التمثيل الغذائي هو عملية يقوم فيها الجسم بتحويل الطعام والشراب إلى طاقة، ويحتاج الجسم إلى الطاقة في أداء العديد من الوظائف.
حدد العلماء لأول مرة مجموعة من المتغيرات المرتبطة بفقدان الشهية، ما يوفر أدلة قوية على أن هذا الاضطراب ليس مرضاً نفسياً بحتاً، وإنما قد يرتبط بحدوث خلل وراثي في عملية التمثيل الغذائي.
وبحسب موقع "ساينس أليرت"، بعد دراسة استمرت 6 سنوات بقيادة سينثيا بوليك، عالمة النفس الإكلينيكية من جامعة نورث كارولينا الأمريكية، ومشاركة باحثين من أكثر من 100 مؤسسة من جميع أنحاء العالم، اكتشف العلماء 8 علامات وراثية مرتبطة بشكل كبير بفقدان الشهية، والتي يشير بعضها إلى أن هذه الحالة ترتبط بعملية التمثيل الغذائي أو "الأيض".
وحدد الفريق 8 أنواع وراثية مرتبطة بفقدان الشهية، أبرزها اضطراب الوسواس القهري والاكتئاب والقلق وانفصام الشخصية، وكان من بين تلك العوامل أيضًا وجود خلل وراثي في عملية التمثيل الغذائي، كقدرة الناس على أكل الدهون والسكريات مثلاً.
والتمثيل الغذائي هو عملية يقوم فيها الجسم بتحويل الطعام والشراب إلى طاقة، ويحتاج الجسم إلى الطاقة في أداء العديد من الوظائف المتعلقة بالدورة الدموية والهرمونات ونمو الخلايا وتحسين وظائفها.
كما أن التمثيل الغذائي يساعد في حرق كميات كبيرة من السعرات الحرارية؛ حيث يستهلك التمثيل الغذائي سعرات حرارية كبيرة في عملية الأيض.
وقد سبق لبحوث سابقة أجراها نفس الفريق أن أرست الأساس للنتائج الجديدة؛ حيث حددت في عام 2017 أول موضع جيني مرتبط بالحالة، استناداً إلى تحليل لحوالي 3500 حالة من حالات فقدان الشهية.
ويقول جيروم برين، عالم الوراثة النفسية من كلية كينجز كوليدج لندن: "غالباً ما يؤدي حدوث خلل وراثي في عملية التمثيل الغذائي لدى مرضى فقدان الشهية العصبي إلى الجوع، لكن دراستنا تظهر أن الاختلافات الأيضية قد تسهم أيضا في تطور الاضطراب"، وعلاوة على ذلك، تشير تحليلاتنا إلى أن العوامل الأيضية قد تلعب دوراً قوياً في هذه المسألة يماثل التأثيرات النفسية".
وفي الدراسة، قام الباحثون بتحليل الحمض النووي لحوالي 17 ألف مريض يعانون من مرض فقدان الشهية العصبي، وقارنوه بالمعلومات الوراثية لحوالي 55 ألف شخص، وبحثوا عن المتغيرات الوراثية التي يمكن أن ترتبط بالمرض.
وقال نيكولاس مارتن، المتخصص في علم الأوبئة الوراثية في معهد الأبحاث الطبية الوراثية للكيمياء في أستراليا: "ما توقعناه هو العثور على جينات متورطة بوضوح في الجوانب العقلية والصحية للأمراض النفسية، وهذا أمر مهم بشكل واضح، لكن ما أدهشنا هو أنه يبدو أن هناك روابط قوية للغاية مع عملية الأيض أيضاً".