التحالف العالمي للمناخ والصحة يجني ثمار إنجازات COP28 التاريخية (مقابلة)
كان لا بد من رفع صوت قطاع الصحة في المحافل الدولية المعنية بتغير المناخ؛ نظرًا للارتباط الوثيق بين قطاع الصحة وتغيرات المناخ.
وتعاني العديد من البلدان، خاصة ذات الدخل المنخفض من آثار التغيرات المناخية، ويمتد الأمر إلى صحة السكان، الأمر الذي اهتمت به أجندة COP28، ووُضع القطاع الصحي لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ. وبالفعل، خرج المؤتمر بـ«إعلان الإمارات بشأن المناخ والصحة»، وتضمن العديد من التوصيات؛ لتعزيز الاهتمام بالقطاع الصحي. وفي هذا الصدد، أجرت «العين الإخبارية» حوارًا حصريًا مع «جيس بيجلي»، قائدة السياسات في التحالف العالمي للمناخ والصحة.
إليكم نص الحوار..
كيف يمكن مكافحة عدم المساواة بين البلدان لتعزيز صحة الفئات الضعيفة؛ خاصة في المجتمعات المهمشة؟
تؤدي عدم المساواة إلى تفاقم الآثار الصحية لتغير المناخ على المجتمعات الأكثر ضعفًا والنساء والأسر ذات الدخل المنخفض والنازحين والأشخاص ذوي الإعاقة. يجب أن تشارك هذه المجتمعات بشكل عميق في تخطيط وتنفيذ الإجراءات المناخية للحد من التأثيرات وعدم المساواة.
أشار نص التقييم العالمي الأول إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري؛ فما تأثير ذلك على القطاع الصحي؟
سيؤدي التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري إلى تقليل عبء تلوث الهواء والأمراض المرتبطة بالمناخ على النظم الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والرئة والإرهاق الحراري والأمراض المعدية وسوء التغذية. ويلعب قطاع الرعاية الصحية أيضًا دورًا جنبًا إلى جنب مع القطاعات الأخرى في خفض الانبعاثات عن طريق تقليل اعتماده على الوقود الأحفوري. إن الاستثمارات في الحد من استخدام الوقود الأحفوري ستمكن من الحفاظ على الصحة لقرون قادمة.
كيف يمكن دمج الاعتبارات الصحية في السياسات المناخية؟
من خلال تحسين السياسات المناخية لتعزيز الصحة، يمكن تحقيق عوائد أكبر على الاستثمار، ما يوفر مكاسب ثلاثية للناس والكوكب والاقتصادات. ويشمل ذلك خفض الانبعاثات في قطاعات الطاقة والغذاء والزراعة والنقل من خلال التحول إلى الطاقة المتجددة والنظم الغذائية الصحية المستدامة وأنظمة تشجيع المشي وركوب الدراجات. ومن أجل تعظيم هذه المكاسب، هناك حاجة إلى مزيد من التعاون بين القطاع الصحي والقطاعات الأخرى أثناء التخطيط.
وفقًا لإعلان الصحة والمناخ الصادر عن COP28، هناك التزام بأخذ القطاع الصحي في الاعتبار في المساهمات المحددة وطنيًا؛ ما مدى فاعلية ذلك في تقليل الانبعاثات الصادرة عن القطاع الصحي؟
يتضمن الإعلان أيضًا التزامًا بـ"تعزيز الخطوات الرامية إلى الحد من الانبعاثات وتقليل النفايات في قطاع الصحة، مثل تقييم انبعاثات غازات الدفيئة من الأنظمة الصحية، ووضع خطط عمل، وأهداف إزالة الكربون المحددة وطنيًا، ومعايير الشراء للأنظمة الصحية الوطنية، بما في ذلك سلاسل التوريد". إن إدراج الصحة في المساهمات المحددة وطنيًا يعزز هذا الالتزام من خلال ضمان أن تكون الصحة جزءًا من الاستراتيجية الوطنية الشاملة للمناخ. وينبغي إدراج ميزانية لهذه الإجراءات في المساهمات المحددة وطنيًا لضمان جدوى التنفيذ.
كيف يمكن رصد التقدم في القطاع الصحي في ظل تغير المناخ؟
يمكن تعديل التقدم المحرز في العمل المناخي في قطاع الصحة من خلال الوفاء بالالتزام الوارد في الإعلان "بتقييم انبعاثات غازات الدفيئة من النظم الصحية" و"الأهداف المحددة وطنيًا لإزالة الكربون" مع المؤشرات المصاحبة. ولكن من الضروري أيضًا رصد التقدم المحرز في مجال التكيف (تعزيز الصحة وأنظمة تحديد الصحة). ويمكن للحكومات أن تنضم إلى «التحالف من أجل العمل التحويلي في مجال المناخ والصحة» (ATACH)، الذي تستضيفه منظمة الصحة العالمية (WHO)، والذي يتضمن التركيز على تعزيز عملية رصد كل من التخفيف والتكيف.
برأيك، هل نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) تحمي الصحة؟ ما المطلوب على الطريق إلى COP29؟
بالإضافة إلى الإعلان، انعكست الصحة أيضًا في بعض جوانب مفاوضات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28)، بما في ذلك الاعتراف بحق الإنسان في الصحة وحق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة في التقييم العالمي والأهداف المتعلقة بالنظم الصحية المرنة. الأمن التغذوي في إطار الهدف العالمي للتكيف. والتزمت الحكومات أيضًا بالانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري. ومن أجل حماية الصحة بشكل حقيقي، يجب على الحكومات أيضًا أن تتفق على جدول زمني للتخلص التدريجي الكامل من الوقود الأحفوري، مع اتخاذ الإجراءات الأكثر سرعة في انبعاث الغازات، ويجب على البلدان ذات الدخل المرتفع توفير موارد مالية كافية لضمان أن التخفيف والتكيف عبر القطاعات لحماية الصحة. الصحة ممكنة في البيئات ذات الدخل المنخفض.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز