كيف يؤثر تغير المناخ على أمهات وأطفال العالم؟
لم يسلم حتى الأطفال حديثي الولادة وأمهاتهم من تلوث الهواء الحاد الذي يعد أحد مسببات تغير المناخ، إذ كشفت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية عن أنّ تعرض النساء الحوامل للهواء الملوث قبل الولادة، قد يتسبب في إصابة الأطفال حديثي الولادة بمتلازمة الضائقة التنفسي
وهذه المتلازمة تعد حالة خطيرة، لا تستطيع فيها الرئتان بتزويد أعضاء الجسم بالأكسجين اللازم لأداء الوظائف الحيوية.
ويزداد الخطر مع تعرض الأم لجسيمات دقيقة وثاني أكسيد النيتروجين، وتلك الغازات تأتي في الغالب من دخان السجائر وحرائق الغابات.
ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «إنفيرونمينل هيلث بريزبيكتيفز» (Environmental Health Perspectives) في 25 يناير/كانون الثاني 2024.
حالة عالمية
تُعد متلازمة الضائقة التنفسية الحادة هي السبب الرئيسي لدخول الأطفال حديثي الولادة إلى وحدات العناية المركزة.
ولم يكن معروفًا من قبل أنّ تلوث الهواء الذي تستنشقه الأمهات يتسبب في إصابة الأطفال بتلك الحالة قبل هذه الدراسة؛ فقد كان المعروف أنه عندما تُصاب الأم بمشاكل في الجهاز التنفسي، يظهر على الطفل فيما بعد في صورة بعض الأمراض التنفسية مثل الربو.
فحص
حلل الباحثون دراسة تستند إلى بيانات تعرض 2001 امرأة حامل من 10 مدن مختلفة في كندا إلى مجموعة من المواد الكيميائية، بما فيها: ثاني أكسيد النيتروجين وجسيمات PM2.5.
تتبع الباحثون حالة الأم قبل الحمل بـ 3 شهور، حتى نهاية الحمل. واستعانوا أيضًا بمعلومات من الأقمار الصناعية وأجهزة لمراقبة جودة الهواء على سطح الأرض.
نتائج
ربط الباحثون بين مستوى التلوث وشدة متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، ووضعوا عدة نتائج تتضمن:
- بعد الولادة: جاء ذلك للأطفال المولودون لأمهات يتعرضن لمستويات عالية من PM2.5، ويتطلب ذلك من الأطباء التدخل بالتهوية والمضادات الحيوية الجهازية.
- أثناء فترة الحمل: كان هناك ارتباط واضحًا بين التعرض لجسيمات PM2.5 والضائقة التنفسية الحادة، قبل الحمل وخلاله.
- التعرض لثاني أكسيد النيتروجين: وجد الباحثون أنّ الأمهات اللاتي تعرضن للهواء المحمل بغاز ثاني أكسيد النيتروجين، تأثر أطفالهن، وزادت حاجتهم للمضادات الحيوية الجهازية.
لأول مرة، وُضعت الصحة على أجندة COP28، وكان ذلك حدثا فريدا من نوعه؛ إذ استقبل مؤتمر خاص بتغير المناخ متخصصي الصحة.
وخرج المؤتمر بإعلان الإمارات بشأن الصحة، الذي تضمن عدة بنود، لعل أبرزها ضرورة الحفاظ على الهواء من التلوث، وكل يوم تخرج الأبحاث التي تربط المناخ بالصحة، وضرورة الحفاظ على صحة الإنسان من آثار التغيرات المناخية.