمت معه عدة أعمال منها مسلسل خالتي قماشة، الدردور، رقية وسبيكة، الغرباء، خرج ولم يعد، إليكم مع التحية، عائلة فوق تنور ساخن، الخراز، زوجة بالكمبيوتر، مسافر بلا هوية وغيرها وآخر عمل جمع بينهما ليلة عيد.
وجوه إبداعية متعددة
لم تكتفِ الفنانة الكويتية بما قدمته في الساحة الفنية ، بل نثرت إبداعاتها شعرا عبر ديوانها الوحيد "عتاب"، الذي ربما يحمل اسمه رسالة إلى والدتها التي قست عليها كثيرا في الصغر، وكتبت كذلك عددا من المسلسلات التي شاركت فيها، مثل مسلسل دمعة يتيم والدردور، وكان للفهد حضور إذاعي مميز، خلال الفترة من 1965 إلى 1968 عبر إذاعة الكويت الوطنية.
وحصدت حياة الفهد في مسيرتها جوائز عدة، منها أفضل ممثلة في الكويت لأكثر من عام، وجائزة الدولة التشجيعية، وأفضل ممثلة في مهرجان الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة، ونالت الجائزة الذهبية لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون.