هزاع المنصوري.. من طيار عسكري إلى رائد الفضاء
هزاع المنصوري، البالغ من العمر 34 عاماً، يمتلك خبرة طويلة في الطيران الحربي، تقارب نحو 14 عاماً، وحصل على بكالوريوس علوم الطيران.
مكالمة واحدة، لم تتجاوز في زمنها دقائق معدودة، كانت كفيلة بأن تغير مجرى حياة الإماراتي هزاع المنصوري، حيث منحته لقب أول رائد فضاء إماراتي، لتحمل تلك المكالمة تحقيقاً لأحلام الطفولة، تلك التي ظلت تراوده لسنوات طوال، كلما وقف على كثبان ليوا الترابية، ليطالع بريق النجمات في السماء، حيث تأخذه نحو الفضاء.
شغف هزاع المنصوري بريادة الفضاء بدأ معه منذ نعومة أظفاره، وهو الذي تعوّد معانقة سماء بلاده، كلما حلق بطائرته الحربية "أف – 16"، فهو يحمل رتبة رائد طيار في القوات المسلحة الإماراتية، الأمر الذي جعله واحداً من أبرز المؤهلين لحمل علم بلاده نحو المحطة الدولية للفضاء، والتي سينطلق إليها في 25 سبتمبر/أيلول 2019.
وبذلك يحقق حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء، والذي كشف عنه عندما التقى عددا من رواد الفضاء الأمريكيين في 1976، أي بعد سنوات قليلة من إعلان اتحاد الإمارات، وها هو المنصوري وبعد مرور 43 عاماً يحقق ذلك الحلم بكل شغف، حاملاً معه آمال شعبه وقيادته بأن تكون الإمارات أول دولة عربية تخوض هذا المجال.
هزاع علي عبدان خلفان المنصوري، البالغ من العمر 34 عاماً، يمتلك خبرة طويلة في الطيران الحربي، تقارب نحو 14 عاماً، ولذلك حصل هزاع على بكالوريوس علوم الطيران، تخصص "طيار عسكري" من كلية خليفة بن زايد الجوية، واستطاع بفضل إصراره أن يتدرج في الرتب العسكرية، حتى وصل إلى رتبه "رائد طيار"، حيث تأهل في 2016 ليكون طيار استعراض جوي منفرد، فيما يشغل حالياً منصب طيار FCF على طائرة F-16B60.
وخلال مسيرته العملية، سعى "المنصوري" إلى تطوير مهاراته الوظيفية والمعرفية، من خلال التحاقه بعدد من الدورات التدريبية التي عقدت داخل وخارج دولة الإمارات، كما خضع لعدد من الدورات التخصصية المتقدمة في النجاة من الغرق، كما تدرب على الدوران وقوة التسارع، والتي تصل إلى 9G.
فضلاً عن ذلك، فقد خاض "المنصوري" مناورات العلم الأحمر في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان من أوائل الطيارين الإماراتيين والعرب، المشاركين في معرض دبي للطيران في عروض استعراضية، في الذكرى الـ50 للقوات المسلحة الإماراتية، واليوم الوطني الإماراتي عام 2017، واحتفالات اليوبيل الذهبي لتأسيس القوات المسلحة الإماراتية.
وتمتع "المنصوري" بالقدرة والكفاءة اللازمة لخوض هذه المهمة، مكنته من اعتلاء قائمة المرشحين الأوائل لرواد الفضاء الإماراتيين، حيث استطاع بكل همة ونجاح أن يتجاوز مرحلة الاختبارات كافة، والتي خضع لها طوال الفترة الماضية، متجاوزاً بذلك كافة العقبات التي واجهته، وعلى رأسها حاجز اللغة الروسية التي تعلمها في وقت قياسي، ليستكمل "المنصوري" بذلك كافة متطلبات أول رائد فضاء إماراتي.
علم دولة الإمارات الحريري وبذور شجرة الغاف، ومصحف وصورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سيحملها "المنصوري" معه نحو المحطة الدولية للفضاء التي تشرق وتغرب عليها الشمس 16 مرة، حيث ستكون تلك المحطة ملاذه في الفضاء، والتي لأجل الوصول إليها خضع للعديد من التجارب والتدريبات في مركز يوري جاجارين لتدريب رواد الفضاء في روسيا، والتي ستكون محطة انتقاله الأولى نحو الفضاء.
هزاع المنصوري، لن يكون أول رائد فضاء إماراتي فقط، وإنما أول عربي تستقبله محطة الفضاء الدولية، حيث سيلقى على عاتقه العديد من المهام العلمية، تتضمن القيام بتجارب توضح تأثير الجاذبية الصغرى، مقارنة بجاذبية الأرض، كما ستتم دراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان داخل المحطة مقارنة بالأرض، قبل وبعد الرحلة، وللمرة الأولى سيتم هذا النوع من الأبحاث على إنسان عربي، حيث ستُقارن النتائج مع أبحاث أجريت على رواد فضاء من مختلف مناطق العالم.
فضلاً عن ذلك سيقوم "المنصوري" بتقديم جولة تعريفية مصورة باللغة العربية للمحطة، حيث سيوضح مكونات المحطة والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، وسيقوم أيضاً بتصوير كوكب الأرض، والتفاعل مع المحطات الأرضية، ونقل المعلومات والتجارب، إضافة إلى توثيق الحياة اليومية لرواد الفضاء على متن المحطة.
وبفضل إصراره، استطاع هزاع المنصوري أن يتحول إلى قدوة لشباب الوطن العربي بأكمله، وأن يحقق أحلام العرب التي مر عليها عقود طوال، بأن يكونوا جزءاً من رواد الفضاء في العالم.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز